توفي رئيس حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض حسن الترابي مساء اليوم السبت عن عمر ناهز 84 عامًا بعد أن تعرض صباحا لغيبوبة نقل إثرها إلى أحد مستشفيات الخرطوم وهو في حالة حرجة.
وقال مصدر بمكتب حسن الترابي، اليوم السبت في تصريحات صحفية، “إنه كان يقوم بأعمال روتينية بالمكتب قبل أن يسقط ويدخل في غيبوبة، لينقل إلى أحد المستشفيات بوسط الخرطوم”.
كما أوضحت مصادر طبية بمستشفى البشير في العاصمة الخرطوم أن حسن الترابي أصيب بعدة تجلطات في شرايين القلب بالإضافة إلى التهاب رئوي حاد تطلب نقله إلى المشفى لتلقي العلاج، وبعد ساعات من نقله أعلنت تلك المصادر رسميا وفاة الترابي بعد تدهوى حالته الصحية.
وفي هذا التقرير نعرض 8 معلومات عن الدكتور حسن الترابي الذي يعد أحد أبرز وأهم الشخصيات السودانية في العصر الحديث:
(1) المولد والنشأة
ولد حسن الترابي في أول فبراير 1932 بكسلا بالشمال الشرقي السوداني قرب الحدود الإريترية. ترعرع في بيت متدين وتعلم على والده الذي كان قاضيا وشيخ طائفة صوفية. تزوج الترابي من وصال الصديق المهدي شقيقة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي زعيم حزب الأمة.
(2) الدراسة
درس الترابي الحقوق في جامعة الخرطوم منذ عام 1951 حتى 1955، وحصل على الماجستير من جامعة أكسفورد عام 1957، وحصل على دكتوراه الدولة بجامعة السوربون بباريس في 6 يوليو 1964، كما يتقن أربع لغات بفصاحة وهي العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية.
(3) الوظائف التي عمل بها
كان الترابي أستاذاً في جامعة الخرطوم ثم عين عميداً لكلية الحقوق بها، ثم وزيراً للعدل في السودان. في عام 1988 عين وزيراً للخارجية السودانية في حكومة الصادق المهدي. كما اختير رئيساً للبرلمان في السودان عام 1996. واختير أميناً عاماً للمؤتمر الوطني الحاكم 1998.
نشب خلاف بينه وبين الرئيس السوداني عمر البشير تطور حتى وقع انشقاق في كيان النظام 1999، فخلع الترابي من مناصبه الرسمية والحزبية، وأسس عام 2001 “المؤتمر الشعبي”.
(4) العمل السياسي
تقلد الترابي الأمانة العامة لجبهة الميثاق الإسلامية لما تم إنشاؤها.
وقد اعتُقل في عقد السبعينيات 3 مرات خلال عهد الرئيس جعفر نميري. وكان تطبيق نميري للشريعة الإسلامية في 1983 مدعاة لتأييد الترابي له.
وتحالف مع عمر حسن البشير في يونيو 1989 من أجل الإطاحة بنظام صادق المهدي زعيم حزب الأمة ورئيس الدولة.
(5) تأسيس الجبهة والمؤتمر
بعد سقوط نظام جعفر النميري، أسس الترابي عام 1986 الجبهة الإسلامية القومية وترشح للبرلمان فلم يفز، وبعد انقلاب البشير وتحالفه مع الترابي، انفصل الترابي عن الجبهة القومية على غرار نزاعه على السلطة والصلاحيات مع البشير، ليؤسس حزب المؤتمر الشعبي وانضم لصفوف المعارضة.
وفي 22 – 28 أبريل 1991، أسس المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي في مؤتمر ضم ممثلين عن 45 دولة إسلامية وأصبح أمينه العام.
(6) السجن
دخل الترابي السجن في عهد الرئيس جعفر النميري ثلاث مرات خلال عقد السبعينيات. كما دخله في 22 فبراير 2002 نتيجة توقيعه قبل ذلك بيومين على مذكرة تفاهم مع حركة جون قرنق الانفصالية في جنيف. وأقرت هذه المذكرة عشر نقاط من بينها: منح الجنوب حق تقرير المصير وتصعيد وسائل المقاومة الشعبية السلمية، وطالبت بإلغاء القوانين المقيدة للحريات ورفع حالة الطوارئ.
(7) شخصية “الترابي”
يوصف الترابي بأنه شخصية أثيرت حولها أحكام مختلفة وأوصاف متباينة فيرى فيه أنصاره سياسيا محنكا بارعا في تحريك الإعلام وخطيبا مؤثرا وداعية ومفكرا. في حين يرى فيه خصومه شخصا مخادعا له طموح لا يحد وخبرة في الدسائس والمؤامرات وتعلق بالسلطة، بل ويتهمونه بإصدار فتاوى تخرج عن إجماع أهل السنة كعدم قتل المرتد إلا في حالة حمل السلاح، والقول بإيمان أهل الكتاب، واستثمار نظرية المصلحة، واستخدام مصطلح القياس الواسع، والقول بشعبية الاجتهاد.
(8) مؤلفاته
للدكتور الترابي العديد من الكتب المطبوعة ومقالات كثيرة ومحاضرات شتى ومن بين كتبه: قضايا الوحدة والحرية 1980، تجديد أصول الفقه 1981، تجديد الفكر الإسلامي 1982، الأشكال الناظمة لدولة إسلامية معاصرة 1982، تجديد الدين 1984، منهجية التشريع 1987، المصطلحات السياسية في الإسلام، 2000.