في ظل الأزمة التي تشهدها مصر داخليًا وخارجيًا والفشل في ملف سد النهضة، وعدم القدرة على اتخاذ موقف واضح في الأزمة الإيرانية السعودية، بخلاف ارتفاع الأسعار داخليًا، وعجز الموازنة والاحتقان الشعبي والسياسي، تركّز اهتمام وسائل الإعلام المصرية وبرامج التوك شو بأخبار الفنانين وقضايا الجن والعفاريت وبطلة “سيب إيدي”.
نيران الجن
وأصبحت النيران التي يشعلها الجن في إحدى قرى محافظة الشرقية هي محور اهتمام الإعلام. فأحد البرنامج يأخذ تعليق الأوقاف، التي أمرت بتشغيل القرآن في المساجد، وآخر يستضيف الشيخ أحمد كريمة، الذي يصر على أن هذه خرافات لا علاقة لها بالدين. ثم يتصل برنامج ثالث، بالدكتور عبد الله النجار، ليسهب في علاقة الجن بالقرية… فبعد تواري “عفاريت ريهام سعيد”، أصبحت الحاجة لملهاة أخرى ضرورية.
أما وائل الإبراشي، فاستضاف سلمى، صاحبة كليب “سيب إيدي”، التي خرجت من محبسها مباشرة لشاشة “دريم 2″، و”العاشرة مساء”، لتتحدث عن القضية.
وتداول عدد من نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر مدى التدني الإعلامي الذي وصلت إلية برامج التوك شو حاليا في مصر، بحسب وصفهم.
تراشق لفظي بحلقة بطلة كليب “سيب أيدي”
الفيديو المتداول، كان عبارة عن تراشق لفظي على الهواء مباشرة في حضور الإعلامي “وائل اﻹبراشي” بين مطربة ستار أكاديمي منة هاني، والراقصة سلمى الفولي، بطلة كليب “سيب إيدي”.
وقاطعت الفولي المطربة منة خلال مداخلة لها ببرنامج “العاشرة مساءً” المذاع على فضائية “دريم”، واتهمتها بالرغبة في الشهرة على حساب قضيتها دون أن يكون لها دخل بها، الأمر الذي أثار حفيظة الأخيرة ليدخلا بعدها في وصلة من الشتائم.
يذكر أن الفولي تم القبض عليها، واتهامها بالفسق، حيث كشفت التحقيقات التي أجرتها نيابة العجوزة مع الراقصة وقتها أنها لم تكن صاحبة الصوت الحقيقي في الكليب، وأنها كانت تؤدي حركات راقصة فقط.
واعترفت “بطلة كليب سيب إيدي” من خلال التحقيقات أنها استعانت بصوت المطربة المصرية “منة هاني” التي شاركت في مسابقة “ستار أكاديمي” للغناء، منذ عامين .
وتم إخلاء سبيل الفولي في نوفمبر العام الماضي، عقب قضائها 6 أشهر في السجن.
كما اهتمت برامج التوك شو بالصراع الدائر بين لميس جابر -عضو مجلس الشعب المعينة من قبل السيسي – ورجل الأعمال نجيب ساويرس.
أسلوب قديم لإلهاء الشعب
ومن جانبه قال الخبير الإعلامي الدكتور صفوت العالم – إن هذا الأسلوب متبع في الإعلام منذ زمن بعيد، وتستخدمة كل الدول القمعية.
وقال العالم في تصريح خاص لـ”رصد”: “إن الأنظمة القمعية تستخدم الإعلام لإلهاء الشعوب عن قضاياهم الحقيقية وهذا متبع في الإعلام المصري منذ زمن بعيد”.
وأشار إلى أن “تحويل انتباه الرأي العام من المشاكل العامة والمتغيرات التي تقررها النخب السياسية والاقتصادية عبر وابل من المعلومات التافهة؛ إنما هو لإلهاء العامة عن القضايا السياسية والاقتصادية الساخنة، والمحافظة على توجه الاهتمامات لمواضيع ليس لها أهمية”.
انعكس علي المجتمع
وقال الإعلامي الدكتور محمد سعيد محفوظ، إن تراجع مستوى المهنية في الوسائل الإعلامية انعكس بشكل خطير على المجتمع، وسيؤدى في المستقبل القريب إلى ازدياد تفكك المجتمع والانحدار الأخلاقي، ولابد أن نقف مع أنفسنا ونعيد ترتيب أوراقنا.
وأكد محفوظ في تصريح صحفي، أن هناك إلهاءً متعمدًا من قبل بعض الوسائل الإعلامية للمجتمع عن بعض القضايا الأساسية والمهمة. ووصف محفوظ، ما يحدث في وسائل الإعلام من تناول قضايا الدجل والشعوذة والقضايا الأخلاقية بالغباء، وعدم إدراك لصون حياء المواطنين، مشيرًا إلى أنه لو تم وضع الإعلاميين تحت مجهر القانون ستتم محاسبتهم بعقوبات مشددة للغاية، وهم يستحقون ذلك، على حد قوله.
وأضاف محفوظ أن المشكلة ليست فى كتابة مواثيق للشرف الإعلامي، ولابد أن يوجد قانون نقابة للإعلاميين ينظم العمل الإعلامي، متحدياً أن يكون هناك إعلامي قرأ ميثاق الشرف الإعلامى الذى تم وضعه بعد 30 يونيو.