يرى بعض المحللين والمراقبين السياسيين، أن لقاء عكاشة بالسفير “الإسرائيلي” وضربه بالحذاء في مجلس النواب، مسلسل ممنهج؛ لمعرفة رد فعل الشعب حول رؤيته لمسألة التطبيع مع سلطة الاحتلال من جهة، ومن جهة أخرى إلهاء الشعب عن أزماته الطاحنة؛ حيث تصدرت حادثة ضرب عكاشة بالحذاء داخل البرلمان، عناوين وسائل إعلام نظام السيسي، في الوقت الذي يقوم فيه السيسي بجولة آسيوية.
نتنياهو رتب لقاء السيسي وأوباما
كشفت تصريحات “عكاشة” الأخيرة، عن مدى قوة العلاقات بين النظام المصري والإسرائيلي بداية من الترويج للانقلاب، وإقناع أوباما بلقاء السيسي، والترويج لمشاريع السيسي والمؤتمر الاقتصادي.
وكشف النائب توفيق عكاشة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هو من رتب لقاءً جمع بين عبدالفتاح السيسي، والرئيس الأميركي باراك أوباما، في الأمم المتحدة.
وقال، خلال برنامج “مصر اليوم” الذي يبث على فضائية “الفراعين”، أمس الأحد: إنه حضر اجتماعًا مع السيسي بعد احتجاجات “30 يونيو”، بعد دعوة رسمية.
وأضاف أن عناصر من حاشية السيسي، قالوا له، خلال الاجتماع، إنهم “يريدون خطة من أجل أن يفكوا الحصار الإعلامي والسياسي المفروض عليهم (بعد الانقلاب)”، فأشار عليهم أن “يخاطبوا إسرائيل لتكلم أميركا من أجل تغيير موقفها، والاعتراف بعبدالفتاح السيسي رئيسًا منتخبًا، وكذا الاعتراف بثورة 30 يونيو أنها ثورة شعب”، على حد وصفه.
وكشف أن الحاضرين في الاجتماع استنكروا عليه اقتراحه ووصفوه بـ”المخرف”.
ولفت إلى أنه تمت الموافقة على رأيه واتصل المسؤولون في مصر بإسرائيل التي أوفدت رئيس الوزراء الإسرائيلي لمقابلة الرئيس الأميركي وأقنعه بالأمر، مؤكدًا أن لديه وثائق تؤكد هذه المعلومات.
السيسي يتصل بنتنياهو مرة كل أسبوعين
وذكر موقع “ويللا” الإخباري الإسرائيلي، أن السفير الإسرائيلي في مصر “حاييم كورين” وصف خلال لقاء له مع القناة الإسرائيلية العاشرة، العلاقات المصرية الإسرائيلية بأنها “جيدة جدًا”، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والمصري عبدالفتاح السيسي يتحادثان مرة كل أسبوعين على الأقل.
ونقل مراسل الشؤون العربية في القناة الإسرائيلية العاشرة، تسيفي يحزكيلي، عن “كورين” قوله إن نتنياهو والسيسي يتحدثان هاتفيًا مرة كل أسبوعين، في ضوء وجود مصلحة مشتركة بينهما لمحاربة ما وصفه بـ”الإرهاب”، ولا سيما ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتنظيم الدولة الإسلامية، بالتزامن مع توسع التعاون الأمني بين إسرائيل ومصر عقب صعود السيسي للحكم.
وكشف “كورين” أنه يلتقي بصورة دورية، مختلف أوساط صنع القرار في القاهرة، وعلى رأسهم عبدالفتاح السيسي الذي التقاه عدة مرات.
وجاءت أقوال كورين في اليوم نفسه الذي شهد فيه مجلس النواب المصري الهجوم على توفيق عكاشة من قبل أحد زملائه؛ حيث رماه بحذائه احتجاجًا على دعوة عكاشة للسفير الإسرائيلي في القاهرة على مأدبة عشاء، وأكد كورين أن قذف عكاشة بالحذاء لن يردعه عن اللقاء به مجددًا.
السيسي يشيد بحكمة نتنياهو
وفي لقائه مع رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية، أثنى السيسي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنه “يمتلك قوى عظيمة، ويستطيع المضي قدمًا بالمنطقة والعالم”، هذه الإشادة أثارت ردود فعل غاضبة على المستويين المصري والعربي، وأكد سياسيون ونشطاء مصريون أن السيسي يسعى للحصول على الدعم الدولي من خلال “إسرائيل”، وأن بقاءه في الحكم يترتب على دعمهم له.
إلهاء الشعب
ومن جانبه، نشر الدكتور محمود رفعت، رئيس المعهد الأوروبي للقانون والعلاقات الدولية، تغريدة عبر “تويتر” أكد فيها أن كلًا من توفيق عكاشة ومرتضى منصور، مجرد أراجوزات، دورهم افتعال أزمات تلهي الشعب، وتشتت انتباهه عن جرائم لم تعرفها مصر من قبل.
ووصف الإعلامي، مجدي طنطاوي، أزمة توفيق عكاشة بـ”المسلسل”، مؤكدًا أنه مجرد مسلسل تستخدمه الدولة لإلهاء الشعب.
وقال “طنطاوي”، في برنامجه، أمس الأحد، على قناة “العاصمة”، إن “الأفضل للمواطن الذي يعيش في مصر أن يتظاهر بالجهل والعبط وأن يتابع الأحداث وكأنه ساذج لا يفهم ما يدور حوله حتى يريح باله من المسرحيات التي تدور على الساحة السياسية”.
وتابع: “إحنا فاهمين كل ألاعيبكم.. لسنا سذج ونفهم السيناريوهات التي تتم لجس نبض الشعب المصري بشأن إسرائيل” مضيفًا “الشعب المصري يكره إسرائيل ولن نمد يدنا لهم مهما حدث.. توفيق عكاشة يسير وفق معطيات والمسلسل الذي يجري ماسخ وساذج وضحك على الدقون”.
وأشار إلى أن “الدولة تعرف تحركات كل سفير موجود بالقاهرة والسفير الإسرائيلي لم يقابل عكاشة في السر، فعلى الدولة احترام عقولنا وعدم خداعنا”.