أثار ترشيح الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، رئيس حزب مصر القوية، كبديل للسيسي بعد انتهاء فترة ولايته، الجدل حول مدى قبوله شعبيا، ونستعرض لكم في هذا التقرير نقاط قوة وضعف أبوالفتوح.
نقاط تضعف موقفه أمام القوى الثورية
أحداث 30 يونيو
يعتبر موقف أبوالفتوح المؤيد لأحداث 30 يونيو أهم النقاط التي تسببت في نقص شعبيته، حيث انضم لقائمة داعمي العسكر حينها، وهو ما جعله مؤيد ضمنيا للتيار السياسي الغالب في البلاد، والذي سار في اتجاه دعم النظام الجديد الذي كان للتو قد بدأت ملامحه في التشكل.
الغموض السياسي
أبوالفتوح اشتهر بالغموض؛ وإطلاق تصريحات متناقضة لأفعاله؛ حيث يُعتبر أول الداعين لتظاهرات 30 يونيو، إلا أنه رفض ما وصفه بـ”انقلاب 3 يوليو” والذي نص على عزل محمد مرسي، وإقرار خارطة طريق مستقبل، تبدأ بتعديل الدستور وانتخابات رئاسية مبكرة وإجراء انتخابات برلمانية.
كما تناقضت تصريحاته حول تقييم أداء عبدالفتاح السيسي، والذي اعتبره جيدا أحيانا وقمعيا في أوقات أخرى.
خلفية إخوانية
تعتبر التيارات اليسارية والعلمانية والسلفية أبوالفتوح بأنه لا يزال يفكر بعقلية جماعة الإخوان المسلمين؛ لأنه كان قياديا بارزا بهذه الجماعة.
وكانت التصريحات التي أطلقتها قيادات حزبه خلال الفترات الماضية بأنهم لا يمانعون عودة الإخوان من جديد إلى المشهد السياسي، وإطلاق مبادرة بين الإخوان والدولة، له في هجوم عليه.
نقاط القوة
رفضه مذبحة رابعة
“يوم أسود في تاريخ مصر الحديث”، هكذا وصف أبوالفتوح مذبحة فض اعتصامي “رابعة” في مدينة نصر و”النهضة” في الجيزة، ولا يزال رئيس حزب مصر القوية يدين النظام بهذه الجريمة.
دعمه النشطاء
يدعم أبوالفتوح مطالب النشطاء السياسيين في تظاهراتهم التي تطالب بإخلاء سبيل المعتقلين سواء صحفيين أو سياسيين، كما أنه أدان استخدم قوات الأمن للقوة المفرطة لفض التظاهرات.
عقب انتحار الناشطة زينب المهدي، والتي كانت إحدى أعضاء حزبه، واستقالت مع إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية، عقب أبوالفتوح بعد مرور 5 أيام على الحادثة، برسالة عنوانها “رسالة إلى كل زينب”، طالب فيها المحبطين بـ”مواصلة معركة التغيير، وعدم الانسحاب من أرض المعركة بالانتحار أو الاختفاء”.
ودعا إلى استمرار التظاهر ومواجهة ما وصفه بـ”العنف القمعي” تجاه القوى السياسة، والحفاظ على مكتسبات ثورة يناير، وذلك خلال كلمته بمناسبة الذكرى الرابعة للثورة.
رفضه الحكم العسكري
في أحد مؤتمراته، رفع أنصاره هتافات مناهضة للدولة والمؤسسة العسكرية “يسقط يسقط حكم العسكر”، ومن أحد أصحاب دعوات الدولة المدنية وعودة الجيش إلى ثكناته وأبعاده عن الحكم.
3 دول تشكل غطاء دوليا لأبوالفتوح
يقول الدكتور حازم حسني أستاذ العلوم السياسية، إن النظام العسكري لن يسمح لأي شخص عارضهم بأن يكون بديلا للسيسي، فالبديل يأتي وفقا لرغباتهم وخططهم.
وأضاف حسني أنه في كل الحالات فإن أبوالفتوح تدور أحاديث المراقبين والمتابعين للمجال السياسي العام في مصر، حول تمتعه بغطاء من ثلاث دول وهي قطر وتركيا والسعودية، إلا أن تركيا هي الدولة الأقرب لأبوالفتوح؛ لأن توجهاته متوافقة مع حزب العدالة والتنمية التركي بشكل كبير، حتى وصفه مؤيدوه بأنه “أردوغان مصر”.
وأشار حسني إلى أنه ما دام دعمته تركيا فستدعمه قطر باعتبارهما شريكتين على المستوى الاقتصادي والسياسي والعسكري، فكلاهما يسلك طريقا واحدا في المنطقة العربية.
أما بالنسبة للسعودية فقد استبعد حسني من وجهة نظره بقوة فرضية أن السعودية تصلح كغطاء لأبوالفتوح؛ لأنها في النهاية تحتاج لمصر كوقود حربي وداعم عسكري لعملياتها المستقبلية في المنطقة، لذلك فإنها ستفضل قائدا عسكريا عن زعيم مدني.
وقال الدكتور ناجح إبراهيم القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، إن تركيا هي الدولة الأولى التي يعتمد عليها أبوالفتوح، وستكون الغطاء الدولي العالمي له أمام العالم، وستدعمه من خلال حملات دبلوماسية في العديد من المحافل الدولية، وسيكون أبو الفتوح جزءا من السياسة التركية، حيث إنه مولع بهذه التجربة الناجحة.
وأكد إبراهيم في تصريح لـ”رصد” أن أبوالفتوح يحاول أن يجمع بين الليبرالية والإسلامية، فهو يرى نفسه نسخة من أردوغان في مصر، ودائما ما يمدح في سياساتهم.