شبكة رصد الإخبارية

الدولة الإسلامية في القرآن الكريم: سورة النمل

الدولة الإسلامية في القرآن الكريم: سورة النمل
السورة التي تتحدث عن الدولة الإسلامية في القرآن هي سورة النمل.. في هذه السورة عرض لنا القرآن الكريم ثلاثة نماذج لقيام الدولة الإسلامية

السورة التي تتحدث عن الدولة الإسلامية في القرآن هي سورة النمل.. في هذه السورة عرض لنا القرآن الكريم ثلاثة نماذج لقيام الدولة الإسلامية:

1- السعي إلى قيام دولة إسلامية في مواجهة “دولة” قوية قائمة بالفعل:

وهو أصعب النماذج، لأن الداعين إلى الله في هذه الحالة يواجهون دولة مستقرة، راسخة الأركان، لها مؤسسات قائمة ومصالح متشاكة، وهذه الدولة تتخذ خيار الصدام والمواجهة.

يمثل هذا النموذج في السورة قصة نبي الله موسى مع فرعون في أول السورة

من صفات هذا النموذج:

1- أركان هذه الدولة سيواجهون الداعين إلى الله بخيار المواجهة والصدام مهما تكلف الأمر، حتى لو كانوا مقتنعين بنبل أعدائهم من دعاة الحكم الإسلامي وعدالة قضيتهم. “وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا” النمل 14

2- تمسك أهل الباطل بباطلهم لأنهم مستفيدون من الأوضاع القائمة، المستشري فيها الفساد: “فانظر كيف كان عاقبة المفسدين.” النمل 14

انتصار هذا النموذج يكون بالصبر والأخذ بكافة الأسباب والتوكل على الله عند انقطاع الأسباب لأن النصر مع عند الله وحده.

***

2- النموذج الثاني: دولة إسلامية قوية في مواجهة دولة كافرة أضعف منها:

وهو الوضع الأسهل للداعين إلى الله، تمثله قصة نبي الله سليمان مع الملكة بلقيس 
لكن هذا النموذج يحتاج إلى:

1- جنود كالهدهد: 
“أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين” النمل 22

2- علم بكتاب الله: 
“قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك” النمل 40

3- تقدم علمي أعلى مما توصل إليه البشر في عصرهم: 
“قال إنه صرح ممرد من قوارير” النمل 44

4- قوة خشنة ترهب العدو: 
“ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون” النمل 37

5- عدم اغترار بالقوة: 
“فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين” النمل 19

***

3- النموذج الثالث: محاولة “إصلاح” وضع قائم فاسد

وينقسم هذا النموذج إلى:

أ- أن يكون أهل الحق أندادا لأهل الباطل: (ويمثله قصة سيدنا صالح والناقة) 
“ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون” 45 النمل

وفي هذه الحالة يقرر أنصاره المكر بأصحاب الدعوات والكيد لهم بشكل غير مباشر بدلا ممن المواجهة:

( وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون ( 48 ) قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ( 49 ) ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون ( 50 ) فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين (51)

عاقبة هؤلاء تكون الهلاك بعد الإنذار، واستهزائهم بالنذر

ب- أن يكون المصلحون أقلية في وجه الفاسدين: (ويمثله قصة سيدنا لوط مع قومه)
قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ( النمل 80 )

في هذا السيناريو يغتر أهل الباطل بقوتهم، ولا يتحملون بقاء أهل الحق معهم مع قلتهم: 
“فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون” النمل 56

الحل في هذه الحالة ترك الأغلبية العاصية المتمسكة بالباطل والمنغمسة فيه والبحث عن مكان آخر لعبادة الله

***

لا شك عندي أننا من أصحاب النموذج الأول السعي إلى قيام دولة إسلامية في مواجهة “دولة” موجودة بالفعل

خيار المواجهة حتمي حتى لو تحاشيناه لفترة لأننها نهدد مصالح متشابكة معتمدة على الفساد المستشري

سيأتي على هؤلاء القوم النذير تلو النذير لكنهم سيكذبون حتى النهاية 
ومع انقطاع الأسباب وتعلق القلوب بالله سيتنزل النصر إن شاء الله

“قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون” 
الأعراف 129



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023