زهران علوش، اسم تردد كثيرًا في السنوات الأخيرة، خاصة بعد اندلاع الثورة السورية، واقترن اسم علوش بالتنظيمات الجهادية المعارضة لحكم بشار؛ حيث قاد أكبر الفرق المسلحة ضد الجيش النظامي، وهو “جيش الاسلام.
ولد محمد زهران علوش في مدينة دوما التابعة للغوطة الشرقية بريف دمشق، وأبوه الشيخ عبدالله علوش أحد المراجع السلفية في العاصمة دمشق، فسار “علوش” على دربه والتحق بكلية الشريعة في جامعة دمشق، ثم أكمل دراسته في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
بدأ نشاطه الدعوي عام 1987 وسببت ممارساته ملاحقات أمنية عديدة له، انتهت باعتقاله عام 2009 من قبل المخابرات السورية، وانتهت فترة اعتقاله بعد عامين بعفو رئاسي بعد الثورة بثلاثة أشهر، في 22 يونيو 2011، خرج على إثرها 1500 معتقل من الجماعات السلفية والجهادية.
عندما خرج “علوش” بعد الثورة رأى أن نظام بشار لا يمكن إسقاطه إلا بالقوة، فاتجه إلى تسليح الثورة السورية، وأسس أول تشكيل عسكري لقتال النظام السوري وسماه “سرية الإسلام”، ومع ازدياد أعداد المنتسبين في سبتمبر 2013 أعلن وقتها عن توحد 43 لواء وكتيبة تحت مسمى “جيش الإسلام” قاده “علوش” وكان أكبر فصيل معارض مسلح في ذلك الوقت.
انضم جيش الاسلام بقيادة “علوش” إلى الجبهة الاسلامية وشغل فيه منصب القائد العسكري العام.
في شهر مايو الماضي عقد “علوش” عدة لقاءات خارجية؛ حيث انتقل فيها من إسطنبول إلى الرياض وقطر والأردن، والتقى خلالها بقائد حركة أحرار الشام هاشم الشيخ وعيسى الشيخ قائد صقور الشام، كما التقى بقيادات الائتلاف الوطني في إسطنبول
عاد بعدها للغوطة في شهر يوليو، ولم تعرف نتائج اللقاءات وطبيعتها ولم يعرف طريق خروجه ودخوله إلى الأراضي السورية.
وفي أول خروج ل “علوش” للإعلام الغربي كانت حواره مع وكالة “ماكلاتشي” الأمريكية، ورأت الوكالة من خلال اللقاء أن “علوش” تراجع عن كثير من آرائه عن الديموقراطية وإقامة التحكيم للشريعة، حيث أعرب في لقائه عن تمنيه لإقامة دولة تحفظ الحقوق وأن الشعب يختار شكل الدولة التي يريدها، وإن كان يميل شخصيًا لتكوين حكومة كفاءات (تكنوقراط) محترف.
هذه التصريحات قابلها الكثير من الانتقادات، وعلق النشطاء على هذه التصريحات بأن تغيير موقفه لينال رضا الغرب ويكسب دعما غربيا.
وأجرى “علوش” لقاء منذ أقل من أسبوعين مع صحيفة صحيفة الديلي بيست الأمريكية، صرح خلالها بأن أولويات جيش الإسلام هي أولويات الثورة منذ اليوم الأول، وهي طرد المشروعين الفارسي الصفوي والتكفيري من أرض الشام وإسقاط النظام ومشاريعه الإجرامية، واستبدال نظام عادل به يعيد الحقوق وينصف المظلومين ويحرر الإنسان.
وعن حادثة اختطاف الناشطة الحقوقية رزان زيتونة نفى “علوش” خلال اللقاء أنهم من اختطفوها، بل إن جيش الإسلام هو من أدخل رزان للغوطة، وقدم لها الحماية حتى وصلت من خلال مكتب المنشقين في جيش الإسلام، وبإشراف شخصي من مديره الشهيد نبيل عدس.
“علوش” قتل اليوم 25 ديسمبر 2015 ، في غارة جوية روسية في على مقره في ريف دمشق، وصرح نشطاء سوريون أن 10 صواريخ استهدفت المبنى الذي كان توجد به قيادات من جيش الإسلام، بينهم زهران علوش ونائبه الناطق باسم جيش الإسلام.