توقع سياسيون ونشطاء ان يكون الحكم بالسجن المشدد على المخلوع مبارك ونحليه في قضية القصور الرئاسية لخدمة عبدالفتاح السيسي وتمهيدا ومحاولة لتهدئة الشارع المصري قبيل الذكرى الخامسة لثورة يناير.
وأكد الباحث السياسي علاء بيومي أن حكم اليوم بالسجن المشدد على مبارك، من باب الإطاحه به وبجيله على يد العسكر الجدد ليحصلوا على فرصتهم.
وقال “بيومي”، في منشور له على حسابه بموقع “فيس بوك””: “المماليك الجدد أطاحوا بشفيق وبمبارك وسامي عنان مهمش، هم جيل جديد من العسكر يريد أن يحصل على فرصته”، مضيفا: “جيل يرى أنه غير مدين للكبار بشيء، فهم الذين نفذوا وقادوا خطة إعادة العسكر للسلطة بعد أن طردتهم منها أخطاء مبارك وشفيق وعمر سليمان وطنطاوي وعنان”.
وتابع متهكما: “كما أن الكبار حصلوا على الكثير خلال عقود طويلة من الحكم والمزايا والامتيازات، جاء وقت الجيل الجديد ليحصل على فرصته.. المماليك الجدد ولاؤهم لأنفسهم قبل أي شيء”.
وأكد الناشط هيثم محمدين أن الحكم بالسجن على مبارك ونجليه جاء حتى “لا يزعجهم جمال مبارك”، بحسب تعليقه عبر منشور له على “فيسبوك”.
وأوضح “محمدين” أن الحكم لا علاقة له بتحقيق مطلب ثوري، ولا علاقة له بمحاسبة فعلية لمبارك ونظامه عن جرائمهم، مشيرا إلى أن “هذا الحكم له علاقة بالخلافات الدائرة بين أطياف الطبقة الحاكمة حول ترتيبات “إعادة النظام والقضاء على الثورة”.
ورأى الناشط خالد فريد سلام أن الحكم على مبارك في قضية وصفها بـ”الهامشية” بالتزامن مع المؤتمر المعقود “للشباب” وتسريبات حول صدور عفو رئاسي عن ١٠٠ معتقل من بينهم “مشاهير”، “كلها خطوات استباقية لشيء أراه أنا مبهمًا غير واضح!!!”.
وعلل “سلام” ذلك بقوله في منشور له على حسابه في موقع “فيس بوك”: “لا أرى أن ٢٥ يناير القادم يمثل تهديدا حقيقيا للسيسي”، مضيفا: “ربما يفعل السيسي كل هذا ليبرر لنفسه ولقواته استخدام القوة المميتة بشكل واسع إذا حدثت مظاهرات فعلا!!”.
وأضاف: “مبرر نفسي أخلاقي، كأنه يقول: ها أنا قد فعلت أشياء كثيرة لترضي الشباب، فماذا عساي أن أفعل بعدما قدمت حسن النوايا؟”.
وأعرب الناشط والكاتب الاشتراكي تامر وجيه، عن حيرته، حيال الحكم النهائي على المخلوع حسني مبارك في قضية القصور الرئاسية، قائلا: “مش عارف بالضبط الناس المفروض تفرح ولا تزعل بالحكم النهائي على مبارك في قضية “قصور آل مبارك”.
وقال- عبر منشور له على “فيسبوك”-: “من ناحية أولى ده حكم لمؤسسة القضاء، اللي احنا كلنا عارفين هي إيه بالضبط ومنحازة لمين، يعني معقولة آخرنا نفرح بحكم للقضاء إياه على مبارك، بدل ما نفرح بحكم الثورة عليه؟ من ناحية تانية ده حكم في قضية تافهة، يعني تخيلوا هتلر اتسابت كل جرايمه واتحكم عليه في قضية سرقة حبل غسيل من الجيران”.
وأضاف “وجيه”: “مبارك طبعا مش هتلر ولا إجرامه نص إجرام هتلر، بس هو مجرم بما فيه الكفاية إن الثورة والإنسانية يحكموا عليه على “مجمل أعماله”، لكن الواحد برضه بيقول أهو حكم عليه بأنه حرامي وسخ، فربما يكون فيه معنى إننا نقول أحسن يستحق”.
وأشار -في نهايه منشوره- إلى إن المحاكم ليست هي المكان الذي ينفذ أحكام الشعوب على حكامها، وأن الشارع والثورة هما الحكم الحقيقي، مضيفا: “وهما اللي في يوم ما، بعيد ولا قريب، هيجرجروا مبارك وكل اللي حكموا مصر، بالذات بعده، عشان يتحاسبوا على الظلم والقهر والسرقة وكل الجرايم اللي ارتكبوها”.