أثار منع الناشط الحقوقي جمال عيد، مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، من السفر، اليوم الخميس، ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث وجه العديد من النشطاء انتقادات حادة إلى الحكومة “لتقييدها حرية الحقوقيين”.
مصر دولة بوليسية
وكان الحقوقي جمال عيد، قد كتب تغريدة له عبر حسابه على “تويتر”، قال فيها: “لأننا مش حقوقيين ديكور لدولة الاستبداد، مش حافظ أبو سعدة وداليا زيادة وغيرهما، عشان بنقول دي دولة بوليسية، اتمنعت من السفر.. طيب مصر دولة بوليسية”.
وأعقب هذه التغريدة باثنتين قال فيهما: “اقبض على فلان.. بتهمة إيه؟ اعتقله وبعدين نشوف، امنع من السفر.. ليه؟ امنع وخلاص، الورق ورقنا، والدولة بتاعتنا، والدفتر بتاعنا، ونطلع قرار”.
وأضاف “في دولة القانون، يتهم المواطن ثم يتم التحقيق معه، ثم يمنع من السفر أو لا، أما في مصر والدول البوليسية، فيتم المنع، ثم حتى لا تبلغ لماذا؟”.
وقال “عيد”، في تصريح صحفي، وفقًا للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: “هل سيهتم النائب العام بالتحقيق في هذا الإجراء البوليسي، أو عقاب من أصدر قرار منع مواطن من السفر رغم عدم إجراء أي تحقيق معه، أو إبلاغه بأنه متهم بقضية ما؟ أم تحولت النيابة العامة من سلطة تحقيق وبحث عن الحقيقة؛ إلى سلطة بحث عن اتهام؟ متى ينتبه القائمون على جهاز العدالة في مصر أن فقدان الثقة في العدالة أكثر خطر يهدد هذا المجتمع؟”.
هاشتاج جمال عيد على قائمة “تويتر”
واحتل هاشتاج “جمال عيد” قائمة الأعلى تداولًا بموقع التدوين المصغر “تويتر” مصر؛ حيث تضامن معظم المغردين في تعليقاتهم مع “عيد”، بينما سخر آخرون من القرار، معتبرينه أمرًا عاديًا في ظل التضييق على النشطاء الحقوقيين في الوقت الحالي.
وأعرب العديد من السياسيين والإعلاميين، عن تضامنهم مع عيد؛ حيث قال زعيم حزب “غد الثورة” أيمن نور -في تغريدة له-: “جمال عيد حقوقي لم يجبن، لم يهادن، لم يفرط، وهو دائمًا صوت رصين، وضمير حي، نتفق أو نختلف، لكنه دائمًا يدعوك لاحترامه، ومنعه من السفر شهادة جديدة بحقه”.
عزبة وليست دولة
وعلق حازم عبدالعظيم، أمين الشباب بحملة عبدالفتاح السيسي الانتخابية السابق، على منع الناشط الحقوقي جمال عيد من السفر، قائلًا: “إحنا بنعيش في عزبة وليست دولة”، مشيرًا إلى أنه لا أحد يعرف من يتخذ القرار.
وأضاف “عبدالعظيم” -في منشور له على “فيس بوك”- “الشخصيات المعارضة لهذا النظام داخل مصر أصبحت في مرمى بطشه حاليًا، وسيتخذ ضدهم إجراءات تعسفية أحد أشكالها المنع من السفر”، معلنًا تضامنه الكامل مع الحقوقي جمال عيد؛ لأنه يرى أن “الجميع سيتعرض للضغط من قبل هذا النظام العسكري الذي لا يؤمن بالدستور أو القانون”، حسب قوله.
وتابع “عبدالعظيم” قائلًا: “الدولة حاليًا لا تتعامل سوى بمبدأ القوة وتخضع دائمًا لمن يمتلكون الدعم ولهم ظهر يحميهم، فحسام بهجت أفرج عنه بعد تدخل بان كي مون، وإسلام جاويش أفرج عنه بعد الضجة التي أثيرت حوله، حتى دعوة الأولتراس للحوار تمت من الرئيس بعد حشدهم الكبير وتخوف الدولة من قدرتهم على الوقوف ضدها”، مؤكدًا أن “دولة مبارك كانت أفضل بكثير من الدولة الحالية”.
باسم يوسف يسخر
وسخر الإعلامي باسم يوسف، من قرار منع الناشط الحقوقي جمال عيد، مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان من السفر، وذلك عبر عدة تغريدات على حسابه في موقع “تويتر”.
وكتب “”يوسف” -في تغريداته- يقول: “أنا في منتهى السعادة أن جمال عيد واحد من “النوشتاء الحكوكيين” اتمنع من السفر. مصر الآن أكثر أمانًا. اقفل على مصر يا ريس”.
وأضاف -في تغريدة أخرى- “مبسوط قوي إن بالرغم إن مافيش تهمة أو جريمة ارتكبها جمال عيد أن تم منعه من السفر. قانون إيه ودستور إيه؟ ماحدش فاضي للكلام ده. اقفل عليها يا ريس”.
وتابع: “مش محتاجين أي تهمة لمنع شخص من السفر أو الدخول لمصر أو لسجن اللي احنا عايزينه. جمال عيد لازم ينقبض عليه مش بس يتمنع من السفر. ليه؟ أهو كده”.
وختتم “يوسف” تغريداته قائلًا: “اذكر سبب منع جمال عيد من السفر ١.كان معاه بلالين (مشيها بلالين) ٢. لا يملك تصريح صفحة فيس بوك ٣. أهو غلاسة كده”.
حبس احتياطي مخفف
ومن جانبه، قال نجاد البرعي، المحامي الحقوقي، إن منع جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، من السفر يجب أن يكون بناءً على إجراء تحقيق مسبق.
وأضاف “البرعي”، في تصريح صحفي، أن الممنوع من السفر يجب أن يكون لديه علم مسبق بمنعه، معتبرًا المنع كالحبس الاحتياطي المخفف ولكن داخل الدولة، مشيرًا إلى أن هناك إسرافًا في هذا اﻷمر كما يحدث في حالات الحبس في الفترة الأخيرة.
وأوضح أنه في حالة وجود تحقيقات، لا بد أن تنتهي سريعًا ويتم الإخبار بالسبب، مشيرًا إلى أن هناك حالات يتم منعهم من السفر لمدة تصل لعامين، موضحًا أنه حتى الآن لم تبد السلطة سببًا لمنع جمال عيد من السفر، معتبرًا أن تزايد إجراءات المنع من السفر في الفترة الأخيرة يرتبط بالارتباك الذي تشهده الدولة منذ أربع سنوات، بحد قوله.
وانتقد الكاتب الصحفي، وائل قنديل، قرار منع الناشط الحقوقي جمال عيد، مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان من السفر؛ حيث كتب منشورًا -عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”- قال فيه: “يمنعوك من السفر طبعًا.. كتب ومكتبة يعني وعي، وفي منطقة شعبية؟ جمال عيد ممنوع من السفر في دولة الاحتواء الكذوب”.
وعلق الروائي علاء الأسواني، على قرار منع “عيد” من السفر بقوله: “هذا النظام يمتنع عن محاكمة القتلة، ويتصالح مع كبار اللصوص، ثم يمنع الحقوقي المحترم جمال عيد من السفر دون سبب قانوني!”.