اتهم الملك الأردني عبد الله الثاني تركيا باستغلال أزمة اللاجئين لإرسال الإرهابيين إلى أوروبا من أجل تحقيق مصالحها، قائلا: “الحقيقة أن تدفق الإرهابيين إلى أوروبا هو جزء من السياسة التركية، فهو من ناحية صفعة، ومن الناحية الأخرى محاولة للخروج من الورطة”.
وقال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني: إنه حصل على تفاصيل اجتماع خاص في واشنطن ضم الملك عبد الله الثاني وعددا من أعضاء الكونجرس الأميركي، بمن فيهم السيناتور جون ماكين؛ حيث اتهم الملك أنقرة بأنها ترسل الإرهابيين إلى أوروبا، كما أنه قال إن أزمة اللاجئين التي تعاني منها القارة الأوروبية ليست من قبيل المصادفة.
وخلال اللقاء الذي نشرت تفاصيله “ميدل إيست آي” سأل أحد أعضاء الكونجرس الملك الأردني: “هل صحيح أن تنظيم الدولة كان يُصدر النفط إلى تركيا؟”، رد الملك قائلا: “بالتأكيد”، وأشار الموقع، إلى أن الملك الأردني عرض تركيا على أنها جزء من التحديات الاستراتيجية الدولية التي تواجه العالم في الوقت الراهن.
وأضاف الملك الأردني -في حديثه الخاص أمام السياسيين الأميركيين- أن “تركيا لا تقدم فقط الدعم للمجموعات المسلحة في سوريا، وإنما أيضًا تسمح للمقاتلين الأجانب بالمرور إلى هناك، كما أنها تقدم المساعدة للميليشيات الإسلامية في كل من الصومال وليبيا”.
وتابع: “التطرف يتم تصنيعه في تركيا”، ثم سأل الملك المسؤولين الأميركيين: “لماذا يقوم الأتراك بتدريب المقاتلين الصوماليين؟”، داعيًا الأميركيين إلى أن يسألوا رؤساء كل من ألبانيا وكوسوفو عن الأتراك؛ حيث قال إن البلدين يتوسلان لأوروبا لضمهما قبل أن يضمهما أردوغان.
وبحسب المعلومات التي يقول موقع “ميدل إيست آي” إنه حصل عليها، فإن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة كان حاضرًا في الاجتماع، وقال إن تركيا فتحت الباب أمام اللاجئين ليتدفقوا على أوروبا ردًا على منعها من إقامة منطقة عازلة على حدودها مع سوريا.
وعلق كل من الملك عبد الله ووزير خارجيته ناصر جودة، على الاتفاق الذي تعهدت بموجبه أوروبا بأن تدفع ثلاثة مليارات دولار لتركيا؛ حيث ردد كل منهما عبارة أن تركيا لديها مليونا لاجئ فقط من أصل 70 مليونًا تعداد سكان البلاد، أما مشكلة اللاجئين السوريين في الأردن فهي أكبر بكثير مما هي عليه في تركيا بالنسبة لعدد السكان.
ورفضت الحكومة التركية التعليق رسميًا على هذه التصريحات التي أدلى بها الملك الأردني في واشنطن، إلا أن مسؤولًا رفيع المستوى في أنقرة قال للموقع إن “الملك عبد الله تحول إلى ناطق باسم بشار الأسد”، بحسب الموقع البريطاني.
وأضاف المصدر أن تركيا هي التي تخوض صراعًا مريرًا ضد “تنظيم الدولة”، والتفجيرات حدثت في تركيا وليس الأردن، ولذلك فإن ادعاءات الملك الأردني غير المستندة للحقيقة مرفوضة بالمطلق.
وتابع بأن “هذه الادعاءات ليست الأولى التي توجه لتركيا، وهي الادعاءات ذاتها التي ينشرها نظام الأسد”، واعتبر أنه “كان من الأفضل لمصالح الأردن والمنطقة، لو أن الأردن كصديق لتركيا عمل بتعاون استراتيجي مع قوة إقليمية استراتيجية كتركيا، بدلاً من أن يصبح ناطقًا باسم الأسد”.