أدى غلاء الأسعار وارتفاع سعر الذهب إلى ارتفاع معدلات العنوسة لدى الشباب والفتيات في محافظة أسيوط، فوفقًا للإحصائيات الأخيرة، هناك ربع مليون فتاة عانس بالمحافظة؛ نظرًا لارتفاع تكاليف الزواج والتي وصلت في بعض الحالات إلى ربع مليون جنيه.
ويعاني الكثير من الشباب المقبلين على الزواج من ارتفاع تكاليف إتمام مراسم الزواج التي تتباين بين ما تفرضه العادات والتقاليد، وبين ما تطلبه العائلات من شقة مستقلة وذهب وغيرها من مطالب العائلات؛ حيث كان لشبكة “رصد” جولة في الشارع الأسيوطي للوقوف على حجم المشكلة.
وقال محمد سلامة: “لإتمام الزواج لا بد من توافر 270 ألف جنيه؛ حيث تقدمت لفتاة من أسرة بسيطة طلبوا بـ70 ألف جنيه شبكة، وشقة مستقلة بعيدة عن منزل العائلة، وسعر الشقة في الشوارع المتفرعة في أسيوط تخطى الـ150 ألف جنيه، وتكاليف تجهيز الشقة والفرح تتخطى الـ50 ألف جنيه”، موضحًا أن حالته المادية متوسطة ورغم ذلك أصبحت تكاليف الزواج للمقتدرين فقط مع تضييق المطالب من قبل أسر الفتيات.
وأوضح محمود علاء، 27 سنة، من أبناء مدينة ديروط، أن “تكاليف الزواج في مركز ديروط لها طبيعة خاصة؛ فتكاليف الزواج للشاب متوسط الدخل تتخطى 120 ألف جنيه، فعادة ديروط شراء الشبكة بـ60 ألف جنيه على الأقل، ناهيك عن تكاليف تجهيز الشقة وتجهيزات الفرح”، متابعًا: “مطالب العائلات عجزت الشباب”، مطالبًا بضرورة الدعم الإعلامي وتسليط الضوء على ضرورة تسهيلات الزواج للحد من العنوسة والانحراف.
وأشار سيد سلمان، 24 سنة، إلى أنه يعمل مدرسًا براتب 1100 جنيه شهريًا، وعندما ذهب لفتاة للزواج منها كانت المطالب فوق الخيال، قائلًا: “لم تقدر أسرة الفتاة دخلي المادي وأسرتي البسيطة رغم أن الفتاة من أسرة بسيطة ولكن أصحبت العادات والتقاليد والمطالب لا تفرق بين غني وفقير، ويبقى الشباب ضحية مطالب العائلات والعادات والتقاليد”.
ولفت شاب بمركز منفلوط، 29 سنة، إلى أنه يعمل موظفًا بالمحليات براتب 1200 جنيه، ويعمل في أكثر من مشروع لسد حاجته، وليصل دخله الشهرى 2500 جنيه، ومع ذلك لم يستطع الزواج حتى الآن، قائلًا: “تكاليف الزواج أصبحت للمقتدرين، وأصبح الزواج مثل الحج لمن استطاع إليه سبيلًا”، مطالبًا بضرورة زيادة المرتبات وتوعية الأهالي بضرورة التساهل مع الشباب في الشروط المادية للزواج للحد من العنوسة والانحراف.