كتبت: إسراء زكي
أكد عدد من الخبراء السياسيين والعسكريين أن موافقة مجلس الدفاع الوطني على تمديد مشاركته القوات المسلحة المصرية في مهمة قتالية في منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر وباب المندب، لمدة عام إضافي أو لحين انتهاء مهمتها القتالية أيهما أقربت، ثمنا للحصول على الدعم الخليجي.
قال حسن أبو هنية، المحلل السياسي والمتخصص في شؤون الجماعات المسلحة “إن دول الخليج تحتاج لمصر عسكريا بقدر ما مصر تحتاج أموالهم، وبالتالي فإن قرار مجلس الدفاع الوطني بتمديد المهام العسكري للجيش في الخليج ناتج عن علاقات ومصالح متبادلة، لعل آخرها القرارات السعودية المتعلقة بتقديم الدعم البترولي لمصر لمدة 5 سنوات وزياة الاستثمارات”.
وأضاف أبو هنية في تصريحات لـ”رصد” هذا الدعم المادي لا يأتي بدافع الرغبة في إصلاح الوضع في مصر، ولا توجد أي علاقة تجمع الداعمين بالسيسي، سوى أنهم يعلمون أن إبقاءه في الرئاسة يعني المحافظة على ما تبقى من استقرار في المنطقة، وهذا الأمر وحده كافٍ لجعل الدعم المادي يستمر حتى اليوم.
ويرى اللواء عادل سليمان، الخبير العسكري، أن أهم دافع لدعم السيسي للخليج، هو كونه الحليف الأقوى لدول الخليج في الوقت الحالي، فمصر الآن هي الدولة العربية الوحيدة في الشرق الأوسط -عدا دول الخليج- التي لم ينته بها الأمر إلى حرب أهلية ونشوء جماعات متطرفة، وتُستثنى الأردن من ذلك؛ لأنها لم تكن يومًا ذات وزن فعال في المنطقة، لذلك التحالف معها لا يغير شيئًا.
وأكد سليمان في تصريح لـ”رصد” أن مصر لا تستطيع أن تتخلى عن الخليج بأي شكل من الأشكال، سواء على المستوى السياسي أو العسكري، فكلما زاد تأثير مصر عسكريًّا كلما زاد الدعم الخليجي لها.
وأشار إلى أن مصلحة السيسي تكمن في تمديد المهام القتالية في اليمن لاستمرار المسار العسكري بين كل الأطراف خاصةً لمواجهة خطر تنظيم “الدولة الإسلامية” بشكل عام، لافتًا إلى حرص السيسي على التهويل من خطر الإرهاب وخطر داعش في خطاباته، وبذلك أثبت أنه يقف على نفس الخط مع دول الخليج، لاشتراكهم في الأعداء وفي الحلفاء، حتى إنه دعا إلى تحالف عسكري بين القوات العربية لمواجهة داعش.
من جانبه أشار الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية، أن المملكة العربية السعودية عززت مخاوفها بشكل جدي بعد الأزمة السياسية مع إيران والتي أدت إلى قطع العلاقات نهائيًّا ما ينذر باشتعال الحرب الباردة بين الطرفين.
وأضاف حسني في تصريح لـ”رصد”: “إن عبد الفتاح السييسي لن يتوانى لحظة في التخلي عن الخليج، حتى لو وصل الأمر إلى حرب مشتركة، فمصر الآن في أشد الحاجة إلى دعم الخليج، كما أنها تحتضن أكثر من 6 مليون عامل مصري، أي مصير نحو 20 مليون مواطن في يد حكام الخليج”.
وأوضح آخر تسريبات الجيش الحديث الدائر بين عبد الفتاح السيسي ومدير مكتبه اللواء عباس كامل حول صفقه مفادها الحصول على الدعم الخليجي بقيمة 30 مليار دولار نقدًا، بالإضافة إلى بعض المبالغ الصغيرة لصالح البنك المركزي المصري مقابل الاستحواذ على السلطة.