تراجع زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، عن قراره الذي أصدره الأربعاء الماضي، بإبعاد التظاهرات عن المنطقة الخضراء، داعيا أتباعه إلى “انتفاضة” على مداخل المنطقة من خلال تنظيم اعتصام مفتوح ونصب خيام.
وقال الصدر، في بيان نقلته وكالات أنباء، اليوم السبت، “إن على كل عراقي شريف محب للإصلاح بل محب للعراق والعراقيين أن ينتفض لبدء مرحلة جديدة من الاحتجاجات السلمية والشعبية”.
وأضاف: “لتبدأ مرحلة جديدة تقومون بها بالاعتصام أمام بوابات المنطقة الخضراء حتى انتهاء المدة المقررة، أعني الـ 45 يومًا”، كما دعا المتظاهرين إلى “الرجوع في تنظيم الاعتصام إلى اللجنة المنظمة له وليبدأ يوم الجمعة المقبل”.
وسبق أن منح الصدر في 12 فبراير الماضي رئيس الوزراء العبادي، 45 يومًا لتشكيل “حكومة تكنوقراط” بعيدة عن الميول الحزبية، وهدد الأربعاء الماضي باقتحام المنطقة الخضراء بعد انتهاء المهلة.
وقرر الصدر، الأربعاء، إلغاء الاحتجاجات على أبواب المنطقة الخضراء، وإقامتها في ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد، لـ”منح رئيس الوزراء حيدر العبادي، فرصة لإجراء إصلاح شامل في العملية السياسية”.
وينتمي مقتدى الصدر إلى عائلة معروفة برجال الدين، ونال شهرة بتزعمه الميليشيات الشيعية التي قاتلت القوات الأميركية، عقب غزو العراق عام 2003.
وكان العبادي قد دعا إلى “ثورة حقيقية” ضد الفساد، تبدأ بأعلى “رأس فساد” في الدولة مهما كان منصبه أو حزبه، واجتمع مع القضاة، وتعهد بإعطائهم الدعم والحماية اللازمة للقيام بعملهم في محاربة الفساد وملاحقة المفسدين.
وتصاعدت الاحتجاجات الشعبية في الفترة الأخيرة ضد سوء الخدمات والفساد المستشري في مرافق الدولة، وكان آخر الاحتجاجات في بغداد جرى قرب أسوار المنطقة الخضراء المحصنة، وشارك فيه مئات الآلاف.