قال محمد عصمت سيف الدولة، الباحث العربي والناشط السياسي، إن الحديث عن حركة 6 إبريل، اليوم في ذكرى تأسيسها، بينما يقبع عدد من شبابها فى السجون، والبقية محاصرة مثلها مثل كل القوى المعارضة للثورة المضادة، لا يحتمل سوى التحية والدعوة للإفراج عن معتقليها.
وأضاف “سيف الدولة” -في تصريح خاص لـ”رصد”- أنه لو كنّا في ظروف أخرى، فكان يمكن أن نحلل ونناقش العديد من النقاط التي ارتبطت بنشأة الحركة وطبيعتها وتطوراتها ومواقفها، مثل أنها حركة شبابية تعكس في برامجها وأفكارها، نوعية الأولويات السياسية لدى قطاع كبير من الجيل الجديد، الذي يركز ويقدس، عن حق، قضية الحريات ويضعها على رأس أولوياته، ولكنه في الوقت ذاته يتجاهل عشرات القضايا الأخرى التي كانت على الدوام من ثوابت الحركة الوطنية المصرية، مثل التبعية الأميركية والصراع العربي الصهيوني وكامب ديفيد ورفض النموذج الرأسمالي في الاقتصاد والتنمية.
وأوضح “سيف الدولة” أنه وللأسف لم تكن 6 إبريل تمثل في ذلك استثناءً عن الآخرين، فلقد حذى حذوها عديد من القوى والتيارات قبل الثورة وبعدها، ما أسفر عن ان تخرج ثورة يناير ثورة منزوعة الدسم في مواقفها من هذه القضايا الجوهرية، والتي في تصوري كان فيها مقتل الثورة؛ لأن السيسي والثورة المضادة قايضوا حقوق الإنسان وحريات المصريين ومعايشهم في صفقاتهم الجديدة مع المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، بأمن إسرائيل والتحالف بالتبعية العسكرية مع الأميركان، وتنفيذ شروط وروشتات البنك وصندوق النقد الدوليين لإفقار المصريين.
ويرى “سيف الدولة” أن الحركة وقعت في الخطأ الكبير ذاته الذي وقع فيه الكثيرون؛ حيث استطاع النظام والثورة المضادة في توظيف غضبهم المشروع على حكم الإخوان في اتجاه القضاء على الثورة ومكتسباتها في مجال الديمقراطية والحريات، وإعادة إنتاج نظام مبارك مرة أخرى، مشيرًا إلى أنه من ناحية أخرى استطاعت أن تنمو مستقلة عن كل الأحزاب والتنظيمات والتشكيلات السياسية التقليدية من الإسلاميين والاشتراكيين والقوميين والناصريين، وهذا يحسب لها ولمثيلاتها.
وتابع: أن جموع شباب الثورة وغالبية حركاتهم، قد نجحوا في صناعة بدائل للقوى والشخصيات السياسية التقليدية الذين اعتدنا أن نطلق عليهم “النخبة”، وأن تقصيهم بالتدريج من خلال مواقفها الأكثر صدقًا وجرأة وثورية وأخلاقية من صدارة المشهد، ليتصدره اليوم أعداد متزايدة من الشخصيات الشبابية المستقلة والواعدة والواعية والأهم من كل ذلك أنها مستقلة عن الدولة والنظام وأجهزتهم التي يدور في فلكها بدرجات متفاوتة غالبية النخب السياسية والفكرية والإعلامية القديمة.
وختم: هذا هو أهم مكسب حصدته الحياة السياسية المصرية في السنوات الماضية رغم كل الهزائم والتعثرات، وهو ميلاد جيل جديد حر ومستقل تمامًا عن النظام، وهو المكسب الذي لا أشك لحظة في أننا سنحصد ثماره وستظهر آثاره في المستقبل القريب.