زادت خلال الفترة الأخيرة، وتيرة إفصاح دولة الاحتلال الاسرائيلي، عن علاقتها مع دول عربية من بينها الإمارات ومصر، وذلك تزامنًا مع القرارات المصرية التي صبت في صالح تل أبيب، والتي من بينها إغراق الأنفاق، حيث أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس، أن مصر أغرقت أنفاق التهريب بين قطاع غزة وأراضيها بناءً على طلب إسرائيل وبضغط منها.
ونستعرض في هذا التقرير، أبرز ملامح الجديدة لتطبيع نظام السيسي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
مدح السيسي لنتيناهو
وتأتي أحدث ملامح تطبيع نظام السيسي مع “إسرائيل”، فيما كشفت عنه صحيفة “معاريف” الإسرائيلة من تصريحات لقادة تنظيمات يهودية أمريكية، نقلوا من خلالها عبارات مدح أدلى بها عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه معهم في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال فيها: “إن نتنياهو قائد ذو قدرات قيادية عظيمة، لا تؤهله فقط لقيادة دولته وشعبه، بل هي كفيلة بأن تضمن تطور المنطقة وتقدم العالم بأسره.
وكان السيسي قد أدلى بتلك التصريحات، بعد قرار إغراق أنفاق غزة، وتشديد السلطات المصرية إجراءاتها على عبور الفلسطينييين عبر معبر رفح الحدودي.
زيادة التعاون مع الاحتلال
وصرح سفير الاحتلال الإسرائيلي بالقاهرة، إن بلاده تحترم عبد الفتاح السيسي، لأنه رئيس منفتح يريد الاستقرار للمنطقة عامة، ومصر خاصةً، مشيرًا إلى أن السيسي يدرك جيدًا أن معالم الشرق الأوسط تغيرت، ويفهم ما تمر به مصر و”إسرائيل|، وتابع :”أن التعاون الإسرائيلي مع مصر يسير بشكل جيد، في ظل وجود مصالح مشتركة بين القاهرة وتل أبيب، والعالم العربي أجمع، كالسعودية، والأردن، وكل دول الخليج العربي”.
وأضاف :”نحن لا نستطيع أن نتعاون من الناحية الأمنية فقط، لكن يجب إنشاء علاقات اقتصادية وثقافية، وأيضًا علاقات استثمارية مع رجال الأعمال المصريين، ويجب أن نزرع هذا الفكر منذ الصغر من خلال المدرسة، ومن المهم تدريس اتفاقية “كامب ديفيد”، لقد تغير الزمن ويجب على الزعماء تغيير أنفسهم للتأقلم مع الحقبة الجديدة”.
التطبيع في التعليم
كما كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، عن تدريس اتفاق السلام “كامب ديفيد”، والذي تم توقيعه بين مصر و”إسرائيل” عام (1979م)، فى الكتب المدرسية المصرية، وذلك للمرة الأولى، كما أشارت إلى أنه سيتم التقليل من مساحة دور حسني مبارك فى حرب أكتوبر عام (1973م)، وكذلك حذف الأجزاء التى أضيفت خلال فترة حكم جماعة الإخوان لمصر.
وذكرت الصحيفة، نقلاً عن إذاعة الجيش الإسرائيلى، أن الكتاب المدرسي الجديد، الذى يتناول تاريخ مصر الحديث، يتضمن فصلاً عن اتفاق السلام ويصفه بأنه اتفاق أمر واقع، دون تحيز أو أى محاولة لتقديم “إسرائيل” فى شكل سلبى.
وتابعت:”مؤلفو الكتاب المقرر تدريسه فى المرحلة الاعدادية، ذكروا 8 بنود من الاتفاقية، وردت فى الكتاب حرفيًا، ومنها “إنهاء الحرب بين مصر وإسرائيل، وعلى كل جانب احترام سيادة واستقلال الجانب الآخر”.
وفي حادث لفت الانتباه إلى النهج التطبيعي الجديد لمصر، تسبب عمر سالم الأكاديمي المصري والمؤيد لنظام السيسي، في إصدار مجلس إدارة جامعة حيفا قرار فصل لـ 3 طلاب فلسطينين، وهم معتصم زيدان وجول الياس وموران أبو عطا؛ بسبب تصديهم لندوة تطبيعية أقامتها الجامعة مؤخرًا بحضور الباحث سالم.
وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي، قد تداولوا مقطع فيديو لطلابٍ فلسطينيين بجامعة حيفا الإسرائيلية، يهاجمون باحثًا مصريًا، قبل المشاركة الأكاديمية مع الجامعة؛ الأمر الذي اعتبره الطلاب “خيانة وتطبيعًا”، كما وجه خلال حديثه معهم تصريحات غاضبة.
وعندما حاول سالم إلقاء محاضرته في جامعة حيفا، فوجئ بالطلاب الفلسطينيين من “عرب 48″، يمنعونه من مواصلة الكلام، ولا سيما بعد أن غضبوا من حديثه عن التعايش، وهو ما اعتبروه إهانة للنضال ولشهداء فلسطين.
وقام الباحث الأميركي المصري الأصل، ببعض أفعال زادت الموقف اشتعالاً؛ إذ وجه كلامه للطلاب الغاضبين قائلاً: “لو قمتم بهذا الفعل في مصر، لكنتم في السجن الآن” في إشارة إلى أن ملف إسرائيل الحقوقي أفضل من ملف مصر والدول العربية الأخرى، ولكن أحد الحاضرين رد عليه: “ومن قال لك إننا لن نسجن على كلامنا هذا؟”.
كما قام سالم أثناء هتافات الطلبة المنددة ضده، بنقل قاعدة تضم أعلام إسرائيل وجامعة حيفا ليضعها في منتصف المنصة في تحدٍّ للطلبة الغاضبين.
التصويت لصالح إسرائيل
وكانت مصر، قد صوتت لصالح انضمام دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى عضوية لجنة تابعة للأمم المتحدة، موضحة أن “الالتزام بالدعم العربي كان وراء ذلك التصويت”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، في تصريحات نقلتها وكالة “أنباء الشرق الأوسط” المصرية الرسمية:”إن التزامنا بدعم دول عربية مرشحة للجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي في الجمعية العامة للامم المتحدة كان الدافع وراء هذا التصويت”.
وأضاف:” أن مشروع القرار، الذي تم التصويت عليه في الأمم المتحدة، كان يشمل انضمام ست دول جديدة إلى اللجنة المشار إليها دفعة واحدة، ومن بينها ثلاث دول عربية خليجية”.
استضافة إعلاميين
فيما نشر أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي، للإعلام العربي، صورة تجمعه بشخص يُدعي رامي عزيز، خلال زيارة وفد صحفي مصري لإسرائيل، وقال أدرعي:” تشرفت الأسبوع الماضي بلقاء رامي عزيز الصحفي والكاتب المصري، ضمن وفد صحفي، وصل إلى إسرائيل في مبادرة رائعة من نائب الناطق بلسان وزارة الخارجية الأخ حسن كعبية”.
برلماني يستضيف السفير الاسرائيلي
وتأتي استضاف توفيق عكاشة عضو مجلس نواب السيسي، لسفير دولة الاحتلال الإسرائيلي في القاهرة حاييم كورين بمنزله، ضمن أحدث ملامح تطبيع نظام السيسي، الزيارة التي تسببت في استياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ووصفوه بالعميل.
تحالف اقتصادي
وكشف المحلل الإسرائيلي العسكري إليكس فيشمان، المقرب من الأجهزة الأمنية بالكيان الصهيوني، في مقال نشره بصحيفة يديعوت أحرونوت، أن التحالف الاقتصادي الجديد بين “إسرائيل”، واليونان، وقبرص، سيضم أيضًا مصر، وبشكل غير مباشر الأردن، وأكد أن اليونان ستتعاون مع “إسرائيل” في إمدادها بالمعلومات الاستخباراتية وتنفيذ مناورات مشتركة، وأوضح أن زيارة الأخيرة لليونان كانت تناقش هذه الأمور.
رياضيًا
كما أبدى عزمي مجاهد المتحدث باسم الاتحاد المصري لكرة القدم، في تصريحات له (16 فبراير) الحالي، استعداد القاهرة للمشاركة في بطولة كأس العالم للشباب تحت 19 سنة، حال حصول “إسرائيل” على تنظيم البطولة، مرجعًا ذلك إلى وجود علاقات دبلوماسية بين مصر و”إسرائيل”.
وبرر مجاهد موقفه، بأن هناك تبادل سفراء بين مصر والكيان الصهيوني، كما أن هناك لاعبين مصريين لعبوا مباريات في تل أبيب، مضيفًا: “الرياضة تبعد تمامًا عن السياسة، ويجب التكلم بوضوح، طالما أن هناك تبادل دبلوماسي بيننا وبينهم”، يذكر أن مصر تنافس على استضافة البطولة مقابل 3 دول أخرى هي إيطاليا وإسرائيل ولاتفيا.
الجدير بالذكر، أن منتخب مصر للجودو، قد خاض مع لاعب إسرائيلي، فيما سبق لمصر رفض اللعب مع “إسرائيل”.