شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

فى ذكرى استشهاد “مجنون مصر الجميل”

فى ذكرى استشهاد “مجنون مصر الجميل”
هو الوحيد الذي قال "لا"- بدمه- لرفع العلم الصهيوني بالقاهرة، هكذا أحب أن يؤرِخ له تراثنا، وإن كان قد عرف بالوصف الذي أطلقه عليه الشاعر الكبير نزار قباني .."مجنون مصر الجميل".

هو الوحيد الذي قال “لا”- بدمه- لرفع العلم الصهيوني بالقاهرة، هكذا أحب أن يؤرِخ له تراثنا، وإن كان قد عرف بالوصف الذي أطلقه عليه الشاعر الكبير نزار قباني ..”مجنون مصر الجميل”.

“مجنون” بحسب تقرير الطب الشرعي عن وفاته، أو متخلف عقلي بلفظ التقرير الدقيق، مجنون لأنه تخلف عن اللحاق بحركة التطبيع مع العدو الصهيوني.

ولمن وقع أسيرًا لمنظومة تعليم وإعلام وثقافة تعيش في جهالة السلطة .. هو فلاح مصري “جدع” من أبناء قرية أجهور بالقليوبية، دفع روحه ثمنًا لأول رد فعل شجاع يصرخ في  وجه التطبيع، وقرر سعد حلاوة أن يقدّم أحلى ما في مصر المرة بعناد السادات.  

أقدم سعد مصر في يوم نحسها وتعاستها قبل خمسة وثلاثين عامًا وتحديدًا في مثل هذا اليوم على احتجاز موظفيَن تابعَين للوحدة المحلية بقريته، وأبلغ السلطات أنه لن يفرج عنهم قبل أن يسمع نبأ طرد السفير الصهيوني الأول بالقاهرة الياهو بن اليسار يوم أن قدم إلى مصر لتقديم اوراق اعتماده عقب معاهده كامب ديفيد.

وبينما كان يقضي “حلاوة” والموظفان المحتجزان على يديه ليلهم سمرًا بأغاني فدائي ومصر العروبة وغيرها فخرًا بالبطولات المصرية أمام عدونا التاريخي، تلقى رصاصة أودت بحياته، بأمر سيادي لم يستهدف التفاوض على إطلاق سراح المحتجزين الذين كانوا على وتيرة جليسهم أو سجانهم، وإنما استهدف قنص المصري الشجاع حتى يكون عبرة لغيره، ولتصفه الصحف المصرية صبيحة اليوم التالي بالمعتوه الذي لقى حتفه.

لكني وجدت أن أجمل ما يمكن أن أرثيه به في ذكرى استشهاده، أن اختم مقالي بشىء مما رثاه به الشاعر العربي الكبير نزار قباني، وفي هذه السطور جزءًا من مقاله.

“سعد حلاوة هو مجنون مصر الجميل الذي كان أجمل منّا جميعاً، وأجمل ما به أنه أطلق الرصاص على العقل العربي الذي يقف في بلكونة اللامبالاة في يوم 26 فبراير 1980 ويتفرّج على موكب السفير.

” هو جمجمة مصرية كانت بحجم الكبرياء وحجم الكرة الأرضية. إنه خنجر سليمان الحلبي المسافر في رئتي الجنرال كليبر.

هو كلام مصر الممنوعة من الكلام، وصحافة مصر التي لا تصدر، وكتّاب مصر الذين لا يكتبون

وطلاب مصر الذين لا يتظاهرون، ودموع مصر الممنوعة من الانحدار، وأحزانها الممنوعة من الانفجار.”

فليحيا سعد .. ولتحيا مصر المقاومة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023