توقع اقتصاديون في مصر، أنه بعد مقتل الشاب والباحث الإيطالي جيوليو ريجيني، وإثارة التساؤلات حول تصدر الأمن المشهد فى حادث مقتله، أن يؤثر ذلك سلبًا على العلاقات المصرية الإيطالية الاقتصادية، والتي ستحدث سقطة جديدة بالاقتصاد المصري داخليًا، وأيضًا على علاقات مصر الخارجية مع دول العالم.
ى
وأشاروا إلى أن العلاقات الآن بمفترق طرق، خاصة أن الدلائل جميعها تشير إلى أن جهاز الأمن في مصر هو من تسبب بمقتله، بالتزامن مع اختفائه في ذكرى ثورة يناير الماضية، والتى لازمتها أيضا عمليات اعتقال عشوائي غير مبررة للعديد من المواطنين بالدولة تحت بند “الاختفاء القسري” والذي تزايد مؤخرا بشكل ملحوظ.
وتعتبر إيطاليا أكبر شريك تجاري لمصر ضمن الاتحاد الأوروبي، وثالث أكبر شريك تجاري على مستوى العالم، كما تأتي في المركز الثاني بين الدول التي تستقبل الصادرات المصرية، تسبقها السعودية وتليها تركيا ثم الولايات المتحدة.
وتستثمر إيطاليا في مصر ما قيمته 1.465 مليار يورو، بإجمالي عدد شركات إيطالية عاملة بالسوق المصري بلغ 879 شركة عاملة، بخلاف الرخصة الممنوحة لشركة إديسون الايطالية العاملة فى مجال الغاز والبترول بأبي قير، والمقدَّرة بقيمة 1.4 مليار يورو.
وقال الخبير الاستثماري، أسامة مراد، في تصريحات “رصد”، إن الفترة القادمة كانت ستشهد زيادة الاستثمارات الإيطالية بمصر، والتي جاءت من أجلها البعثة الأخيرة، برئاسة فدريكا جويدي وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية، يرافقها 46 شخصية من ممثلي كبرى الشركات الإيطالية العاملة في القطاعات المختلفة، والتي عاودت لبلادها عقب حادث مقتل الشاب الإيطالي، معبره عن غضبها، وأخذ العلاقات بين البلدين مسار آخر.
وأضاف “مراد” أنه بالنسبة لاكتشاف “إيني” الإيطالية بمصر، فلن يتوقف؛ لأن الشركات العاملة بالحقل في البحر المتوسط هي شركات خاصة، تفصل بين عملها الخارجي وعلاقات الحكومات.
وأعلن المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة سابقًا، عن تمويل إيطاليا لقرض ميسر بقيمة 45 مليون يورو لتنمية صناعة الجلود والأثاث، ومشاركة الشركات الإيطالية في المشروعات القومية الكبرى التي تستهدف الحكومة تنفيذها خلال المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى استثمارات في مجال مكونات السيارات والملابس والجلود، بالإضافة إلى مشروع إنشاء مدينة الأثاث بدمياط على مساحة 330 فدانًا.
وصرح رئيس مجلس الأعمال المصري الإيطالي بأن إيطاليا تعتزم المشاركة في تطوير معمل ميدور وأسيوط، فضلا عن المساهمة في تحديث محطات الكهرباء ذات الدورة البسيطة.
يذكر انه اختفى طالب إيطالي يدعى جيوليو ريجيني، في ظروف غامضة منذ نحو 12 أيام، بعد أن غادر مقر إقامته في حي الدقي بالجيزة، واتجه للقاء صديق في منطقة وسط القاهرة.
وعثرت أجهزة الأمن في الجيزة على جثته الأربعاء، ملقاة في أول طريق “مصر – إسكندرية” الصحراوي بمدينة 6 أكتوبر، أمام مؤسسة حازم حسن بطريق مصر، ونقلت إلى مصلحة الطب الشرعي بقرار من نيابة الجيزة؛ لبيان سبب الوفاة، وفقًا لما ذكرت مصادر طبية وأمنية.
