بات مشهد خلو محلات صرف السلع التموينية من الزبائن معتادًا في محافظة المنوفية؛ بسبب نقص السلع الأساسية وخاصة الزيت؛ حيث عاشت شبكة “رصد” مع إحدى المواطنات بالمنوفية رحلة البحث عن التموين.
في منتصف كل شهر، تتوجه ربة المنزل “شيرين علي صابر” إلى محل صرف السلع التموينية بمدينة السادات لصرف السلع التموينية المخصصة لها ولأفراد أسرتها المكونة من 5 أفراد، وبسؤالها عن سبب تأخرها إلى منتصف الشهر، قالت: “بستنى لنص الشهر علشان الزيت يكون موجود لأني باجي أول الشهر والبقال كل مرة يقول استنوا لنص الشهر يمكن ييجي وبنستنى ومش بييجي وبنضطر ناخد بداله أي سلعة تانية علشان ميروحش علينا حقنا في السلعة”.
وأخيرًا وصلنا أمام محل صرف السلع التموينية بالمنطقة الثامنة وقبل أن تخرج “شيرين” البطاقة التموينية الخاصة بها، فوجئت بالبقال يباغتها بقوله: “الزيت مش موجود، عندي مكرونة وجبنة”، فترد إحدى السيدات على البائع بسؤال: “هو الزيت هييجي إمتى؟” ليرد عليها البقال: “مالوش ميعاد ممكن ييجي وممكن ما يجيش أصلًا زي كل شهر”.
وهنا تفاوضت شيرين مع قريناتها من الزبائن اللاتي يتتظرن، فمنهن من تفضل الانتظار إلى آخر الشهر، ومنهن من تحصل على نصيب أسرتها من السلع الموجودة من جبنة ومكرونة فقط خوفًا من فوات الشهر وضياع التموين عليهن، وفضلت شيرين الذهاب إلى بقال آخر لعلها تجد مبتغاها وبعد وصولها إليه لمحت من بعيد أكياسًا من الأرز فهرولت مسرعة نحو البقال والدهشة تعلو وجهها تسأله: “هو فيه رز”، فأجابها بنعم، مضيفًا “بس بدال الزيت علشان الزيت مش جاي” فأسرعت قائلة: اصرفلي رز وسكر وأمري لله مادام مافيش حاجة خالص”.
وأخذت “شيرين” في صرف نصيبها وأسرتها من السلع لتفاجأ بأن الأرز المصروف تاريخ إنتاجه شهر إبريل 2016 ونحن ما زلنا في 12 مارس 2016 ولكنها أخذته ودون تعليق حتى ولو كان منتهي الصلاحية ومعادًا كتابة تاريخ الإنتاج عليه بالخطأ.