اعتبر عدد من الخبراء الإعلاميين في تصريحات لـ”رصد” أن ما وقع من صحفية “اليوم السابع” مع النجم العالمي ليوناردو دي كابريو، فضيحة للصحفيين المصريين، ودليل على ضعف تأهيلهم، بخلاف عدم انتقاء الصحفي المناسب للمهام المناسبة.
وكان مقطع مصور لصحفية “اليوم السابع”، خلال مؤتمر صحفي تداول بمهرجان الأوسكار، حينما سألت ليوناردو دي كابريو عن حصوله على أول جائزة أوسكار في حياته، فكان رده أنه لم يفهم السؤال وكرر سؤالها مرة أخرى.
وسخر رواد مواقع التواصل من اللغة الإنجليزية التي تحدثت بها الصحفية؛ حيث إنها استخدمت كلمات غير مناسبة لصياغة للسؤال، كما سخروا من إجابة دي كابريو عليها.
وقال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن ما حدث مع صحيفة “اليوم السابع” في مهرجان تسليم جوائز الأوسكار فضحية لمصر، ونتاج لمؤسسات صحفية خلت تماما من المهنية، فنحن أمام عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين فقدوا المصداقية تدريجيا بين الجمهور حتى اتضح ذلك أمام العالم.
وأضاف العالم في تصريح لـ”رصد” أن الصحفية المصرية التي فضحتنا أمام العالم لم تلجأ لقواعد الأسئلة الصحفية، فهي سألت النجم دي كابريو سؤالا غير موضوعي وهو ما شعورك حيال جائزة أوسكار، فهذا السؤال ليس له إجابة غير السخرية كما حدث معها أمام الجميع.
وأشار العالم إلى أن تلك الصحفية ذهبت لأميركا لتتحدث وأنها أول صحفية مصرية تغطي الأوسكار، حيث يملأ عقلها التكبر والاستعلاء والفخر الذي تم شحنه داخل عقلها من مصر، بينما ذلك لا يهم نجوم الفن في الخارج.
وأكد أستاذ الإعلام أن ما حدث واقعة صحفية “اليوم السابع”، مؤشر لسنوات من عدم المهنية التي عانت منها الصحافة المصرية.
بدورها أكدت الاعلامية بثينة كامل أن عددًا كبيرًا من الاعلاميين والصحفيين، ومعدي البرامج لم يحصلوا على تدريب كاف لمواجهة الجمهور و المصادر و على المؤسسات إعادة تأهيل وتدريب فريق العمل بها لكي تقدم مادة إعلامية تليق بالمجتمع المصري.
وأشار بثينة في تصريح لـ”رصد” إلى أنها قررت مقاطعة برامج التوك شو بسبب المستوى السيء من التدني الأخلاقي الذي انتشر بها، موضحة أن المادة المقدمة في الاعلام أصبحت تفقد التميز والجودة.
في سياق متصل أوضح الدكتور محمود علم الدين أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن تثقيف الصحفيين الذين سيغطون المؤتمرات الدولية أمر ضروري افتقدته صحفية “اليوم السابع”، فعلى الإعلامي والصحفي أن يلمّا على الأقل بطبيعة هذه المؤتمرات والمهرجانات العالمية التي تعد الغلطة فيها فضيحة في العالم.
وأضاف علم الدين في تصريح لـ”رصد” أن مشهد الصحفية المصرية مع دي كابريو أمر طبيعي وفقا لمؤسسات اعتمدت على الاستسهال في أداء العمل الصحفي، ولا تقدر قيمة المصادر في بلدها، لذلك فهي ذهبت إلى المهرجان ولم تركز في العمل المهني وتقديم تقرير مميز وأسئلة محترمة تناسب قيمة الحدث.
وأكد علم الدين أن العشوائية في العمل الصحفي أنجبت آلاف الإعلاميين الفاقدين للمهنية والمصداقية، وخير دليل على ذلك ما نشاهده في الصحف والفضائيات من مهازل، أخبار كاذبة وتقارير تأتي وفقا لمصادر مجهولة، واختصار الخبر وعدم ضبطه بكل الأسئلة الخمسة.
وناشد علم الدين الصحف المصرية والقنوات الفضائية بإعادة ترتيب العمل في المهنة الإعلامية في تدريب الصحفيين.