تعاني محافظة المنيا في ذكرى عيدها القومي، من خمس مشاكل أساسية، ورغم استغاثات الأهالي المتكررة فإن الاستجابة من قبل المسؤولين لا تزال معدومة حتى الآن، ونستعرض في هذا التقرير تلك المعاناة.
كارثة مصرف المحيط
تجد مأساة قرية “تله” في كل صباح بمحافظة المنيا، بإلقاء 60 ألف متر مكعب من محطة مياه الصرف الصحي في مصرف “المحيط”، الذي يلقي بهذه المخلفات في مجرى نهر النيل، عند قرية إطسا بمركز سمالوط، بينما لا يستطيع أحدٌ من المسؤولين وقف هذه الكارثة، حيث يعني توقف المحطة عن العمل وغرق مدينة المنيا بالكامل في مياه الصرف الصحي.
وأكد الأهالي أن القرية بأكملها تعيش لأكثر من 20 عامًا على رائحة الصرف، وتعاني من الأمراض والأوبئة والتلوث والحشرات والثعابين، وأنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى منذ عشرين عامًا، ولكن دون استجابة.
جدير بالذكر أن المحافظة يوجد بها 11 محطة معالجة، من بينها 4 محطات تصرف على “مصرف المحيط” مباشرة، و6 محطات تصرف على مصارف فرعية، وكذلك محطة واحدة تصرف على الطريق الصحراوي الشرقي بالمنيا الجديدة، وأن جميع العينات الخاصة بمخلفات المحطات مطابقة، عدا محطة صرف المنيا بطاقة 40 ألف متر مكعب تقوم بصرف 60 ألف متر مكعب، وعلى الرغم من تعدد الشكاوى لا يوجد تحرك حتى الآن.
سرقة الآثار
في الوقت الذي تمتلك فيه محافظة المنيا ما يقرب من ثلث آثار مصر، وتضم 35 منطقة أثرية متنوعة ما بين فرعونية وإسلامية وقبطية ورومانية، إلا أنها تعاني عدم وجود خطة حقيقية للنهوض بالسياحة، وتطوير المناطق الأثرية.
وأدى الإهمال الجسيم وتجارة الآثار وعدم ترميم الآثار وتركها لعوامل التعرية، إلى انهيار تام بالسياحة في المحافظة، ووفقًا للإحصائيات، فقد بلغت التعديات بمنطقة مثل البهنسا إلى 50 حالة، معظمها تعديات بالزراعة أو إنشاء جبانات للموتى “قبور”.
أما منطقة “أنطونيوبوليس” بملوي والتي تحوي آثارًا قبطية ورومانية، فقد تحولت إلى متحف مفتوح للسرقة والتنقيب على أيدي الأطفال وأهالي القرية أنفسهم، بجانب مئات حالات التعدي بالبناء والحفر والتنقيب والزراعة بجميع المناطق الأثرية بالمحافظة.
معديات “التوابيت”
تعتبر المنيا ثاني محافظات الجمهورية استخدامًا للمعديات النيلية بعد محافظة أسيوط، حيث يوجد بها 178 معدية، منها 32 حكومية، و146 معدية ملك الأهالي، وعدد المعديات المرخصة “رخص سارية” 127 معدية، والمنتهية التراخيص 51 معدية.
كما تعد المنيا من أكثر المحافظات التي شهدت العديد من حوادث المعديات، كان آخرها ما شهده مركز سمالوط، في منتصف العام الماضي، بغرق معدية أسفر عن غرق ما يقرب من 50 شخصًا، بجانب عشرات الحوادث التي تتكرر ويتقدم الأهالي بالشكاوي دون أي تحرك من المسؤولين.
مزلقان الموت
“مزلقان الموت” هكذا يُعرف مزلقان السكة الحديد بمنطقة الحبشي، بمحافظة المنيا بين الأهالي؛ لكثرة حوادثه وارتفاع معدل الوفيات تحت عجلات القطار، أو بسبب خروج القطار عن القضبان، أو غيرها من أوجه الإهمال الجسيمة.
ولا تزال جميع الحلول غير قائمه، حتى بعد قيام هيئة السكة الحديد ببناء بلوك جديد بدلاً من البلوك القديم الموجود من أيام الاحتلال الإنجليزي؛ حيث تم بناء البلوك الجديد دون تشغيله حتى الآن، وذلك منذ منتصف العام الماضي، حيث توقفت أعمال التطوير وظل البلوك القديم يعمل كما هو.
تناقص الرقعة الزراعية
أصبحت كلمة “كردون مباني” هي الكلمة المنتظرة والمأمولة لدى أغلب الفلاحين وأصحاب الأراضي الزراعية بمحافظة المنيا؛ لمضاعفة ثمن أي قطعة أرض، تمهيدًا لتحويلها من قطعة زراعية لسكنية، فبجانب التعديات الصارخة والواضحة على الأراضي الزراعية من موظفي ومسؤولي الوحدات المحلية والمجالس القروية دون تحرك منهم، وغضهم الطرف بل تسهيلهم إتمام تلك التعديات، بات الإعلان عن دخول قطع زراعية عدة لما يسمى بـ”كردون المباني” عملاً جديدًا لأصحاب الأراضي وخطرًا شديدًا يهدد المساحات الخضراء، وقنبلة موقوتة يتغاضى عنها المسؤولون.