فوجئ العديد من المستخدمين أمس بإعلان شركة ” فيس بوك ” مالكة تطبيق ” واتس آب ” عن بدء تشفير المحادثات الخاصة بالمُستخدمين بحماية “End-To-end” الموجودة سابقا في خدمة “iMessages ” الخاصة لأجهزة آبل .
وتساءل الكثيرون عن معنى التشفير ومدى الاستفادة منه في حماية الخصوصية؟
معني التشفير
قال موقع واتس آب”: الفكرة بسيطة، حينما ترسل رسالة، فإن الشخص الوحيد الذي يمكنه قراءتها هو الشخص أو المجموعة التي ترسل لها الرسالة، ولا يمكن لأي شخص رؤية محتوى هذه الرسالة، سواء مجرمو إنترنت أو قراصنة أو أنظمة حكم قمعية، ولا حتى نحن.
وأضاف: إن التشفير التام متوفر عندما تستخدم أنت والطرف الذي تراسله أحدث إصدار من التطبيق، وبينت الشركة أنه لا يمكن قراءة محتوى دردشاتك باستثنائك أنت والطرف الآخر الذي تتواصل معه.
وتابع: يُعتبر هذا النوع من التشفير آمنًا للغاية، حيث يتم إنشاء المفاتيح الخاصة بالتشفير بين طرفي المُحادثة بشكل تلقائي، وتكون هذه المفاتح مُخزنة على هواتف المُستخدمين دون أن تمتلك الشركة أو أي جهة أخرى نسخةً عنها، مما يعني أن الرسائل تمر عبر الشبكة بشكل غير مقروء سواء من قِبَل قراصنة الإنترنت أو الحكومات، كما تكون الرسائل مُخزنة بشكلٍ مُشفّر على خدمات “واتس آب” مما يجعلها عصيّة على القراءة حتى بالنسبة للشركة نفسها، وشبّهت الشركة هذا التشفير بأنه أقرب إلى المحادثات الشخصية وجهًا لوجه.
سبب التشفير
من المرجح أن يكون سبب التشفير المواجهات الأخيرة التي جرت بين شركة آبل ومكتب التحقيقات الفيدرالي ، بسبب طلب مكتب التحقيقات الفيدرالي “اف بي آي” من شركة آبل مساعدته في الدخول إلى بيانات هاتف آي فون الذي استخدمه سيد فاروق منفذ هجوم كاليفورنيا الذي وقع في ديسمبر الماضي وأودى بحياة 14 شخصا.
أعلن جار نيو، مهندس الأنظمة في شركة F5 نتوركس المتخصصة في حماية الشبكات، في تصريحات صحفية “تعتبر الميزة الجديدة التي يقدمها تطبيق واتس آب خطوة مهمة على صعيد حماية الخصوصية لا سيما أن قاعدة مستخدمي التطبيق الذين سيستفيدون من هذه الميزة يتجاوز عددهم مليار مستخدم”.
وأضاف: “ستضمن الميزة الجديدة تشفير كل ما يتم تناقله بين مستخدمي التطبيق، سواء المحادثات النصية أو الصور أو الفيديو أو حتى المكالمات الصوتية والملفات المختلفة، واللافت في الأمر أن فريق عمل واتس آب لن يكون قادرا على الوصول إلى هذه الملفات والاطلاع عليها بوجود الميزة الجديدة، مما يعني أنه لن يستطيع تزويد أي جهة تطلب معلومات المستخدمين بها، مما قد يثير مشكلة تتعلق بالتشريعات المختلفة في الدول”.
وتابع نيو: “الحماية التي يقدمها واتس آب للمستخدمين الآن من المتطفلين والمتخصصين في الاختراقات الأمنية تجعله يتفوق على تطبيقات المحادثة والتراسل الأخرى التي تترك مستخدميها عرضة لهذه التهديدات بغياب مزايا التشفير عنها”.
إنشاء واتس آب
تأسست WhatsApp في عام 2009 من قبل الأميركي بريان أكتون والأوكراني جان كوم ، وكلاهما من الموظفين السابقين في موقع ياهو.
ويقع مقرها في سانتا كلارا، كاليفورنيا.
يتنافس WhatsApp مع عدد من خدمات الرسائل الآسيوية مثل LINE، KakaoTalk، وWeChat، تم ارسال عشرة مليارات رسائل يومية على ال WhatsApp في اغسطس 2012، كما زادت مليارين في 2012 ومليار في أكتوبر الماضي .
وفي 13 من يونيو 2013، أعلنت WhatsApp على تويتر ، أنها قد وصلت سجلاتهم اليومية الجديدة إلى 27 مليار رسالة، وقد قامت شركة فيس بوك بشراء الواتس آب في 19 فبراير من العام 2014 بمبلغ 19 مليار دولار أميركي.
العفو الدولية
وصفت منظمة العفو الدولية هذه الخطوة بأنها “انتصار كبير” لحرية التعبير.
وقالت المنظمة في بيان لها إن “استخدام واتس آب للمرة الأولى لبروتوكل الإشارات لتمنح تشفيرا على مستوى المستخدم النهائي لمليار من مستخدميها في أنحاء العالم يمثل دفعة قوية لقدرة الأشخاص على التعبير عن أنفسهم والاتصال مع غيرهم دون خوف.”
وأضافت: “هذا انتصار كبير للخصوصية وحرية التعبير خاصة للنشطاء والصحفيين الذين يعتمدون على الاتصالات الفعالة والجديرة بالثقة للقيام بعملهم دون أن تتعرض حياتهم لمخاطر كبيرة.”
تأثير التشفير
وفي الوقت الذي رحب فيه المستخدمون بميزة التشفيروما تحمله من مزايا تحميهم من المخترقين والمتطفلين وتمنع إمكانية الوصول إلى بيانات التطبيق، إلا أن بعض خبراء الأمن والحماية أعربوا عن احتمال إثارة مشاكل في بعض دول العالم، سيما وأن هذه الخطوة تتعارض مع التشريعات والأنظمة، حيث أن هذه الخطوة من شأنها زيادة المخاوف من حجب تطبيق الواتس آب في بعض دول العالم .