شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

سيف الدولة يكشف لـ”رصد” حقيقة اقتراح السيسي إقامة دولة فلسطينية بسيناء

سيف الدولة يكشف لـ”رصد” حقيقة اقتراح السيسي إقامة دولة فلسطينية بسيناء
كشف الباحث الإسرائيلي والضابط السابق في سلاح الاستخبارات العسكرية، ماتي ديفيد، أن عبدالفتاح السيسي عرض على الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطة لإقامة دولة فلسطينية في شبه جزيرة سيناء.

كشف ماتي ديفد، الباحث الإسرائيلي والضابط السابق في سلاح الاستخبارات العسكرية، أن عبدالفتاح السيسي عرض على الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطة لإقامة دولة فلسطينية في شبه جزيرة سيناء.

وتقضي الخطة -حسبما أورده ديفد في مقال له بموقع “نيوز ون الإخباري”- بنقل ما مساحته 1600 كلم2 من الأراضي المصرية في سيناء إلى السلطة الفلسطينية.

وأضاف أن حل الدولتين آخذ في التراجع رويدًا رويدًا، مؤكدًا أن هذه قناعة العديد من الأطراف المهتمة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، سواءً بالنسبة لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أو اللجنة الرباعية والاتحاد الأوروبي، وصولًا إلى الإسرائيليين والفلسطينيين أنفسهم. وبات السياسيون والدبلوماسيون من هذه الأطراف يتحدثون عن ذلك بملء أفواههم، ويعلنون أن هذا الحل بات غير ممكن التطبيق وغير عملي، في ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة.

وأوضح “ديفد” أن خطة السيسي المقدمة لعباس تقضي بضم أراضٍ مصرية في سيناء إلى قطاع غزة، بما في ذلك توسيع القطاع الساحلي عدة كيلو مترات، وهو ما سيسفر عن تكبير مساحة قطاع غزة إلى خمسة أضعاف ما هي عليه اليوم.

توطين اللاجئين

وذكر الضابط السابق في سلاح الاستخبارات العسكرية، أنه من المقرر أن يُستقدم إلى هذه الدولة الفلسطينية بسيناء اللاجئون الفلسطينيون من مخيمات لبنان وسوريا، على أن تكون هذه الدولة منزوعة السلاح.

وحسب الخطة المصرية وفق الرواية الإسرائيلية، فإن السلطة الفلسطينية ستحصل على حكم ذاتي في المدن الفلسطينية بالضفة الغربية، مقابل أن يتنازل عباس عن مطالبته إسرائيل بالعودة إلى حدود العام 1967، وحق العودة للاجئين؛ حيث إن الأميركيين موجودون في صلب النقاش حول هذه الخطة، بينما حصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على تفاصيلها.

وتحدث الكاتب، في المقال ذاته، عن خطة أخرى للجنرال جيورا آيلند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي والرئيس السابق لقسم التخطيط في الجيش، وهو أحد أصحاب العقول الإستراتيجية في الدولة العبرية، تقضي باعتبارها بديلًا عن حل الدولتين.

وتقضي خطة “آيلند” -التي نشرها مركز بيجن/السادات للدراسات الإستراتيجية بجامعة بار إيلان- بإجراء تبادل أراض بين عدة أطراف منخرطة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بحيث تقوم مصر بنقل ما مساحته 720 كلم2 من أراضي سيناء إلى الفلسطينيين، بما فيها 24 كلم2 على طول ساحل البحر المتوسط، وهو ما سيضاعف مساحة قطاع غزة إلى ثلاثة أضعاف، وهذه المساحة تساوي 12% من مساحة الضفة الغربية.

وتذكر هذه الخطة أنه مقابل ما سيقدمه المصريون للفلسطينيين في سيناء، سيتنازل الفلسطينيون لإسرائيل عما مساحته 12% من مساحة الضفة الغربية، على أن تحصّل مصر من إسرائيل ما مساحته 720 كلم2 من أراضي صحراء النقب.

سيناريو مستبعد

وفي المقابل، استبعد محمد عصمت سيف الدولة، الباحث المتخصص في الشأن القومى العربي ورئيس حركة “ثوار ضد الصهيونية“، هذا السيناريو، مؤكدًا أن هذا كلام عارٍ تماما عن الصحة، يتم ترديده دائمًا للتشهير بالخصوم السياسيين، وأتذكر أثناء العدوان الصهيوني عامود السحاب عام ٢٠١٢ وحين بلغ الدعم الرسمي والشعبي أوجهه للشعب الفلسطيني ضد العدوان، قامت قوى الدولة العميقة والنظام القديم والثورة المضادة بإطلاق شائعات أثناء العدوان، أن هناك عملية استيطان فلسطيني في سيناء بدأت بالفعل، ثم بعد ٣ يوليو أطلقت الشائعات حول نية مرسي استقطاع جزء من سيناء وإعطائه للفلسطينيين وكانت كلها أكاذيب.

أكاذيب

وأضاف “سيف الدولة”، في تصريح خاص لـ”رصد” أنه كانت أكاذيب أيام مرسي، وهي أكاذيب اليوم في عهد السيسي، وفي ذلك من المهم التاكيد على عدد من النقاط، أولًا أن الدولة المصرية مثلها مثل أي دولة ليست هي رئيس الجمهورية، وإنما هي شبكة معقدة من المؤسسات والأجهزة والموظفين الكبار والصغار بالإضافة إلى شخصيات ومؤسسات المجتمع المدني والسياسي والرأي العام، ولا يستطيع كائن من كان أن يسوق كل هؤلاء لتنفيذ مثل هذا المشروع الصهيوني، ولا يمكن أن يتواطأ كل هؤلاء عليه دون أن يتم تسريب أخباره أو ظهور معارضة من داخل الدولة نفسها له.

الشعب الفلسطيني لن يقبل

وأوضح “سيف الدولة” أنه لا يوجد فلسطيني واحد سواءً كان فردًا أو فصيلًا يمكن أن يقبل هذا المشروع، ولو كان الفلسطينيون ينوون ترك وطنهم والهجرة والانتقال إلى وطن بديل، فلماذا يقاتلون الاحتلال كل هذه العقود والسنوات ولماذا يقدمون كل هؤلاء الشهداء ولماذا ترفض المقاومة الاعتراف بشرعية دولة إسرائيل.

وأكد أن السيسي ونظامه وصلوا بالعلاقات المصرية الإسرائيلية إلى عصرها الذهبي، من أول إخلاء المنطقة الحدودية لإقامة المنطقة العازلة التي تريدها إسرائيل، مرورًا بتعميق التحالف والتنسيق الأمني الإستراتيجي وإعادة السفير وفتح مقر السفارة والمطالبة بتوسيع السلام مع إسرائيل وإغلاق المعبر فوق الأرض وهدم الأنفاق تحت الأرض التي رفض مبارك نفسه هدمها والتوسط لدى إسرائيل للضغط على الأمريكان لاستئناف المساعدات العسكرية والاعتراف بشرعية النظام ودعمه والانحياز لإسرائيل في عدوانها على غزة في صيف ٢٠١٤، وشيطنة كل ما هو فلسطيني، والتواصل شبه القومي مع نتنياهو وتفهم مخاوف إسرائيل من الاتفاق النووي الإيراني والحديث عن أن نتنياهو لديه قدرات جبارة تؤهله لتطوير المنطقة والعالم…. إلخ.

لا نحتج إثبات عمالة النظام

وأضاف أنه ومع كل ذلك فإننا لسنا في حاجة إلى إثبات حميمية العلاقات المصرية الإسرائيلية الحالية تحت قيادة السيسي وبرعايته.

وتساءل سيف الدولة كيف لنظام يروج كل يوم أكاذيب مثل أن الفلسطينيين الموجودين في غزة على الحدود الدولية يهددون أمن مصر القومي، أن يقبل أن يأتي بهم على أرض مصرية، أنه كلام لا يقبله عقل ولا منطق.

وأكد “سيف الدولة” أن الضحية الوحيدة لمثل هذه الشائعات هو الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية والتعاطف والدعم الشعبي المصري لفلسطين، لما تثيره مثل هذه الشائعات من ادعاءات باطلة بأطماع فلسطينية في أرض سيناء.

يجب أن نسمو بالقضية الفلسطينية

وطالب “سيف الدولة” بأن نسمو بفلسطين وقضيتها وبالصراعات ضد المشروع والكيان الصهيوني، عن الصراعات السياسية القائمة في مصر اليوم بين الثورة والثورة المضادة، وألا نزج باسم فلسطين في صراعاتنا، وألا نحاول توظيف قضيتها لتحقيق مكاسب سياسية هنا أو هناك.

وشدد على أن الطامع الوحيد في سيناء هو العدو الصهيوني، الذي لا يزال يحلم بإسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، والذي أعلن رئيس وزرائه الذي وقع مع السادات كامب ديفيد، مناحم بيجين أنه انسحب من سيناء لأنها تحتاج إلى ٣ ملايين مستوطن يهودي للسيطرة عليها، وأن إسرائيل ليس لديها هذا العدد الفائض ووعد أنصاره أنه يوم يتوفر هذا العدد سوف نعود لاحتلالها مرة أخرى، وهناك عديد من التصريحات والدراسات الإسرائيلية التي كررت المعنى ذاته.

دراسة صهيونية

وأشار “سيف الدولة” -في حديثه لـ”رصد”- إلى أن فكرة توطين الفلسطينيين في سيناء لا تعدو أن تكون دراسة تقدم بها منذ سنوات طويلة باحث في أحد مراكز البحث الإسرائيلية، ولم يهتم بها أحد فوضعت في الأدراج، وكلما أراد أحدهم أن يقلب المصريين على أشقائهم الفلسطينين أخرجها من الدرج وكأنها مؤامرة حديثة ومخطط يجري تنفيذه.

واختتم “سيف الدولة” حديثه لـ”رصد” قائلا: “إنه واجب اللحظة التي نعيشها اليوم، هو ألا نذكر اسم فلسطين إلا مقترنة بموضوع واحد فقط هو الانتفاضة الفلسطينية الثالثة التي دخلت شهرها السابع وقدمت ما يزيد على مائتين شهيد حتى اليوم، وأن الأضرار الجمة التي تنشأ من جراء الاستسهال في ترديد الشائعات والأخبار المرسلة، فهي تصيب الشعوب والرأي العام بحالة من الشك المزمن، الشك في كل شيء وفي كل الأطراف، فنخسر مصداقيتنا لدى الناس، فليبتعدوا عنا وينفرون منا، لا يفرقون في ذلك بين حاكم ومحكوم أو ظالم ومظلوم أو ثورة وثورة مضادة”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023