شهدت مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، انتشارًا ملحوظًا لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية داخل شوارع المدينة منذ عدة أيام، الخطوة التي اعتبرها بعض النشطاء السيناويين بأنها الأولى من نوعها في المدينة، كما تعد ضربة موجعة ومفاجئة لقوات الجيش والشرطة المصريين والتي تسيطر على المدينة التي تعتبر معقل القوات الأمنية بكاملها، حسب نشطاء سيناويين.
وانتشر عناصر “تنظيم الدولة” في منطقة “جسر الوادي” داخل مدينة العريش، بالأسلحة الرشاشة، وأقاموا كمائن متحركه، وقاموا بفحص هويات المواطنين الذين عبروا من هذه الكمائن، في خطوة قال التنظيم عنها إنها للبحث عن مطلوبين وعملاء يعملون لصالح الجيش والشرطة بسيناء.
وقالت بعض المواقع المقربة من “تنظيم الدولة”: “إن للتنظيم عناصر عديدة عاملة داخل مدينة العريش، يقومون بعمليات نوعية داخل المدينة وفي جنوبها وغربها، ثم كثفت هذه العناصر من عملياتها من خلال استهداف آليات الجيش والشرطة بعبوات ناسفة، كبدتهما خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات”.
وتابعت تلك المواقع: “ونتيجة لهذه الاستهدافات المكثفة والمستمرة امتنع ضباط الشرطة بالعريش عن التحرك داخل المدينة خشية الهجوم عليهم من قبل عناصر التنظيم، مما دفع وزير الداخلية، مجدي عبدالغفار لإجراء زيارة ميدانية لهم، من أجل حثهم ودفعهم على العودة إلى عملهم، بعد أن أعطاهم وعودًا بضبط الأمور الأمنية داخل المدينة، والعمل على وقف أو الحد من عمليات “تنظيم الدولة” ضدهم، إلا أن هذه الوعود لم تثمر وفشل في ذلك، وعادت قوات الشرطة لتخسر المزيد من عناصرها ومركباتها ومدرعاتها”.
يذكر أن مجموعة مسلحة تابعة لـ”تنظيم الدولة”، قامت الشهر الماضي بمهاجمة نقطة ارتكاز متحركة لقوات الشرطة بميدان العتلاوي وسط مدينة العريش، وقتلت وإصابة كل الجنود والضباط، وقامت بالاستيلاء على مركبة مدرعة، وفروا بها إلى مكان غير معلوم، ومنذ هذا التوقيت تحديدا، قامت قوات الشرطة بالانسحاب من شوارع مدينة العريش، ليفرض بذلك عناصر “تنظيم الدولة” بسيناء حظرا للتجوال على قوات الجيش والشرطة داخل عاصمة المحافظة.
وخلت شوارع مدينة العريش من تحركات آليات الجيش والشرطة، حتى بات عناصر “تنظيم الدولة” يزرعون العبوات الناسفة داخل المدينة، ثم يعودون بعد فترة ليست بالقليلة لتفكيكها ونزعها لعدم مرور أي مركبة مدرعة لقوات الشرطة أو الجيش، حسب مواقع مقربة من التنظيم.
وذكرت بعض المواقع الإخبارية أن “عناصر تنظيم الدولة نصبوا كمينا أمنيا متحركا، في أحد الشوارع الرئيسية بالقرب من المنطقة الأمنية التي تضم مباني أمنية هامة بحي الضاحية بمدينة العريش، وقاموا أيضًا بالدخول إلى أحد المقاهي الشهيرة بالمنطقة، ونصحوا الزبائن بعدم التدخين، وهددوا صاحب المقهى بالعقاب إذا لم ينفذ حدود الله عليه”.