السدة الشتوية مشكلة سنوية تؤرق الفلاحين على مستوى محافظة الفيوم وتهدد آلاف الأفدنة بفساد محاصيلها؛ بسبب حاجتها للري في فترة السدة، وفي سبيل معالجة تلك المشكلة يقوم الفلاحون بري أرضهم بمياه المجاري وطرنشات منازلهم ومياه والصرف الصحي عن طريق جرارات الكسح؛ الأمر الذي يهدد صحة الإنسان.

ورغم غضب الفلاحين فإن وزارة الزراعة تقوم خلال السدة الشتوية بتطهير وترميم الترع وإنشاء الكباري على الترع؛ حيث صرح المهندس أمان الله فريد، وكيل وزارة الري بالفيوم، أنه قد تم تخصيص 12 مليون جنيه لتنفيذ أعمال تطهير الترع وبناء بعض الحوائط بجوار الترع وعمل بعض الكباري على المجاري المائية.

وعند سؤال “رصد” لبعض الفلاحين عن مشكلة الري في فترة السدة الشتوية؛ قال أحمد عبدالله “فلاح”: “أنا اضطريت لري أرضي بمياه المجاري عشان المحصول ميضيعش عليا”، فيما علق محمد عبدالفتاح “فلاح”، قائلاً: “مياه الري عندنا في مركز يوسف الصديق قليلة من غير السدة الشتوية يعني بنسقي جزء من الأرض بالعافية في الوقت العادي ولما السدة بتيجي الزرع بتاعنا بيعطش قوي وبنضطر نسقيه بمياه المجاري”.

وأكدت بعض الأبحاث العلمية أن الفواكه والخضراوات التي تروى بمياه الصرف الصحي تسبب مشاكل صحية غاية في الخطورة؛ لأن هذه المياه تحتوي على عناصر ثقيلة أخطرها عنصر الرصاص، وهذه الأضرار تحدث حتى لو تمت إضافتها لمياه الري الطبيعية القادمة من نهر النيل؛ وذلك لأن النبات له قابلية عالية على امتصاص العناصر الضارة، وأن هذه الأضرار تتضاعف شدتها على الأطفال غير البالغين؛ لأن جهاز المناعة لديهم غير مكتمل النمو.

وتعد أمراض الكبد والفشل الكلوي أخطر الأمراض التي تسببها مياه الصرف، كما تسبب بعض أنواع التسمم والتي من أعراضها القيء ووجع البطن والارتعاش، وتأتي هذه المواد الضارة بسبب العناصر السامة الموجودة في مخلفات المنظفات الصناعية الموجودة في مياه الصرف، ويعتبر الحد المسموح به من تركيز المواد العضوية في مياه الري (6 مللي جرامات /لتر) وتجاوز هذا الحد يشكل خطورة على صحة الإنسان.