فى سابقة هى الأولى من نوعها فى مجال كرة القدم يخرج علينا مدير فنى فى وسائل الإعلام ويهدد إدارة النادى بأن عليها الإختيار إما هو – المدير الفنى – أو نجم وكابتن الفريق، هذا ما فعله أحمد حسام عندما خرج للإعلام وطالب مجلس إدارة النادى الإسماعليى بأن عليها أن تختار إما هو أوحسنى عبد ربه ، وأرجع ميدو السبب فى ذلك بأن هناك مؤامرة تحاك ضده يقودها حسنى عبدربه وإخواته، ودلل على ذلك بأن طارق عبدربه – شقيق حسنى – قال عقب خروج حسنى فى مباراة عزل المحلة “هانت يا حسنى”، ومن ثم فعلى مجلس الإدارة أن يختار إما ميدو أو حسنى , وأضاف ميدو طالما أنه موجود فى الاسماعيلى فلن يشارك حسنى فى أى مباراة.
المدهش أن مدحت شلبى قبل أن يستقبل ميدو كان معه حسنى عبدربه على الهاتف، وأنهى اللاعب مكالمته بأنه يعتذر لميدو ولنادى ولمحبى حسنى وأنه التزم بتوقيع العقوبة جراء ما فعله فى مباراة غزل المحلة ،ومع ذلك خرج ميدو معلنا بأن هناك مؤامرة ضده من حسنى وإخوته.
يبدو أن ميدو لايستطيع أن يعيش بدون مشاكل ،ويريد ان يدخل فى دوامات مع الجماهير ، فكل يعلم ماذا يمثل حسنى عبدربه بالنسبة لجماهير نادى الإسماعليى فإن شئت فقل إن حسنى هو أبو تريكة الاسماعليى، فكل ما فعله أبو تريكة مع الأهلى فعله حسنى ، حيث رفض حسنى ملايين الجنيهات للإنتقال إلى الأهلى أو الزمالك ،ورفض عروض إحتراف كثيرة ، كل ذلك من أجل الإسماعليى وجماهيره ،كما أن حسنى لم يفتعل أى مشاكل مع أى مدير فنى قبل ذلك سواء فى النادى أو المنتخب ، فهذا يؤكد أننا أمام لاعب ذو خلق وصاحب سجل خالى من المشاكل ومحبوب من الجماهير المصرية عامة والإسمعلاوية خاصة.
الأندية الجماهيرية لها وضع خاص فمنظومة الكرة بها تتكون من لاعب وإدارة فنية وجماهير، وكثيرا ما تكون للجماهير قول الفصل فى كثير من الأمور مثل التعاقد مع لاعب معين، أو تعيين(إقالة) مدير فنى ، أو منع لاعب من اللعب ، وميدو يتذكر ذلك جيدا عندما كان يلعب هو وحسام غالى فى توتنهام، وعندما ألقى حسام غالى بفانلة النادى على الارض كان ذلك سببا فى أن ينال غضب الجماهير، ووقتها كان غالى لا يعلم أنه كتب نهايته مع توتنهام بتلك الفعلة، ولم يعلم أنه لم يلعب مرة أخرى لتوتنهام إلا عندما اراد المدير الفنى أنذاك أن يشركه فى أحد المباريات، وعندما رأته جماهير توتنهام يجرى بعمليات الإحماء أطلقت الهتافات وصافرات الإستهجان ضد غالى والمدرب، ولم ينتهى الأمر إلا عندما جلس غالى دكة الإحتياطى، ووقتها لم يعلن المدير الفنى بأن هناك مؤامرة ضده، بل إحترم رغبة الجماهير، لذلك فالجماهير أحد السلطات الثلاثة فى المنظمومة الرياضية.
وعلى النقيض فى مباراة نجوم العالم مع نجوم الكويت منذ عدة أيام خلال افتتاح استاد جابر الدولى، وبالرغم من كونها مبارة جماهيرية، قام كابيلو المدير الفنى لنجوم العالم – باشراك محمد ابو تريكة مع بداية الشوط الثانى ،واستبداله بعد عشر دقائق، وقتها أطلقت الجماهير صافرات الإستهجان ضد كابيلو وطالبته بنزول أبوتريكة مرة أخرى ،إلا أنه لم ينفذ ما طالبه الجمهور ، ووقتها لم يتهم كابيلو الجماهير او ابو تريكة بالتامر عليه.
كان على ميدو أن يسلك الطريق الصحيح فهو يدعى أنه مدرب محترف ، فهو إن أراد أن يأخذ حقه كان عليه أن يلجأ إلى مجلس الإدارة وأن يقول ما يريد داخل الغرف المغلقة ، ووقتها إن لم يعاونه مجلس الادارة ويلبى طالباته وقتها كان عليه أن يقدم استقالته ، أما أن يخرج للإعلام ويصرح بتصريحات غير مسئولة لأن شقيق لاعب قال لفظ ما فهذا ليس معناه إلا شئ واحد ألا وهو الشو الاعلامى.
الخاسر الأكبر من تلك الازمة هو أحمد حسام ،وعليه أن يراجع نفسه ، وعليه أن يعلم متى يتكلم وأين يتكلم ومع من يتكلم “فليس كل ما يعرف يقال، وليس كل ما يقال حضر رجاله، وليس كل ما حضر رجاله أتى زمانه “