استنكر عدد من الحقوقيين تصريحات المستشار مرتضى منصور عضو مجلس نواب السيسي حول وصف المنظمات الحقوقية بـ”الدكاكين” مطالبين بتقديم اعتذار رسمي منه عن تلك التصريحات غير المسؤولة، على حد قولهم.
وقال منصور: “بوتيكات ومحلات حقوق الإنسان ملهاش لازمة، خارجها غير داخلها”، مضيفا، في برنامج “صح النوم” على قناة “إل تي سي”: “بتوع حقوق الإنسان بيقبضوا من برة ولازم كل دكاكين حقوق الإنسان تتقفل”.
وقال نجاد البرعي، الناشط الحقوقي، إن وصف المنظمات الحقوقية بـ”الدكاكين” برهان على أن البرلمان المصري، لا يعترف بعمل منظمات المجتمع المدني، فكيف لرئيس لجنة حقوقية يحارب منظمات حقوق الإنسان؟
وأضاف البرعي، في تصريحات لـ”رصد”: “نحن نمر بعرض مسرحي؛ فالرجل الذي ينتهك خصوصية المواطنين ويهددهم، جاء مقرر للجنة المنوط بها حماية حقوق أفراد المجتمع، ومنوط بها أيضا مراقبة الجهات التنفيذية في حال اعتدائها على الحريات الشخصية والعامة، فكيف لرجل كان يطالب علنا على شاشات التليفزيون بسحق معتقلي الرأي مثلا أن يدافع عن حقوقهم ويراقب ويحاسب الجهة التي تنتهك حقوقهم؟”.
وأكد الناشط الحقوقي سعيد عبد الحافظ أن حقوق الإنسان هي كرامة الإنسان، والمنظمات الحقوقية هي أهم عنصر لمراقبة الأداء الحقوقي في مصر، ووصفها بالدكاكين “مهزلة”.
وأردف عبد الحافظ في تصريح لـ”رصد”: “تصريحات مرتضى منصور عن المنظمات انهيار لكل مبادئ الحريات وحقوق الإنسان ربما لسنوات طويلة مقبلة، فمرتضى منصور يتعامل مع الأمور بعدائية ويحاول دائما أن يعادي الكل دون أي تبرير”.
فيما أعلن الدكتور صلاح سلام، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، عن رفضه لهذه التصريحات التي لا تتناسب مع عضو مجلس نواب ولا تليق بالمنظمات الحقوقية في مصر، على حد قوله.
وفي تصريح لـ”رصد” طالب سلام مجلس النواب بدعم حقوق الإنسان بتشريعات قوية ترسخ مبدأ حقوق الإنسان في كل مراكز مصر، لافتا إلى وجود لبس بين حقوق الإنسان وأعراف التعامل خاصة مع المتهمين، مناديا مجلس النواب أن يكون شريكا مع المنظمات الحقوقية لا ندّا لها.
ويقول سمير عبد الباقي، حقوقي، مدير جمعية النهوض بالمشاركة المجتمعية بالفيوم: إن مصر مقبلة على أزمة كبيرة نتيجة وجود مجلس نواب بهذا الشكل، وهناك تهديد لكل العاملين في مجال حقوق الإنسان في مصر بعد اختيار مرتضى منصور مقرر للجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب؛ لأنه معاد لحقوق الإنسان ويَعتبر العاملين فيها طابورا خامسا وخائنين للوطن.
ويتوقع عبد الباقي صدور مجموعة من القوانيين “السوداء” التي تهدد الحريات العامة والشخصية وتعتدي على مبادئ حقوق الإنسان، في ظل وجود مرتضى منصور على رأس لجنة ستكون مهمتها صياغة مثل هذه القوانين.