رأت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، أن نجاح الحملة التي تقودها الولايات المتحدة في إيقاف “تنظيم الدولة” لصادراته النفطية، سيؤثر بشكل كبير على قوة التنظيم خلال 2016؛ حيث قالت: “إن تنظيم الدولة أثبت قدرته على شن هجمات معقدة حول العالم خلال 2015، لكن التنظيم عانى من انتكاسة كبيرة بفقدانه الجزء الأكبر من عائدات النفط”.
وأضافت الصحيفة -في تقرير لها- “دون مصدر الدخل الأساسي والعملة الصعبة ربما سيكون لدى التنظيم قدرة ضعيفة على تقديم الخدمات التي تجسد شكل الدولة داخل مناطق الخلافة، ومع تركيز الجهود الدولية ضد التنظيم فإن ذلك سيؤثر ذلك سلبًا على قدرته الاحتفاظ بالمناطق التي يسيطر عليها”.
وذكرت الصحيفة أن تقرير النفط العراقي يعد أحد أهم الحسابات المفصلة المتاحة للعلن عن البنية الأساسية للنفط التي بحوزة التنظيم الجهادي، مبينة أن ذلك يعتمد على عشرات الحوارات التي أجريت مع سكان المناطق التي يسيطر عليها التنظيم بما في ذلك عمال نفط غير معلن عنهم، كما يتضمن وصفا لوثائق يقدر حجمها بـ7 تيرا بايت حصلت عليها القوات الخاصة الأميركية، وقتلت فيها أبو سياف المسؤول عن حقول النفط في سوريا.
وتابعت الصحيفة قائلة: “يقدم التقرير صورة مدمجة عن الموارد النفطية لتنظيم “الدولة” بعد 16 شهرًا من حملة القصف الجوي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم، مضيفة أن الولايات المتحدة كانت بطيئة في استيعاب القيمة الإستراتيجية لاستهداف البنية الأساسية للنفط بسبب اعتقادها أن الأهداف المالية لتنظيم “الدولة” مثل منصات النفط، ومعامل التكرير وسيارات نقل النفط أقل أهمية من مواجهة التنظيم عسكريًا.
واستطردت “إندبندنت”: “مع تدمير كل الحقول النفطية للتنظيم تقريبًا بقي هناك حقل نفطي واحد بالقرب من الموصل، ويحتوي التقرير على دليل واحد يثبت أن فترة قوة التنظيم انتهت وهذا الدليل هو أن اقتصاد التنظيم القائم على النفط قد تبخر كله”.
وأشار التقرير إلى أن صناعة النفط في أرض الخلافة -بحسب الصحيفة- كان توظف 1600 عامل من كل أنحاء العالم، قائلًا: “بسبب اضطراب الصناعة لم تواجه الجماعات غير قانونية مثل تنظيم “الدولة” مشكلة في توظيف عمال مهرة أجانب، وتم إغراؤهم بمرتبات كبيرة جداً عندما تم تسريح عمال البترول على مستوى العالم”.
ولفتت الصحفية إلى قيام الضربات الجوية الأميركية بتدمير مئات ناقلات النفط وأوقفت قدرة التنظيم على تكرير النفط، كما أن انخفاض أسعار النفط جعل من التهريب نشاطًا اقتصاديًا غير مربح، بالإضافة إلى وجود أزمة وقود في أراضي التنظيم نفسها.
ونقلت الصحيفة عن تقرير النفط العراقي قوله إن “التنظيم لم يعد لديه القدرة على استخراج النفط الكاف لمواجهة الطلب المحلي، ويتبين من السعر المتقلب أنه لم يعد لديه شيء لتصديره للخارج” ويضيف أن “أسعار النفط المنخفضة عالميًا، وحتى في حال قدرة المهربين عبور الحدود الدولية فإن مصاريف الرحلة والوقت والرشاوى ستقضي على أي ربح”.
وأردفت الصحيفة: “أنه من غير الواضح مدى تأثير غياب إيرادات النفط على تنظيم الدولة فخلال العام الحالي؛ فقد التنظيم نحو 14 بالمائة من مناطقه في سوريا، وتم طرده من الرمادي على بعد 75 ميلًا من العاصمة العراقية بغداد هذا الأسبوع، وفي الوقت نفسه فإنه أثبت مرونة كبيرة في إبقاء سيطرته على مساحات واسعة في العراق وسوريا بالرغم من خسارته لمعارك قليلة وفقدانه لتصدير النفط، وكما ذكر تقرير النفط العراقي فإن قوة التنظيم نابعة من ضعف الدولة العراقية، واضطهاد الحكومة العراقية للأقلية السنية فخسارة “الدولة” لموارد النفط لن يحل المشكلة الأعمق التي مكنت التنظيم من السيطرة على الكثير من الأراضي”.
واختتمت الصحيفة البريطانية في تقريرها بقولها: “لكن مع خسارته للتصدير والقدرة على الوصول للنقد الإجنبي وإضعاف قدرته على تقديم الخدمات الاجتماعية فإن ذلك سيقوض من ادعاء التنظيم السيطرة على ما يشبه كيان سياسي، ومن المستبعد جدًا أن يحصل التنظيم على مليون دولار يوميًا من مبيعات النفط كما كان يحدث في منتصف 2014″، مضيفة “القضاء على تصدير تنظيم “الدولة” للنفط يظهر تحقيق الحملة التي تقودها الولايات المتحدة لهدف استراتيجي واحد بالرغم من استمرار التنظيم في السيطرة على مناطق حيوية وشن هجمات حول العالم”.