أصبح مرض السرطان يحاصر المصريين في كل مكان، في ظل إصرار الحكومة على سد العجز في السلع الغذائية عن طريق استيراد السلع الغذائية المسرطنة، خاصة بعد ما تكشف عن الإهمال في الإفراج عن شحنات لحوم وأقماح مسرطنة مؤخرًا.
شحنة عجول مسرطنة
وكشفت مصادر مطلعة بوزارة الزراعة، اليوم الخميس، أن شحنة ماشية وعجول قادمة من الأوروجواي مصابة بهرومونات التمسين؛ وهي يول والبروجسترون والتستوستيرون.
وأضاف المصدر -الذي رفض ذكر اسمه- أن رجال أعمال ومسؤولين متورطون في عمليات الشراء لحساب الزراعة؛ حيث سبق أن تم استيراد ١٥٠ ألف رأس عجول أبقار من دول أوكرانيا وكرواتيا والبرازيل وأستراليا والمجر والهند، وتم إخفاء تقارير الهرمونات على الحجر البيطري، ليدخلوا بطون المصريين لحومًا “مسرطنة”.
الزراعة تنتصر على الحجر الصحي في القمح المسرطن
ومن اللحوم إلى القمح الذي يعتبر طعام كل المصريين، كشف المتحدث باسم وزارة الزراعة، عيد حواش، عن قرار وزارة الزراعة باستقبال الشحنات المصابة بالإرجوت من القمح، شريطة عدم تجاوز تلك النسبة، والتي من الممكن أنَّ تسبب السرطان.
في غضون ذلك، قال مصدر مطلع بوزارة الزراعة، إنَّ الدكتور عصام فايد، رضخ للضغوط الأوروبية التي مُورست عليه من قِبل السفارة الفرنسية بالقاهرة، بعد رفضه استقبال شحنات مصابة بمرض الإرجوت إلى مصر.
وأضاف المصدر -رفض ذكر اسمه- أنَّ وزارة الصناعة مارست ضغوطًا أيضًا على إدارة الحجر الزراعي، لرفع نسبة المواصفات القياسية من صفر في المائة، إلى 0.5%، مؤكدًا أنَّ طفيل الإرجوت يصيب الإنسان بمرض السرطان بعد فترات زمنية طويلة، إذا تم تناوله بشكل مستمر.
الجدير بالذكر، أنَّ طفيل الإرجوت هو مرض فطري يصيب بعض النباتات ومنها القمح، وهو من الآفات الخطيرة التي تصيب القمح؛ حيث يقوم هذا الفطر بافتراس مبايض القمح ويبقى بها على هيئة تشبه القرون طولها يتراوح ما بين واحد إلى خمسة سنتيمترات.
ويحتوي طفيل الإرجوت على مادة الإرجوتامين، والتي تم استخلاصها منه لأول مرة في بدايات القرن العشرين والتي تستخدم طبيًا لعلاج التشنجات العضلية ولزيادة انقباضات الرحم أثناء الولادة ولها الكثير من الاستخدامات الطبية.
وتكمن خطورة طفيل الإرجوت، في أن الزيادة في مادة الإرجوتامين الموجودة به تعمل على خلل الجهاز العصبي، إضافة أيضًا إلى خطورتها على الحيوانات.
ارتفاع أعداد المصابين بالسرطان
ومع تزايد نسب التلوث وزيادة الأطعمة المسرطنة وتراجع مستوى الخدمات الطبية في مستشفيات الصحة، وارتفاع أسعار العلاج ونقص الأدوية المهمة للمرضى.. يبقى الفقراء ومحدودو الدخل يواجهون الأمراض التي تنهش أجسادهم بلا مسعف لهم.
وفي هذا السياق، تقدر الأوساط الطبية ارتفاع معدل أعداد المصابين بالسرطان في مِصْر خلال الفترة من 2013 حتى 2017، فحسب بيانات البرنامج القومي لتسجيل الأورام في مصر لعام 2014، فإن المعدل السنوي للإصابة بالسرطان في البلاد هو 14.5 حالة لكل 100 ألف شخص (17.3 للذكور و11.7 للإناث).
ويسجّل المعدل السنوي للإصابة بسرطان الثدي للإناث، 35.5 حالة لكل 100 ألف أنثى (ما يعادل 17 ألفًا و605 نساء)، أما المعدل السنوي للإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية في مِصْر، فهو 6.4 حالات لكل 100 ألف للذكور، و4.2 حالات لكل 100 ألف للإناث (ما يعادل خمسة آلاف و241 حالة).
وقد توقّعت الإحصاءات ارتفاع نسبة المصابين به إلى 25 حالة لكل 100 ألف شخص، خلال الفترة الممتدة من عام 2013 إلى عام 2017. والمرضى السرطاني الأكثر انتشارًا، هما سرطان الثدي واللمفوما.
وتزداد الخطورة مع ارتفاع تكلفة العلاج وعدم توفر أماكن مناسبة للمرضى، وبطء التشخيص من قبل الأطباء المعالجين الذين يخشون إطلاع المريض على وضعه الصحي.