“اتهام باطل.. وهروب من الأزمات.. وإرضاءً لإسرائيل”، كلمات لخصت آراء عدد من الخبراء والإعلاميين والكتاب، تجاه إعلان وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبدالغفار، اليوم الأحد، أن التحقيقات في عملية اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، أظهرت أنها ضمن “مؤامرة كبرى” من جماعة الإخوان المسلمين بالتعاون مع حركة “حماس”، لزعزعة استقرار الدولة.
جاء ذلك عقب إعلان النيابة العامة أنها أمرت بحبس ستة أشخاص ينتمون لجماعة الإخوان لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات لصلتهم باغتيال بركات، الذي لقي مصرعه في تفجير استهدف موكبه في يونيو عام 2015م.
ونفى القيادي بحركة حماس سامي أبوزهري، مساء اليوم الأحد، اتهامات وزارة الداخلية المصرية لحركة “حماس” بالتورط في اغتيال النائب العام السابق هشام بركات.
ورفض أبوزهري، في تصريحات صحفية، زج الفصائل الفلسطينية في الخلافات المصرية الداخلية، مشيرًا إلى أن “الاتهامات المصرية، لا أساس لها من الصحة، وأنها لا تنسجم مع الجهود المبذولة لتطوير العلاقات بين حماس ومصر”.
وأعلن المستشار وليد شرابي المتحدث باسم قضاة من أجل مصر، أن اتهام الإخوان المسلمين وحركة “حماس” باغتيال النائب السابق هشام بركات، يُمهد للكثير من القرارات السياسية والقضائية.
وكتب شرابي عبر تغريدة على حسابه الشخصي، بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “توقيت إعلان مسؤولية الإخوان المسلمين وحركة “حماس” عن اغتيال هشام بركات، ليس عشوائيًا، ويُمهد للكثير من القرارات السياسية والقضائية القادمة قريبًا”.
ورأى الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط فراس أبوهلال، أن اتهامات الداخلية ترمي إلى تشويه صورة “حماس” لإرضاء إسرائيل.
واعتبر الإعلامي أسامة جاويش، اتهام وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار، لجماعة الإخوان غباء منهم مضيفًا “الداخلية لا دين لهم”.
وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “وزير الداخلية الفاشل بيعلن مسؤولية الإخوان عن مقتل هشام بركات، طيب بالنسبة لضابط الصاعقة راح فين؟ فعلاً الغباء”.
أما الإعلامية نادية أبوالمجد، فأطلقت سلسلة من التغريدات على حسابها الشخصي، بموقع التدوين المصغر “تويتر”، استنكرت خلالها إعلان وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار مسؤولية جماعة الإخوان عن اغتيال النائب العام السابق هشام بركات.
وكتبت “بعد ٨ شهور من اغتيال النائب العام هشام بركات، وزير الداخلية المصري يتهم جماعة الإخوان في مصر، مفاجأة رهيبة الاتهام ده ما يصحش كده”.
وأضافت أبوالمجد: “للمرة المليون لا يجوز اتهام الخصوم السياسيين، سواء كانوا جماعات أو أحزابا أو دولا بالإرهاب دون دليل، ما يصحش كده”.
وتابعت: “وات أبوت (What about- ماذا عن) إعلانهم أنهم كانوا قضوا على الإخوان في مصر بعد “الانقلاب”، وبعد التفويض، والمجازر التي قتل فيها آلاف، غير عشرات الآلاف المعتقلين مصر”، مضيفة: “وات أبوت السيسي”.
كما استنكر الدكتور علي القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، تصريحات وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار، الذي يتهم فيها حركة “حماس” بالمشاركة والتخطيط في حادث اغتيال النائب العام المصري هشام بركات.
وقال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في تغريدة نشرها عبر صفحته الشخصية بـ”تويتر”: “وزير داخلية الانقلاب يتهم حماس بالضلوع في اغتيال النائب العام هشام بركات! لم تَبقَ تهمة لم يلصقوها بحماس للهروب من أزماتهم الداخلية!”.
وتابع في تغريدة أخرى: “أخشى أن يكون اتهام حماس بالضلوع في اغتيال النائب العام، بداية لحملة اغتيالات داخلية يصفي فيها الانقلابيون بعضهم بعضًا، ثم يلصقون التهمة بحماس!”، كما ورد بنص التغريدة.
وشكك الباحث في الشأن القومي العربي محمد سيف الدولة، في كون اغتيال النائب العام جريمة إرهابية تستوجب إيقاع العقاب على مرتكبيها.
وكتب سيف الدولة عبر منشور له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “ستظل أي اعترافات مطعون على مصداقيتها، إلى أن يثبت أنها لم تتم تحت التعذيب، خاصة أن للداخلية على امتداد عقود طويلة سجلا عامرا في القضايا الملفقة التي قامت على اعترافات باطلة انتُزِعت تحت التعذيب”.
كما استبعد الباحث في الشأن القومي العربي تورط أي أطراف من “حماس” في هذه العملية، وبرر ذلك بقوله “لعدة أسباب، على رأسها أنه لم يثبت عليها من قبل، أو أي من فصائل المقاومة الفلسطينية، أي أعمال مماثلة ضد مصر، أو أي أنظمة، أو أطراف عربية، فبنادقها لم توجه أبدًا إلا للعدو الصهيوني، كما أن ليس لهم أي مصلحة في التورط مع السلطات المصرية، التي تتحكم فى شرايين حياة غزة من خلال المعبر، وأتمنى أن لا تكون في هذه الاتهامات تمهيدًا للقيام بأي عمليات عسكرية في غزة، لن تخدم سوى إسرائيل”.
وحول الفيديو الذي قدمته الداخلية، رأى “أن كثيرين لن يصدقوا ما ورد في الفيديو والاعترافات، فتجربتهم لا تبشر بخير، مع ما يصدر من الشرطة من تحقيقات واعتقالات واتهامات للأبرياء، أو من بيانات نفي وإنكار للاعتداءات والتجاوزات التي يقوم بها رجالهم”.
وأعرب النائب الكويتي السابق وليد الطبطبائي عن استيائه من اتهام الداخلية المصرية لحماس باغتيال النائب العام السابق هشام بركات.
وأكد الطبطبائي خلال تغريدة على حسابه بموقع “تويتر” أن حماس لا تمارس سوى مقاومة شريفة للمحتل الصهيوني.
واعتبر الكاتب الفلسطيني أن اتهام الإخوان وحماس باغتيال هشام بركات مستوى غير مسبوق من السخف.
وتوقع الزعاترة عبر تغريدة على حسابه بموقع “تويتر” أن هناك أهدافا أخرى تكمن وراء الاتهام.