اعتبر عدد من الأدباء والكتاب في تصريحات لـ”رصد” أن القضاء المصري أثار ضجة حول رواية الصحفي أحمد ناجي “استخدام الحياة”، وجعلها كأنها رواية عظمى مثل رواية “أولاد حارتنا” لنجيب محفوظ، لافتين إلى أنها عبارة عن خواطر حملت كلمات إباحية لا تندرج تحت المعنى الروائي.
وقال الأديب إبراهيم عبدالمجيد، إن النيابة تعاملت مع رواية أحمد ناجي، وكأنها خدشت حياء المصريين دون داع، لافتا إلى أن البلاغات التي قدمت ضد ناجي حولت كتابات ناجي من رواية عادية شبيهة بالخواطر كتب مثلها الكثير كأنها رواية عظمى مثل رواية “أولاد حارتنا” للأديب العالمي نجيب محفوظ والتي اتهم فيها بالتعدي على الذات الإلهية.
وأشار عبدالمجيد في تصريح لـ”رصد” إلى أن هناك عشرات المؤلفات تسرد مفاتن المرأة والرجل والعلاقة الجنسية لهم وتعرض في المعارض ودار النشر، لكن ما حدث مع ناجي، هو انتهاك بكل المقاييس لحرية الرأي والإبداع وتعدّ على الأدب والأدباء في مصر، مشيرا إلى أن كان واجبا على وزارة الثقاقة ومؤسسة أخبار اليوم المنتمي إليها ناجي مناقشة هذه الرواية قبل نشرها.
وطالب عبدالمجيد بإخلاء سبيل ناجي بأقصى سرعة، مشيرًا إلى أن السلطات المصرية تنتهك مواد الدستور المصري الذي أقر حماية الرأي والتعبير.
من جانبه اعتبر الروائي وعضو مجلس النواب يوسف العقيد، أن الفصل الخامس في رواية ناجي الذي اتهم بسببها بخدش الحياء، لم تستلزم القبض عليه أو اتهامه بتلك التهمة التي لا قيمة لها في هذه الرواية، وإن لزم الأمر منعها من النشر، لافتا إلى أن النيابة عليها أن تخلي سبيل ناجي لأن روايته لم تكن كلماتها أو أحداثها ضخمة بقدر هذه الضجة.
وفي تصريح لـ”رصد” أكد العقيد، أن ناجي حصل على براءة من قبل ولكن النيابة ترى أن روايته خادشة للحياء، ولكن في النهاية هي كلمات لا تناسب الذوق العام، وهي موجهة لبعض الناس فقط، بالتالي لا تناسب الجميع.
وقال الدكتور يحيى عبدالعظيم، المفكر بمؤسسة أخبار اليوم، إن هذه الرواية حصلت على ضجة كبيرة لا داعي لها بسبب تصرف السلطات المصرية الذي لم أجد مبررا له، وكان الأولى هو منعها من النشر والتوزيع ومصادرتها إن لزم الأمر، لكن إذا سألت أي فتاة أو شاب عن هذه الكلمات فسيقول لك إنها لن تفيد مثل الروايات الأخرى المنبثقة من فكر واسع الأفق وليس فكرا يهدف إلى سرد الأعضاء التناسلية للرجل والمرأة.
وأضاف عبدالعظيم في تصريح لـ”رصد” كم من كتب نشرت وتحمل إيحاءات جنسية لكنها جاءت عادية وأشبه بالخواطر ولم تكن بمقدار روايات طه حسين ونجيب محفوظ وغيرها من كتابنا الكبار الذي حصلوا على جوائز دولية على رأسها نوبل لنجيب محفوظ، مشيرا إلى أن هذه الكتابات لا تعيش إلا فترة وجيزة وتنتهي.
وطالب عبدالعظيم، وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للصحافة بالاضطلاع بدورهما في حماية الحق في حرية الإبداع والنشر، كذلك طلب البيان من النيابة العامة وضع حد للبلاغات التي تستهدف الحقوق الطبيعية للمواطنين والالتفات للدفاع عن مصالح المواطنين في قضايا أولى بالاهتمام من تلك القضايا.
وكان نقابة الصحفيين ومؤسسة حرية الفكر والتعبير، تقدمت اليوم الأحد، بـ4 طلبات للنائب العام، اليوم الأحد، لوقف تنفيذ عقوبة حبس الروائي أحمد ناجي الصادر أمس، وحملت الطلبات أرقام 2424، 2425، 2426، 2423.
والتمس المحامي محمود عثمان الوكيل عن المتهم، من النائب العام إخلاء سبيل “ناجي”. والتقى عضو مجلس نقابة الصحفيين خالد البلشي، وعدد من المحامين، رئيس المكتب الفني للنائب العام، وأوضحوا له أن عقوبة حبس أحمد ناجي سالبة للحرية، ونلتمس وقف تنفيذ العقوبة لحين البت في القضية أمام محكمة النقض.