شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

خبراء لـ”رصد”: السعودية لن تتدخل بريًا في سوريا وعلاقتها بمصر لن تتأثر

خبراء لـ”رصد”: السعودية لن تتدخل بريًا في سوريا وعلاقتها بمصر لن تتأثر
أظهرت تصريحات وزير الخارجية المصري، سامح شكري، حجم التباين بين الموقفين المصري والسعودي فيما يتعلق بالتدخل العسكري في الأزمة السورية، حيث اعتبرت مصر أن قرار السعودية بالتدخل البري في سوريا أمر غير مقبول مبينة أن الحل في سوريا

أظهرت تصريحات وزير الخارجية المصري، سامح شكري، حجم التباين بين الموقفين المصري والسعودي فيما يتعلق بالتدخل العسكري في الأزمة السورية، إذ اعتبرت مصر أن قرار السعودية بالتدخل البري في سوريا أمر غير مقبول؛ مبينة أن الحل في سوريا لابد أن يكون سياسيًا، بينما عبرت السعودية أكثر من مرة عن استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا.

وفي ضوء نشوء خلافات بين مصر والسعودية حول التدخل في سوريا، رأى خبراء أنه لا تأثير  لخلاف الرأي على مستقبل العلاقات بين البلدين، في ضوء التطورات الراهنة.

موقف مصر صحيح

اعتبر محمد سيف الدولة، الخبير في الشأن القومي العربي أن موقف السعودية من التدخل بريًا في سوريا المعاكس لموقف مصر، قد يعكر قليلاً العلاقات المصرية السعودية، ولكن بشكل محدود، لأن المصالح المشتركة بينهما لا تزال واسعة وكبيرة.

وأوضح “سيف الدولة” -خلال تصريحه لـ”رصد”- أن المصالح المشتركة بين مصر والسعودية ستظل واسعة من عدة أمور: أولاً – من حيث كونهم أعضاء في الحلف الأميركي الدولي في العراق، وثانيًا – لاتفاقهم في الموقف المعادي للأجندة الإيرانية في المنطقة، وثالثًا – لرفضهم التام وتعاونهم وتحالفهم الوثيق في مواجهة الثورات العربية، ورابعًا – للاحتياج المصري المزمن للدعم المالي السعودي، وخامسًا – لاحتياج السعودية للدعم العسكري المصري للدفاع عن السعودية في مواجهة أي تهديدات إيرانية محتملة لأراضي المملكة، وهوالدعم الذي دخل بالفعل مرحلة التنفيذ بسفر بعض القوات المصرية إلى هناك تحت مسمى المناورات التدريبية المشتركة.

وأكد “سيف الدولة” أنه رغم معارضته لنظام الثورة المضادة الذي يحكم مصر الآن، إلا أن الموقف المصري برفض التدخل عسكريًا في سوريا، وبمحاولته إثناء السعودية عن هذه الخطوة هو “موقف صحيح، يجنب الجميع أن يقدموا الجنود المصريين أو السعوديين وقودًا في الحرب الدولية الإقليمية القائمة اليوم في سوريا”.

واعتبر أن قرار التدخل السعوى بريًا في سوريا، فى حالة تنفيذه، لن يكون قرارًا سعوديًا، وإنما هو قرار من أميركا وحلف الناتو، في إطار الحرب الدولية بالوكالة في مواجهة الوجود الروسي في سوريا.

وأضاف “سيف الدولة” أنه لا يجب أن ننسى أن الأميركان قد دعوا صراحة منذ عدة أسابيع إلى ضرورة تشكيل قوات عسكرية عربية للتدخل البري، أي أنه مطلب أميركي بالأساس ولذلك هو قرار خاطئ.

وتابع: “كما أن التدخل السعودي في سوريا منذ البداية، لم يكن بهدف دعم الثورة السورية، فآل سعود وأمراء الخليج، لا يدعمون الثورات، ومشاركتهم في إجهاض الثورة المصرية خير دليل على ذلك، وإنما جاء تدخلهم لتصفية حسابات وصراعاتهم الإقليمية مع النظام السورى ومع الإيرانيين”.

وأشار “سيف الدولة” إلى دور الدعم السعودى الخليجي ومن ورائهم الأميركان، لأمراء الحرب فى سوريا، و”أنه كان أكبر ضربة للثورة السورية، حيث تحول المشهد من شعب يثور للتحرر من نظام مستبد، إلى قوى مرتزقة تنفذ الأجندة الغربية والسعودية في سوريا”.

وأعرب “سيف الدولة” عن توقعاته بأن السعودية لن تجرؤ على تنفيذ تهديدها بالتدخل بريًا، في سوريا، لما قد تتعرض له من خسائر فادحة في صفوف جنودها، خاصة مع وجود الروس هناك، وتهديدهم صراحة بأن أي تدخل بري سيكون له عواقب وخيمة،  كما أن السعودية لم تجرؤ على التدخل فى اليمن بريًا، وإنما اكتفت بالهجمات الجوية، وبالحسابات ذاتها فإنها لن تفعلها في سوريا.

كما توقع- في نهاية حديثه- أن يكون السر وراء حالة التصعيد والتسخين المتبادل في التصريحات والمواقف من كل أطراف الأزمة في سوريا، هو من أجل ممارسة أقصى أنواع الضغوط في الأيام الأخيرة قبل التسوية السياسية المتوقعة هناك، وبدافع أن يحاول كل طرف الحصول على أكبر مكاسب ممكنة.

كان وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قد صرح بأن”مصر تعتبر قرار السعودية بالتدخل البري في سوريا أمرًا سياديًا منفردًا”، مضيفًا أثناء مؤتمر صحفي مع نظيره الكويتي- أول أمس- أن “القرار السعودي لا يأتي في إطار القوة الإسلامية المشتركة لمواجهة الإرهاب”.

فيما جدد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، خلال لقائه مع قناة سي إن إن، استعداد بلاده لإرسال قوات إلى سوريا قائلاً “إذا قرر التحالف الدولي ضد “داعش” – والذي نحن جزء منه – إرسال قوات برية إلى سوريا – إلى جانب الحملة الجوية الحالية – فإن المملكة العربية السعودية مستعدة لإرسال قوة خاصة من أجل هذا المسعى”.

غضب سعودي غير معلن

من جانبه رأى الكاتب الصحفي محمد جمال عرفة، أن الموقف المصري المتعارض مع السعودية لن يؤثر بشكل كبير علي العلاقات لأنها لا يظهر منها سوى الوجه الإيجابي والتصريحات الإيجابية.

وأكد – عبر تصريحات خاصة لـ”رصد”- أنه في المقابل سيكون هناك غضب سعودي غير معلن، مستدركًا: “ولكن المشكلة هي قلة أوراق الضغط السعودية بسبب انهيار أسعار النفط”.

وأشار “عرفة” إلى أن هناك أجندة مصالح مصرية تختلف عن الأجندة السعودية بدأت تتبلور في الآونة الاخيرة مع انضمام مصر ضمنًا للتحالف الروسي الإيراني السوري.

وأفاد أن “القاهرة ترى مصالحها مع روسيا لأسباب عديدة؛ بعضها يتعلق بصفقات سلاح ومفاعلات نووية بتسهيلات في الدفع وأيضًا للاستفادة بالغطاء الروسي كدولة عظمي ضد أميركا”.

وتابع “عرفة”: “وبالمقابل ترى مصر أن الاستفادة من السعودية نفدت بسبب انهيار النفط وفشل الاستراتيجية النفطية والعسكرية السعودية في اليمن وسوريا، ولا تري عقبات لو اختلفت مع الرؤية السعودية؛ لأن اوراق الضغط السعودية نفدت بنفاد المعونات المالية أو تقلصها”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023