بدأ بعض وسائل إعلام النظام المصري، الإشارة إلى احتمالية تورط الشرطة المصرية في مقتل الطالب الإيطالي “جوليو ريجيني” بالقاهرة، محذرين من خطورة هذا الملف على مصر.
علق “إبراهيم عيسى” على الحادث بأن مصر أصبحت مسجل خطر على مستوى العالم، ويتخوف رئيس تحرير “الشروق” من سيناريو كارثي قادم، خاصة مع عدم كشف الداخلية عن الجاني حتى الآن، وألمحت جريدة “الوطن” في كاريكاتير ساخر من تورط الداخلية في مقتل “ريجيني”.
إبراهيم عيسي
يقول الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى: “مصر أصبحت مسجل خطر على مستوى العالم، كيف يمكن أن يختفي شاب تسعة أيام وتعلن الأجهزة الأمنية أنه لم يستدل على معلومات عنه؟.. هذا أكبر دليل على وجود اختفاء قسري في مصر”.
أضاف “عيسى”، خلال برنامجه عبر قناة “القاهرة والناس”، أول أمس الإثنين، أن “الأدلة كلها تدين أجهزة الأمن المصرية، ومن الصعب تلفيق التهمة لأي شخص؛ فهناك شهود عيان على التشابك الذي وقع بين الشاب ورجال الأمن في 25 يناير الماضي، وقد نشرت الصحف الإيطالية في السياق ذاته أن أحد الأطراف المدانة في القضية ضابط يدعى خالد شلبي.
وتابع: “الشاب الإيطالي اختفى يوم 25 يناير والجميع يعلم حجم التخوف الشديد من هذا اليوم والانتشار الأمني الرهيب في الشوارع.. اختفاؤه في سياق هذا الوجود الأمني الكثيف في وسط البلد عيب.. كيف تتم جريمة متكاملة من اختفاء وتعذيب وقتل وإلقاء الجثة؟ دون أن يلاحظ الأمن في ظل هذا الوجود الكثيف”.
وختم: “تقرير الطب الشرعي أثبت أن الشاب وجد عليه آثار تعذيب وصعق في أماكن حساسة وخلع للأظفار، فالطبيعي أن يتجه فكر المصريين للأمن.. مكان واحد في مصر هو اللي بيصعق في أماكن حساسة”، حسب تعبيره.
سيد علي
يرفض الإعلامي سيد علي، توجيه التهمة للداخلية حول مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني.
وأضاف، مقدم برنامج “حضرة المواطن”، المذاع على فضائية “العاصمة”، مساء أمس الثلاثاء، أنه “لهذه اللحظة لا أصدق أن أي عاقل في وزارة الداخلية ارتكب مثل هذا العمل الأحمق الإجرامي، وأتمنى ألا يكون الأمن متورطًا في هذا العمل”.
سيناريو كارثي
وكتب عماد الدين حسين، رئيس تحرير صحيفة “الشروق”، مقالًا، أشار فيه إلى مخاوفه من سيناريو كارثي ينتظر مصر؛ بسبب الدلائل المتزايدة حول تورط الشرطة المصرية في قتل جوليو ريجيني.
وقال: “سنفترض أن هناك رجل أمن مثلًا قرر أن يقتل الشاب الإيطالي متأثرًا بالفوبيا الإعلامية التي تشيطن أي أجنبي أو مختلف في الرأي وتراه عميلًا يحاول إسقاط البلاد بأي ثمن، لو أن هذا الافتراض الكارثي قد حدث، فالأفضل أن تبادر الحكومة وأجهزة التحقيق بإعلان ذلك فورًا، وتحيله إلى التحقيق فورًا هو وكل من دعمه أو تستر عليه، وأي حل غير ذلك سوف يزيد الأمور تعقيدًا.
وأضاف “علينا ألا نكرر الطريقة التي تصرفنا بها في بداية حادث إسقاط الطائرة الروسية، حينما أنكرنا وجود فرضية العمل الإرهابي منذ اللحظات الأولى لتفجير الطائرة، والإصرار على أن السبب هو عطل فني، وعملًا بقاعدة “وقوع البلاء أفضل من انتظاره” فإنه قد يقلل الأضرار لدينا، ويزيد من الخسارة وخاصة أن لنا مع إيطاليا علاقات وثيقة، ليس فقط على المستوى الاقتصادي والاستثماري، ولكن على المستوى السياسي والعسكري والإستراتيجي.
وتابع: “لو أن لدينا أية معلومات، فالأفضل أن نعلنها مهما كانت موجعة، حتى لا ندفع ثمنًا مضاعفًا لها في المستقبل، وإذا كان هذا السيناريو الكارثي غير موجود، فعلى أجهزة الأمن أن تقدم إجابة شافية وتعلن ماذا حدث للشاب الإيطالي ومن قتله”.
كاريكاتير الوطن
ونشرت صحيفة “الوطن”، القريبة من الأجهزة الأمنية، رسمًا كاريكاتوريًا يؤكد ضلوع الشرطة في قتل الطالب الإيطالي، والتسبب في ورطة لنظام عبدالفتاح السيسي.
وتضمن الكاريكاتير الذي جاء تحت عنوان “توتر العلاقات المصرية الإيطالية” حوارًا بين ضابط شرطة وهو يعاتب مساعده الأقل في الرتبة، قائلًا له: “عاجبكم اللبش (الورطة) اللي إحنا فيه ده، مانتوا ليل نهار بتعذبوا في المصريين ومحدش اشتكى، كان لازم يعني تعذبوا الواد الإيطالي ده (في إشارة لجوليو ريجيني)؟”.
اليوم السابع
ونشرت صحيفة “اليوم السابع”، المقربة من الأجهزة الأمنية، تقريرًا بعنوان “5 حقائق مجهولة في قضية ريجيني” أكدت فيه تلكؤ وزارة الداخلية وتعمدها عدم اتخاذ خطوات جدية توصلها لقتلة الطالب الإيطالي.
وفي تلميح قوي لمسؤوليتها عن تعذيب ريجيني وقتله، قالت “اليوم السابع” -في تقريرها- إنه بعد مرور أكثر من أسبوعين على اكتشاف جثة الطالب الإيطالي شبه عارية وعليها آثار تعذيب بشع، لا توجد قائمة بأسماء أي أشخاص مطلوبين للإدلاء بشهادتهم حول الحادث.
وأضافت أن النيابة العامة التي تتولى التحقيق في القضية لم تتسلم حتى الآن تحريات الأمن حول القضية، ولا توجد أية أسماء مشتبه في ارتكابها الجريمة.
وأشارت إلى أن فريق التحقيق الإيطالي لا يلقى أي مساعدة من الشرطة المصرية، وأنه يعمل باستقلالية بالتنسيق مع مكتب النائب العام مباشرة.
ونقلت عن مصدر بنيابة جنوب الجيزة قوله إن الشرطة لم تتحفظ أو تراجع تسجيلات كاميرات المراقبة في المنطقة المحيطة بمنزل ريجيني أو الأماكن التي تواجد بها قبل اختفائه.