صرح الرئيس السوداني عمر البشير بأنه سيتخلى عن الحكم بحلول العام 2020، وأنه لن يترشح للرئاسة مرة أخرى لإفساح المجال لرئيس جديد، متحديا المحكمة الجنائية الدولية أن تستطيع القبض عليه.
وأشار البشير في تصريحات صحفية له اليوم الأربعاء إلى أنه غير قلق من الاتهامات التي وجّهتها له محكمة الجنايات الدولية بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في إقليم دارفور، موضحا أن مذكرة الاتهام خلقت له شعبية كبيرة وسط السودانيين، وأنها كانت سببا في فوزه في الانتخابات التي جرت العام الماضي.
وبرهن الرئيس السوداني على عدم ظلمه لإقليم دارفور بحفاوة استقبال الجماهير له، خلال زيارته الأخيرة مؤكدا على حبهم له.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي قد أصدرت أمرا بالقبض على البشير بسبب ما وجه إليه من اتهامات بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور، الذي تشن فيه الحكومة السودانية عمليات قتالية ضد المتمردين منذ عام 2003.
وعن مذكرة الاتهام، نفى البشير تأثيرها على عمله كرئيس للبلاد لافتا إلى أنه زار عددا من الدول منها الصين وجنوب إفريقيا وإندونسيا وأنه يتحدى المحكمة في أن تقبض عليه، مشيرا إلى أنه طلب عدة مرات تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة ولكنها رفضت ذلك.
وأضاف البشير أن إقليم دارفور أصبح خاليا من المتمردين إلا من خلال جيوب صغيرة من حركة تحرير السودان فصيل عبد الواحد نور على تخوم جبل مرة، كاشفا عن خطة حكومية لنزع السلاح من المدنيين خلال بعد شهر من الآن وإعادة توطين اللاجئين والنازحين.
ورد البشير على الاتهامات التي وجهت إلى القوات المسلحة السودانية بقصف المدنيين وحرق القرى خلال المعارك الأخيرة بالنفي.
وطالب الرئيس السوداني البعثة الدولية المشتركة “يوناميد” والمنظمات الإنسانية بالمغادرة، مشيرا إلى أن الحكومة السودانية كفيلة بتقديم المساعدات للنازحينن، وأن الأحوال الأمنية والإنسانية تحسنت كثيرا في الإقليم.
البشير قال إن الخطط التي وضعتها حكومته لمواجهة الأزمة الاقتصادية في بلاده بعد انفصال الجنوب قد أتت أكلها، مضيفا أن الاقتصاد السوداني أصبح معافى الآن بعد انخفاض معدل التضخم وزيادة نسبة النمو.
وأنهى الرئيس السوداني عمر البشير في وقت سابق من اليوم جولة لولايات دارفور الخمس تتعلق بالوقوف على الإجراءات الأمنية في الإقليم التي قال إنها لم تكتمل بعد. لكنه أكد في خطاباته الجماهيرية أنها تشهد تقدما كبيرا في الفترة الأخيرة.
وتعد هذه الزيارة الأولى للبشير لولايات دارفور بعد إعادة انتخابه رئيسا للبلاد العام الماضي، وأكد خلالها أن الأوضاع الأمنية في الولايات تشهد تقدما لكنها لم تستقر بعد استقرارا كاملا.