رأى تامر وجيه، الناشط الاشتراكي، أن تصريح وزير العدل، أحمد الزند، الذي وصف بأنه مسيء للرسول، صلى الله عليه وسلم، ليس له دلالة إلا “بحالة الهيجان التي تلته”؛ إذ إنه أجبره للمرة الأولى على الاعتذار.
وقال المستشار أحمد الزند، خلال استضافته في برنامج “نظرة” الذي يقدمه الصحفي حمدي رزق، ويذاع على فضائية “صدى البلد”: “أي حد أخطأ هيتسجن حتى لو النبي عليه الصلاة والسلام.. أستغفر الله العظيم.. المخطئ هيتحاسب، أيًا كان صفته إيه”.
وتراجع، أمس السبت، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “العاشرة مساءً” المذاع على فضائية “دريم”، قائلًا: “أنا باعتذر عن التصريحات التي بدرت مني، وأتمنى من الجميع أن يقبل اعتذاري، ومن منا لا يُخطئ”.
وأوضح “وجيه”، “المعنى من وجهة نظري أن تصريح الزند هذا، على خلاف مواقفه السابقة، أغضب (أو على الأقل ضايق) القاعدة الاجتماعية اللي هو نفسه بيستند إليها، فبعد أن كان الرجل يُغضب الثوريين والتقدميين والمعارضين، أتى تصريحه هذا ليُغضب الموالين (أو ليضعف قدرتهم على التبرير والدفاع)، والموالين في حالة الزند هم القلب الصلب للدولة: رجال (رجال وليس نساء) القضاء والجيش والمخابرات والبيروقراطية العليا للدولة”.
وأضاف “وجيه” موضحًا صفات تلك الفئة “الرجال المسلمين المؤمنين المحافظين الذين يصلون الفرض في وقته، ويلتقون في مساجد البرجوازية أيام الجمع، ويتزوجون نساء يلبسون الحجاب ويرفضون النقاب، ويمارسون التزلف للرؤساء والقهر للمرؤوسين، ويتربحون من مناصبهم، ويذهبون إلى نوادي الطبقة الوسطى العليا، ويتنفسون الفساد كتقليد روتيني، ويشعرون بأنهم أسياد الشعب، ويظنون أنهم يفهمون أكثر من غيرهم، ورغم تدينهم العميق لا يرون غضاضة في القهر والقتل والإفساد والسباب، يحبون الله ورسوله ولا يطيقون السلوك المتحرر، ولكنهم يعشقون الدنيا وملذاتها، بما فيها النساء الجميلات اللاتي يرونهن محظيات بطريقة أو بأخرى”.
وتابع: “هذه الطبقة من رجال الدولة تحشد وراءها حثالة اجتماعية متنوعة، من إعلاميين إلى فنانين إلى كتاب وصحفيين، تمارس التهييج الشعبي بغرض إيقاظ المشاعر الرجعية لدى قطاعات متأخرة من الشعب. فلما ضغط الزند على الجرح، وتحدث بما لا يليق عن النبي، ووجه بعاصفة من النقد”.
وأشار إلى أنه بغض النظر عما إذا كان سيُقبل اعتذار الزند أم لا، تبقى الدلالة: “محافظة القلب الصلب للدولة ليست فقط أداة يستخدمها هؤلاء لتحقيق المصالح، بل كذلك تكوين عقلي نفسي متجذّر. هي طريقة إدراك وإحساس بالدنيا تشمل النص مليون شخص (مثلا) الذين يحتلون مواقع نخبة الدولة في كل المجالات (ضباط شرطة وجيش ومخابرات، قضاة ووكلاء نيابة، بيروقراطية عليا… سابقون وحاليون)”.
وأكمل موضحًا: “الناس دي دماغها واضحة جدًا: البلد دي بتاعتنا، إحنا اللي نعرف نمشيها، وهي ماشية كدة، وكله بالمصالح والتسليك، ومفيش مناقشة، واللي يخالفنا نديله بالجزمة، واللي يحاول يشاركنا نفضحه ولا نهرسه، والناس كلها حشرات، بالذات العيال اللي شعرها نازل على كتافها، والزبالة اللي عايشين في العشوائيات، دول ودول لازم يتربوا. وبالتالي فاحنا مؤمنين بإن الصغير لازم يبقى عبد للكبير، سواء الكبير في السن أو المقام أو الوظيفة، والدين بالنسبة لنا تفسيره سلطوي تسلطي محافظ.. الدين لا يمس، لأن إحنا كمان لا نمس..ده بالضبط اللي الزند هزه، وده بالضبط سبب رعبه والهوس ضده”.