شنت صحيفة “واشنطن بوست” هجوماً على ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سالمان بسبب ما وصفته بالسياسات العدائية للمملكة والتي تأتي في إطار رد المملكة على ما تصفه بزيادة النفوذ الإيراني في المنطقة ، ولفتت إلى أن صعود سالمان الإبن قد أثار الغضب داخل العائلة المالكة السعودية وخاصة كبار السن الذين تم تنحيتهم من قبل جيل الشباب.
وقالت الصحيفة إنه في يوم الأحد الماضي التقي ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سالمان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف وكان الدافع وراء هذا اللقاء هو التوتر الأخير بين السعودية وعدوتها إيران ،و أكد الجيش الباكستاني التزامة للرياض في بيان قال فيه “أي تهديد للأراضي السعودية سيثير رد فعل قوي من قبل باكستان “
وترى الصحيفة أن باكستان التي تعد موطن أكبر تجمع للسنة والشيعة على مستوى العالم ، ولديها سجل من العنف الطائفي في تاريخها الحديث ،ولذلك لن تستطيع التورط بشكل عميق في صراع النفوذ الدائر بين إيران الشيعية والسعودية التي ترى نفسها في طليعة الإسلام السني .
واضافت: “استفادت المؤسسات الباكستانية لفترة طويلة من السخاء والدعم السعوديين ، وباكستان عضو في التحالف الإسلامي الذي أعلنته السعودية ، والذي ينظر إليه كحجر عثرة أمام المصالح الإيرانية لكن في نفس الوقت تتشارك مع إيران في حدود ضخمة ،ولديها آمال في تطوير العلاقات مع طهران ،ولم يمض وقت طويل بعد مغادرة سالمان الإبن لباكستان حتى أكد أحد مساعدي نواز شريف البارزين أن الدعم الباكستاني للسعودية لن يتضمن قوات أرضية “.
واعتبرت الصحيفة هذه التصريحات لا تتماشى مع الدور الضخم الذي يلعبه الأمير الشاب البالغ من العمر ثلاثون عام والذي أظهر صعوداً واضحاَ منذ تتويج والده مشيرة أن سالمان الإبن لا يشغل فقط حقيبة الدفاع لكنة يترأس التخطيط الإقتصادي للملكة ، وهي ممهمة حيوية نظراً للتأثير الخطير لإنخفاض أسعار النفط على اقتصاد بلاده ،وهناك شائعات تتحدث عن أن الملك سالمان قد يتنحى في نهاية المطاف لإبنه سالمان.
وأشارت الصحيفة إلى أن صعود سالمان الإبن قد أثار الغضب داخل العائلة المالكة السعودية وخاصة كبار السن الذين تم تنحيتهم من قبل جيل الشباب بالإضافة إلى أن الملك الجديد وابنه قادوا تحول جديد في السياسة الخارجية للملكة وهو ما قد يؤثر على مكانتها الدولية.
ولفتت إلى ما وصفته بالسياسة الخارجية العدوانية الجديدة للسعودية بقيادة محمد بن سالمان وهو ما تمثل في حرب السعودية ضد الحوثيين في اليمن وكذلك في تصاعد التوتر الأخير مع إيران .
وتابعت: تأكيد سالمان الإبن في حواره مع صحيفة الإيكونومسيت على ضرورة أن تضطلع أميركا بدورها كأكبر قوة في العالم تعبير عن قلق المملكة وإحباطها الزائد من التقارب الأميركي الأخير مع إيران ، مشيرة إلى البيان الذي أصدرتة المخابرات الألمانية ووزعته عى الصحف حذرت فيه من طموح الملك سالمان وابنه إلى قيادة العالم العربي .
وختمت الصحيفة بالقول :”هناك شعور بأن الأمير محمد مقامر لا يمتلك الخبرة الذي يضاعف حصته عندما يخسر رهاناته ، وهو ما يخالف بشكل جذري كل الحكام السابقين للملكة الذين يفضلون إذ جاز التعبير المراهنة على جميع الخيول.