شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تواريخ ومحطات من التوتر في العلاقات الإيرانية البحرينية خلال 90 عامًا

تواريخ ومحطات من التوتر في العلاقات الإيرانية البحرينية خلال 90 عامًا
أعلنت البحرين، اليوم الإثنين، قطع العلاقات مع إيران، وطلبت من أعضاء البعثة الدبلوماسية الإيرانية لديها مغادرة البلاد خلال 48 ساعة، كما قررت إغلاق بعثتها الدبلوماسية لدى إيران، وسحب جميع أعضائها.

أعلنت البحرين، اليوم الإثنين، قطع العلاقات مع إيران، وطلبت من أعضاء البعثة الدبلوماسية الإيرانية لديها مغادرة البلاد خلال 48 ساعة، كما قررت إغلاق بعثتها الدبلوماسية لدى إيران، وسحب جميع أعضائها.

قال بيان للخارجية البحرينية: إن قرارها جاء نتيجة لاستمرار وتفاقم التدخل الإيراني السافر والخطير في شؤون البحرين، وشؤون الدول الخليجية والعربية، وبعد الاعتداءات “الآثمة والجبانة” التي تعرضت لها سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، والتي تشكل انتهاكًا صارخًا لكل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وتجسد نمطًا شديد الخطورة للسياسات الطائفية التي لا يمكن القبول بها- بحسب نص البيان.

تاريخ العلاقات البحرينية- الإيرانية

اتسمت العلاقات البحرينية- الإيرانية بالتوتر والجمود في ظل مطالبات الحكام الإيرانيين بضم البحرين إلى إيران، فقد بادرت إيران في نوفمبر عام 1927 بإثارة موضوع تبعية البحرين لها في عصبة الأمم، وأكدت في المذكرة التي قدمتها إلى المنظمة الدولية في ذلك الوقت أنها كانت المسيطرة على البحرين في معظم عصور التاريخ.

وعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، شنت الصحافة الإيرانية حملة كبيرة ضد بريطانيا تطالب فيها بالسيادة الإيرانية على البحرين، وحاولت إيران بعد ذلك تكريس تبعية البحرين لها.

ورفضت إيران اتفاقية التعاون الاقتصادي الموقعة بين المملكة العربية السعودية والبحرين عام 1958، وفي هذا الاتجاه اعتبرت إيران المشروع السعودي بإقامة جسر يربط بين المملكة والبحرين بمنزلة إجراء تتخذه السعودية لإحباط أي محاولة تقوم بها إيران لضم البحرين.

أعلن شاه إيران في يناير عام 1969، أنه يقبل بحق تقرير المصير في البحرين، الأمر الذي ترتب عليه قيام كل من إيران وبريطانيا بموافقة البحرين في أواخر مارس عام 1970 بتقديم طلب إلى السكرتير العام للأمم المتحدة “يوثانت” لإرسال لجنة أو مبعوث من قبله لتقصي الحقائق في جزر البحرين لمعرفة رغبات سكانها وما إذا كانوا يفضلون أن تكون بلادهم دولة عربية مستقلة أم تنضم لإيران، وقد جاءت رغبة الغالبية من السكان في صالح إعلان البحرين دولة مستقلة ذات سيادة، ما دفع إيران إلى الموافقة على هذه النتيجة، ومع صدور قرار مجلس الأمن في 11 مايو 1970 الذي قضى بحق شعب البحرين في الانتماء لدولة مستقلة ذات سيادة، بادرت البحرين بإعلان استقلالها في 14 أغسطس 1971.

التمهيد لقطع العلاقات

في الآونة الأخيرة، شهدت العلاقات البحرينية الإيرانية، المتأزمة أصلًا، تدهورًا متسارعًا؛ فقبل عدة أشهر صدرت تصريحات مرشد الجمهورية الإيرانية، علي خامنئي، التي أكد خلالها أن بلاده ستستمر بدعم المعارضة البحرينية وسائر حلفائها في المنطقة، حتى بعد توقيع الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة والدول الكبرى؛ ما أثار غضب المنامة التي تحركت على أكثر من صعيد للاحتجاج على هذه التصريحات.

وشهدت العلاقات حالات استدعاء متكررة للقائم بأعمال السفارة الإيرانية في المنامة؛ وذلك للاحتجاج على التصريحات التي تصدر بشأن دعم إيران للمعارضة الشيعية في البحرين.

وازداد التوتر في علاقة البلدين مع إعلان وزارة الداخلية البحرينية عن إحباط عملية تهريب عن طريق البحر لكميةٍ من الموادِ المتفجرة شديدة الخطورة، بجانب عددٍ من الأسلحةِ الآلية والذخائر مصدرها إيران.

وتصاعدت التصريحات الإيرانية بحق البحرين مع اعتقال السلطات البحرينية، علي سلمان، أمين عام جمعية الوفاق الشيعية المعارضة، نهاية العام الماضي، وهو ما أدانته إيران وطالبت بالإفراج عن سلمان، محذرة من “خطر اعتقاله على أمن البحرين”، في تصريحات تفسرها المنامة على أنها تهديدات مرفوضة وتدخلًا مدانًا في الشؤون الداخلية.

السير على خطى السعودية

وكأن البحرين كانت تنتظر قطع العلاقات بين السعودية وإيران، لتسارع بنصرة السعودية، والسير على نهجها، بالاعلان عن قطع العلاقات مع ايران اليوم، فبعد أن أعلنت، السعودية، أول أمس السبت، إعدام 47 شخصًا، بينهم نمر باقر النمر، الزعيم الشيعي السعودي المعارض، والذي كانت إيران قد حذرت من تبعية إعدامه، اندلعت احتجاجات في المناطق الشيعية بالبحرين.

ويبدو أن المنامة ستتخذ من السعودية مثالًا يحتذى به في التعامل مع تداعيات إعدام النمر، خارجيًا وداخليًا.

وكان وزير الخارجية السعودي، عادل بن أحمد الجبير، قد أعلن، أمس الأحد، أن المملكة العربية السعودية قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وكانت الخارجية السعودية قد أكدت -في بيان سابق- أن مقر السفارة في طهران تعرض لاعتداء أثيم عقِب إعدام النمر، كما تعرض المقر لنهب وسرقت الأجهزة والأثاث.

وكانت وكالة الأنباء البحرينية قد نشرت، قبل يومين، تقريرًا عن تاريخ التصريحات “والتدخلات الإيرانية” في الشأن البحريني منذ عام 2011 حتى الآن، وقالت إن عدد التصريحات والمواقف التي صدرت عن جهات رسمية في طهران خلال عامي 2011 و2012 بلغت 42 موقفًا وتصريحًا صدرت عن جميع المسؤولين؛ بدءًا من المرشد الأعلى وصولًا إلى الرئيس السابق، أحمدي نجاد، فمجلس الشورى ووزارة الخارجية، وهو ما “يعبر عن الروح المعادية “في إيران” لمملكة البحرين”، بحسب التقرير.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023