شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الخلاف السعودي الإيراني يشير لعهد جديد من القيادة الجريئة

الخلاف السعودي الإيراني يشير لعهد جديد من القيادة الجريئة
ربما كان الإنهيار الدبلوماسي بين السعودية وإيران بسبب إصدار قرار إعدام رجل الدين "نمر النمر" هو رد فعل على القرار الذي اتخذته السعودية لأسباب داخلية خاصة، وليس بسبب أية حيلة مُتعمّدة لإغضاب الخصم في المنطقة.

ربما كان الإنهيار الدبلوماسي بين السعودية وإيران بسبب إصدار قرار إعدام رجل الدين “نمر النمر” هو رد فعل على القرار الذي اتخذته السعودية لأسباب داخلية خاصة، وليس بسبب أية حيلة مُتعمّدة لإغضاب الخصم في المنطقة.

في الليلة التي تلي حبس رجل الدين الشيعي المسلم “نمر النمر” في سجن شديد الحراسة حتى الموت، قام المحتجّون الإيرانيون بحرق السفارة إعرابًا عن غضبهم، وفي المقابل قامت الرياض بقطع العلاقات الدبلوماسية. وسواء تعمّد الحُكّام الجُدد رفع حدّة الأوضاع بين إيران والسعودية، فإنهم لم يُبدوا ندمًا بشأن ما حدث.

فبرغم من تأكيد نائب ولي العهد محمد سلمان أن أزمة الحرب الشاملة بين قوى دول الخليج ستنتهي قريبًا، وأن الحرب بين السعودية وإيران هي بداية لكارثة كبيرة في المنطقة وستؤثر على بقية العالم وأنهم يرفضون بالطبع شيئًا مماثلًا

إلا أنه منذ إتخاذ قرار الإعدام، لم تقم المملكة بأي شيء لوقف التصعيد الذي تواجهه، مُستخدمين سياسة “حافة الهاوية” والتي لم يُسمع بها أثناء حكم الملك الحذر عبد الله الذي قضى منذ عام، وتولّى بعده أخوه.

في الليلة التي تلى حبس رجل الدين الشيعي المسلم “نمر النمر” في سجن شديد الحراسة حتى الموت، قام المحتجّون الإيرانيون بحرق السفارة إعرابًا عن غضبهم، وفي المقابل قامت الرياض بقطع العلاقات الدبلوماسية.

وبحسب صحيفة “جورزاليم” يرى المُحلل السعودي -الذي رفض كشف هويته-  أن الملك الراحل عبد الله ما كان ليتخذ أيًا من قرار الإعدام أو قطع العلاقات، وأن الاكتفاء بسحب السفير بدلًا من قطع العلاقات كٌليًا سيُسهّل تغيير الأوضاع فيما بعد.

بدأ الملك سلمان في أول حركة نقل حكم لجيل جديد لأول مرة منذ ستة عقود مُعينًا ابن اخيه محمد بن نايف ملكًا وابنه محمد بن سلمان نائبًا

فيما يرى السعوديون أن الأزمة الأخيرة مع إيران هي أحدث دليل يُشير إلى أن الحكّام الجُدد أقل ترددًا في التصرٌّف وإتخاذ القرارات من أسلافهم.

تقول المصادر المقرّبة للسلطات السعودية أن إحراق المباني الدبلوماسية في إيران وقع مفاجأةً، وبرغم أن هذه الهجمات غير مسبوقة إلا أن السفارة البريطانية في طهران أُحرِقت عام 2011 وقُتِل دبلوماسي سعودي في حادث شبيه عام 1988.

ومع ذلك فإن أحد السعوديين من ذوي العلاقات الحسنة قال أنه بالرغم من أنه لا يثق بأن الحكام السعودين توقعوا هجوم السفارة، إلا أنهم كانوا مستعدين للمُخاطرة بالتعرُّض للإنتقام الإيراني في سبيل القيام بعملية الإعدام التي اعتقدوا انها مُبرّرة ومنطقية تمامًا.

أضاف كذلك أن خطة الحكومة هى صدّ الإعتداء الإيرانى إذا حاولت إيران التدخُّل في أي شأن داخلي، فستكون هذه بمثابة مشكلة كبيرة، مُضيفًا أن التهديد الإيراني سيجعل القيادة السعودية أكثر تصميمًا على تنفيذ حكم الإعدام في حق النمر.

مُعربًا أن النمر مواطن سعودي مُدان لارتكابه الجرائم في السعودية، لذلك فإن الحكومة لا تعتبره شأنًا عالميًا، أو إيرانيًا على وجه التحديد.

خطوات جريئة فى تاريخ المملكة

اتخذ الملك سلمان واثنان من الملوك عددًا من الخطوات العنيفة خلال العام الماضي لمواجهة ما يسمونه التأثير الإيراني في الشرق الأوسط، وذلك بخوض الحرب في اليمن لوقف المتمردين الشيعة والذين يعتبرونهم رجال إيران في المنطقة، وزيادة الدعم للجماعات المُعارضة التي تقاتل ضد بشار الاسد في سوريا.

ومع ذلك، لازال هناك العديد من السعوديين يرون أن الحكومة لم تكن تحاول خوض صراع جديد مع ايران بإعدام النمر، اتُهِم رجل الدين السعودي بإثارة الإضطرابات، وحُكِم عليه بالإعدام مع عشرات من المسلمين السُّنة المُتهمين بالإرهاب.

كما أشاروا إلى عدد من الخطوات التي اتخذتها الرياض في الشهور الأخيرة إلى تحسين العلاقات مع طهران، متضمنًا ذلك السعي لإرسال سفير إلى إيران بعد شهور طويلة من الإنقطاع، وفتح سفارة جديدة في العراق التي يحكمها الشيعة، والجلوس مُقابل إيران في أحاديث السلام بشأن سوريا التي انعقدت الشهر الماضي في نيويورك.

يقول المسؤولون السعوديون أنه بتجريم إعدام النمر فإن إيران تُثبت مطالبتها بفرض سيطرتها على كل الشيعة بغض النظر عن الحدود الوطنية، والتي تعتبرها السعودية في المقابل تهديد واضح لنظامها العالمي.
 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023