شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مصر والسعودية تتفقان على إنشاء جسر بري.. وخبراء لـ”رصد”: يدعم العروبة

مصر والسعودية تتفقان على إنشاء جسر بري.. وخبراء لـ”رصد”: يدعم العروبة
بعد فشل 4 محاولات، اتفق الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، اليوم الجمعة، مع عبد الفتاح السيسي، على إنشاء جسر يربط البلدين، ويهدف الجسر الذي سبق إلى تذليل عقبات الانتقال البري بين البلدين عبر البحر الأحمر

بعد فشل 4 محاولات، اتفق الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، اليوم الجمعة، مع عبد الفتاح السيسي، على إنشاء جسر يربط البلدين، ويهدف الجسر الذي سبق إلى تذليل عقبات الانتقال البري بين البلدين عبر البحر الأحمر ما سيزيد من حجم التبادل التجاري والاقتصادي بينهما.

واقترح السيسي تسمية الجسر المزمع إنشاؤه باسم “الملك سلمان”، مشيرا إلى أن بلاده لا تنسى مواقف الملك سلمان في الوقوف إلى جانب مصر منذ عام 1956، وعقب الإعلان عن الاتفاق.

ودشّن ناشطون هاشتاج #جسر_الملك_سلمان عبر موقع تويتر، ليدخل في قائمة الأكثر تداولاً خلال دقائق.

بداية الفكرة

تعود فكرة إنشاء الجسر البري بين مصر والسعودية لعام 1988؛ حيث طرحت خلال اجتماع القمة المصرية السعودية بالقاهرة بين الملك فهد بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين والرئيس المخلوع حسني مبارك عام‏ 1988.

واتفق الجانبان خلال البيان المشترك على إنشاء جسر يربط البلدين عبر مضيق تيران بمدخل خليج العقبة ويعبر البحر الأحمر ليكون طريقا بريا مباشرا، يربط بين الدول العربية، لكن توقف المشروع تماما ولم يأخذ طريقه إلى النور.

الملك عبد العزيز يعيد طرحها

وللمرة الثانية أحيت السعودية فكرة إنشاء الجسر البري للرابط بين مصر والسعودية، ففي عهد الملك الراحل الملك عبد الله بن عبدالعزيز، طرحها حينها على الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وحمل المشروع اسم “الجسر العربي” هو مشروع جسر عملاق للمرور والسكك الحديدية طرحته الحكومة السعودية على الحكومة المصرية لربط مصر من منطقة منتجع شرم الشيخ مع رأس حميد في منطقة تبوك شمال السعودية عبر جزيرة تيران، بطول 50 كيلومترا، وكان من المخطط أن يستغرق إنشاؤه 3 سنوات.

وكانت قد أوكلت أعمال الإنشاءات إلى “كونسورسيوم” يضم شركات سعودية ومصرية ودولية، ورصدت ميزانية بتكلفة إجمالية تصل إلى 3 مليارات دولار، وسيكون العمال والقائمون على المشروع من المصريين حصرا؛ ما سيوفر فرص عمل لعشرات الآلاف في مصر، لكن تم رفض المشروع من قبل السفير الإسرائيلي لاعتقاده بأن مثل هذا المشروع سيؤثر بشكل سلبي على الممر البحري في مضيق تيران.

رفض مبارك

وفي عام 2007 تداولت أنباء حول رفض مبارك للمشروع خشية اختراق “شرم الشيخ”، بالإضافة إلى انتهاك اتفاقية “كامب ديفيد” مع دولة الاحتلال.

وبرر مبارك رفضه إلى أن اختراق الجسر لمدينة شرم الشيخ معناه إلحاق الضرر بالعديد من الفنادق والمنشآت السياحية وإفساد الحياة الهادئة والآمنة هناك؛ ما يدفع السياح إلى الهروب منها، وهو ما قال إنه لن يسمح به أبدًا.

وكان من المقرر أن يهدف المشروع إلى إيقاف نزيف الدم على طريق الحج البري بين مصر والسعودية والذي يحصد أرواح العشرات سنويا، بالإضافة إلى تأمينه راحة أكبر لعشرات آلاف الحجاج والمعتمرين من ناحية اختصار الوقت الذي تستغرقه الرحلة حاليا، والحد من استخدام العبّارات في عملية النقل؛ ما سيقلل من المخاطر التى تتعرض لها العمالة المصرية المتنقلة بين البلدين.

وعلى صعيده، نفى الرئيس المخلوع مبارك في حوار صحفي علْمه بأي مشروع مفترض لجسر بين مصر والسعودية، وأضاف في حوار صحفي “أن ما أثير عن وضع حجر أساس الجسر البري لربط مصر بالسعودية مجرد شائعة وكلام غير حقيقي لا أساس له من الصحة”.

موقف إسرائيل من المشروع

وفي هذه الفترة تم تداول أنباء حول رفض إسرئيل هذه الفكرة؛ حيث قال موقع “صوت إسرائيل” باللغة العربية: إن إسرائيل تعارض فكرة إقامة الجسر البري بين مصر والسعودية؛ نظرًا لأن الدراسات الهندسية أوضحت وقوع هذا الجسر فوق جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين عند مدخل خليج إيلات؛ الأمر الذي سيجعل الجسر يمثل تهديدًا استراتيجيًا على إسرائيل.

وكشف الموقع أن إسرائيل ترى أن هذا الجسر سيعرض حرية الملاحة من وإلى خليج إيلات للخطر، لافتا إلى أن إسرائيل أعلنت مرارًا أنها تعتبر إغلاق مضيق تيران سببًا مباشرًا للحرب.

وعرض الموقع نص المادة الخامسة من معاهدة كامب ديفيد الموقعة بين إسرائيل ومصر عام 1978، وهي المادة التي تؤكد حق حرية الملاحة عبر مضيق تيران، والتي تقول: “يعتبر الطرفان مضيق تيران من الممرات المائية الدولية المفتوحة لكل الدول دون عائق أو إيقاف لحرية الملاحة أو العبور الجوي، كما يحترم الطرفان حق كل منهما في الملاحة.

محاولة شرف

بعد ثورة الـ25 من يناير 2011، تم إحياء فكرة إقامة المشروع مرة أخرى، لكنه توقف بسبب الأجواء السياسية غير المستقرة في مصر عقب الثورة.

وأمر عصام شرف رئيس مجلس الوزراء المصري حينها بإعادة الدراسات الفنية والاقتصادية حول مشروع الجسر البري العملاق الذي سيربط بين مصرية والسعودية عبر خليج العقبة والذي ينتظر التنفيذ منذ الاتفاق عليه عام 1988.

وقالت صحيفة “الأهرام”: إن اجتماعا ضم اللواء فؤاد عبدالعزيز، رئيس جمعية الطرق العربية والرئيس الأسبق لهيئة الطرق والجسور ووزير النقل عاطف عبدالحميد، تم خلالها استعراض تقرير شامل عن المشروع شمل الأهمية الاستراتيجية والتكلفة وفترة استردادها والفوائد والمميزات، بالإضافة إلى العروض الدولية لتمويل وإنشاء الجسر.

محاولة مرسي

دعا الدكتور محمد مرسي أثناء حكمه لمصر عام 2013 لإقامة جسر يربط بين مصر والسعودية، وأعربت مجموعة بن لادن السعودية وقتها، عن استعدادها لإقامة الجسر استجابةً لدعوة مرسي، لكن المشروع لم يتم بسبب ما شهدته مصر من احداث سياسية أدت إلى انتزاع حكم مصر من مرسي والإخوان.

تشييد الجسر باسم الملك سلمان في عهد السيسي

أعلن الملك سلمان بن عد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، اثناء زيارته الرسمية لمصر، عن تشييد جسر يربط بين السعودية ومصر عبر البحر الأحمر، فيما اقترح عبد الفتاح السيسي تسمية الجسر باسم الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وقال إن الجسر البري سيرفع التبادل التجاري بين البلدين وسيشكل منفذًا دوليًا للمشاريع الواعدة بين البلدين.

مكاسب اقتصادية وسياسية

من جانبه أشاد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، بهذه الاتفاقية، معتبرا أن موقف المملكة السعودية يحتذى به لأن إصرارها على هذه الاتفاقية يدعم العروبة ووحدة العرب؛ ما سيؤدي إلى تعزيز العلاقة السياسية بين البلدين.

وقال نافعة في تصريح لـ”رصد”: إن المشروع تأخر كثيرًا، فبلدان متقاربان كمصر والسعودية لديهما تعاملات سياسية واقتصادية كل ساعة، كيف يتعطل بينهما إبرام هذه الاتفاقية، فملايين المصريين يعملون في المملكة ويرتبط بهم عشرات الملايين في مصر، فالسعودية ومصر بلدان لا يتجزآن ولا يمكنها الانفصال السياسي والاقتصادي أبدا.

وأضاف نافعة: لقد رفض مبارك هذا المشروع طواعية للضغط الدولي الذي يقف مانعا أمام أي اتفاق من شأنه توطيد العروبة وتطبيقها على أرض الواقع، من خلال هذه الاتفاقيات وعدم الاكتفاء ببيانات دعم وإدانة وغيرها التي لا تفيد أحدا.

من جانبه رأى الدكتور إبراهيم الفقي، الخبير الاقتصادي، أن المشروع سيسهم في زيادة عمليات التبادل التجاري بين السعودية ومصر، بالإضافة إلى أن تتصل دول شمال إفريقيا بطريق مباشر مع بقية الدول العربية في الشرق الأوسط بدون أن يمروا بالأراضي المحتلة والخضوع لشروط وقيود، كما أنه سيقلل الاعتماد على العبارات، والتي تكون رحلاتها محفوفة بالمخاطر، هذا السبب الذي جعل البعض يطرح المشروع في العام 2006 عقب غرق عبارة السلام المصرية وعلى متنها 1400 راكب.

وأكد الفقي أن الجسر سيسهم في تسهيل عمليات السياحة بين البلدين، ما سيدرُّ أموالا طائلة للطرفين من خلال رسوم العبور؛ حيث سيعبر الملايين سنويا من خلالها لأداء مناسك الحج والعمرة. 

وأشار الفقي إلى أن الجسر لن يضر مدينة شرم الشيخ، بل بالعكس سيكون وسيلة مختصرة وسهلة لعبور السياح الخليجيين إلى مدينة شرم الشيخ، كما أن سير الحافلات والزائرين لن يكون عشوائيا، فكل حركة لكل فرد ستكون محددة قبل العبور.

من جانبه أشاد الدكتور باسم عالم، المحلل السياسي السعودي، باتفاقية الجسر، مؤكدًا أن مصر والسعودية تأخرتا كثير في تدشين هذا الجسر الذي حلم به العرب.

وقال عالم -في تصريح لـ”رصد”-: إن الملك سلمان نجح في إقناع المصريين بتوقيع هذه الاتفاقية التي تصب في مصلحة الشعبين، ومن شأنها أن تضاعف الوحدة بين البلدين، وترفع من مؤشر العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية، لافتا إلى أن هذا الجسر سيمنح الدولتين فرصا أكبر لتبادل الخبرات العسكرية بنقل معدات وأسلحة بين البلدين، بالإضافة إلى قوات برية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023