طريقة “الشحاتة السياحية” ابتكار جديد لوزير السياحة المصري هشام زعزوع في بورصة برلين الدولية بألمانيا، حيث يصرّ الوزير على مفاجأة المصريين بنظرياته المثيرة للجدل لجذب السياح إلى مصر.
آخر ما لجأ إليه الوزير عندما طالب الشركات السياحية الغربية بإعادة السياح حتى لا يجوع عمال القطاع السياحي. ولم تكن هذه هي المرة الأولى، فقد سبق للوزير أن عرض نظريته المسماة “سد الخرم” من أجل النهوض بالقطاع السياحي.
وزير السياحة المصري هشام زعزوع عرف بالنظرية الشهيرة لحلّ أزمة السياحة وهي “سدّ الخرم” على حد قوله، تعبيراً عن سد الفجوة بين متطلبات السائحين وإمكانيات مصر، حيث قال: هناك اتصالات قوية معهم ولا أتحدث عن السياسة، والمثل بيقول “خليك مع الكداب لباب الدار” أنت زعلان من إيه وقلقان من إيه وأسدلك الخرم!
اللافت أن الوزير صاحب الأزمة تمت إقالته أثناء مشاركته ببورصة برلين العام الماضي إثر اتهامات له بالتقصير والفشل في التسويق للمنتج السياحي المصري، ثم عاد إلى منصبه مع تغيير الحكومة الأخير، من دون الإعلان عن أسباب الإقالة، أو حيثيات العودة.
وتتعرّض السياحة المصرية منذ 5 سنوات لأزمة خانقة بسبب الارتباك السياسي والقصور الأمني، وتعرّضت مصر لعدة أزمات أثرت سلباً على السياحة، إلا أن نهج وزير السياحة هشام زعزوع مستمر وثابت الخطى في الفشل.. لذا نسلط الضوء على أبرز مواقف أكدت فشل رحلته لبرلين:
(1) سقوط الطائرة الروسية
أزمة سقوط الطائرة الروسية في سيناء، مما أثر على السياحة بشكل ملحوظ، فتراجعت أعداد السائحين بشكل غير مسبوق.
وأشار هشام زعزوع، وزير السياحة، خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش مشاركته بمعرض برلين السياحي، إلى أن خسائر القطاع السياحي منذ سقوط الطائرة الروسية بسيناء أواخر أكتوبر الماضي، تقدر بنحو 2.2 مليار جنيه شهريا.
ولم تقف تصريحاته الفذة عند هذا الحد، بل أكد أن الحكومة خصصت نحو 250 مليونا لتأمين المطارات والتعاقد مع شركة (كنترول ريسكس) البريطانية؛ لمراجعة إجراءات تأمين المطار، وتقديم التوصيات للحكومة لإنفاذها”.
وأوضح الكاتب هشام عبد العزيز، في مقال منشور له، أن تولي الشركة البريطانية للاستشارات الأمنية، تأمين المطارات مكنها أن تكشف كافة نقاط الضعف والسلبيات لتقديمها للحكومة البريطانية على طبق من ذهب.
كما اعترف رئيس الوزراء شريف إسماعيل في مقابلة تلفزيونية، نهاية الشهر الماضي بأن إيرادات السياحة المصرية تراجعت نحو 1.3 مليار دولار منذ تحطم الطائرة الروسية في سيناء العام الماضي.
(2) الشحاتة السياحية
لجأ وزير السياحة هشام زعزوع خلال مشاركته في بورصة “ITB” السياحية ببرلين، لطريقة “مبتكرة” لإنقاذ السياحة المصرية المنهارة، اعتبرها البعض مسيئةً لمصر، وأحدثت جدلاً جديداً على الساحة.
استعان الوزير بصور للعاملين بالسياحة المصرية وأطفالهم، وخاصة من أبناء مدينة الأقصر للإشارة إلى مدى سوء أوضاعهم المعيشية وتردي حالتهم المادية، لاستعطاف الشركات المشاركة، لوضع مصر على أجنداتها في موسم السياحة القادم، وذلك خلال حفلٍ تم تنظيمه للشركات الألمانية المشاركة في الحدث.
وفي تعليقه على الصور، قال الوزير “إن ما يمدّني بالطاقة كل يوم هو هذا الشاب صاحب الابتسامة الجميلة، والذي يعتمد على السياحة لينفق على عائلته، إذا لم يكن لدينا سياح، فإنه لن يجد ما ينفقه على عائلته”.
(3) أزمة كبيرة بين الوزير والمستثمرين
اجتماع لمناقشة حلول الأزمة، تحول إلى أزمة، هذا ما حدث خلال اجتماع هشام زعزوع، وزير السياحة، مع المستثمرين السياحيين فى أثناء تواجدهم فى ألمانيا لبحث الترويج للسياحة المصرية، إلا أن خطة الوزارة التى عرضها زعزوع إضافة إلى المبلغ المخصص لإنفاقه على الحملة، تسبب فى أزمة كبيرة بين الوزير والمستثمرين.
ووصل الأمر لانسحاب كامل أبو على رجل الأعمال من الاجتماع، واعتبر عرض مصر في جناحها ببورصة برلين للسياحة بأنه لم يأتِ بأي أفكار جديدة، واصفا أفكار وزارة السياحة في جناحها بـ”الفكر العقيم”، مشيرا إلى أن السياحة “تتراجع للوراء”.
مما خلق أزمة جديدة داخل القطاع الذي بدأ العاملون فيه يتحدثون عن فقدان الأمل في حل الأزمة.
(4) الترويج للسياحة بالراقصات
تسببت استعانة الوفد المصري المشارك في بورصة برلين للسياحة، براقصات مصريات، في حالة من الغضب بين صناع السياحة في البلاد.
وطالب عدد من العاملين في قطاع السياحة بالبحر الأحمر، بالتحقيق في واقعة استعانة الوفد السياحي المصري خلال مشاركته في بورصة برلين السياحية العالمية بعدد من الراقصات لجذب انتباه رواد البورصة، وذلك من خلال تأدية وصلات من الرقصات المصرية الشعبية.
واعتبر العاملون هذه الدعاية للمنتج السياحي المصري “نوعا من افتقار الإبداع والتخبط في التخطيط واتخاذ القرار، وإهانة لما تمتلكه مصر من مقومات سياحية”، لافتين إلى أنه كان الأولى الترويج لعودة السياحة بالإجراءات التي تم اتخاذها بالمطارات لتأمين السائحين والطائرات.
(5) هجوم ضد الوزير
شنَّ الإعلامي المصري محمد الدسوقي رشدي على قناة “النهار” هجوماً لاذعاً على الوزير، واستحضر له معاركه الجدلية السابقة، قائلا “حسبي الله ونعم الوكيل فيه، الراجل بدل ما يروح يبيع لهم مناظر ومعالم مصر السياحية رايح يشحت علينا”.
كما أطلقت مؤسسة المجمع السياحي بالغردقة، دعوات لمختلف العاملين بالقطاع السياحي لإقامة وقفة احتجاجية للمطالبة بإقالة وزير السياحة هشام زعزوع، وذلك اعتراضا على واقعة راقصات بورصة برلين.
واستنكرت حملة “مين بيحب مصر” ما فعله وزير السياحة هشام زعزوع، خلال حفلة “الليلة المصرية” ببورصة برلين الدولية بألمانيا، غير حضاري وليس مقبولا، وأقرب للتسول بحجة التسويق للسياحة المصرية استخدامه للحنطور في معرض برلين أسلوب غير حضاري.
وتعد بورصة برلين فرصة حقيقية لتحسين الصورة الذهنية لأسواق السياحة، حيث يعتبر من أهم المعارض السياحية في العالم، ويطلق عليها خبراء السياحة “قمة العالم السياحية”، وتصل مساحة هذا المعرض السياحي الدولي إلى 160 ألف متر مربع؛ حيث يحتشد فيها سنويًا كل الخبراء والمهتمين والمسؤولين عن صناعة السياحة والسفر والفنادق والطيران؛ بهدف الفوز بتعاقدات جديدة في حركة السياحة العالمية، وكذلك بهدف الحوار والمناقشات في مؤتمرات وندوات متعددة حول قضايا ومشكلات السياحة حول العالم.
وتعول مصر على قطاع السياحة في توفير نحو 20% من العملة الصعبة سنوياً. وزيادة إيرادات القطاع إلى نحو 10 ملايين دولار بنهاية العام 2015، إلا أن عاملين بالقطاع يستبعدون ذلك في ظل تفاقم الأزمة.