شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مصرع 330 داخل السجون.. “غريب” آخر ضحايا الإهمال الطبي بالمعتقلات

مصرع 330 داخل السجون.. “غريب” آخر ضحايا الإهمال الطبي بالمعتقلات
منذ أحداث الـ3 يوليو 2013 يتعرض معارضو السلطة العسكرية الحالية للعديد من الانتهاكات التي تعرض حياتهم للخطر، بداية من المطاردة والاعتقال التعسفي حتي القتل البطيء داخل المعتقلات وتعرض المعتقلين للإهمال الطبي والحبس.

منذ أحداث الـ3 يوليو 2013 يتعرض معارضو السلطة العسكرية الحالية للعديد من الانتهاكات التي تعرض حياتهم للخطر، بداية من المطاردة والاعتقال التعسفي حتي القتل البطيء داخل المعتقلات وتعرض المعتقلين للإهمال الطبي والحبس في سجون غير آدمية أو التعنت في إدخال الأدوية إلي المرضى.

ولم يردع المرض سلطات الأمن من اعتقال معارضي حكم العسكر، بل جلعوه قيدا وأداة للإمعان في التنكيل بالمعتقلين، فقد وثقت منظمة “هيومان رايتس مونيتور”، مقتل 330 شخصا داخل السجون المصرية، منذ يوليو 2013 وحتى شهرنوفمبر 2015.

وأصدرت اليوم مؤسسة “إنسانية” تقريرها ربع السنوي، الذي أكدت فيه وصول عدد المعتقلين في السجون المصرية إلى أكثر من 45 ألف معتقل، ووصلت نسبة كبيرة منهم من كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم الخمسين عامًا، ويعانون من أمراض مزمنة تنتشر بين المصريين، بشكل عام، في تلك المرحلة العمرية كالضغط والسكري والقلب، إلا أنه ومع إهمالهم طبييًا ومنع الأدوية والكشف الطبي عنهم زادت تلك الحالات تدهورا.

ووفق ما رصدت مؤسسة إنسانية فإن 60% من المعتقلين، في أعمار سنية متفاوتة يعانون من الأمراض والإهمال الطبي، بمقرات الاحتجاز المصرية، كما أصيب مئات المعتقلين داخل مقرات الاحتجاز نتيجة تلوث الزنازين وتكدسها بالمعتقلين؛ الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الأمراض والعدوى.

 

 

بالاضافة إلي معاناة الاعتقال ، تفتقر المستشفيات الخاصة بالسجون المصرية إلى التجهيزات الطبية اللازمة لعلاج المعتقلين باستمرار، ومع تكدس السجون بالمعتقلين وازدياد أعدادهم تفاقمت تلك الأزمة وبات من الصعب أن يستطيع طبيب واحد استيعاب تلك الأعداد الكبيرة.

إحصائيات الإهمال الطبي:

ووفق إحصائيات مركز الكرامة لحقوق الإنسان، فقد 266 مصريا حياتهم داخل السجون المصرية، منذ الثلاثين من يونيو 2013 حتى أغسطس الماضي؛ بسبب الإهمال والحرمان من العلاج.

ورصدت مؤسسة إنسانية خلال الثلاثة أشهر الأولى من عام 2016، وقوع أكثر من 140 حالة إهمال طبي، داخل مقرات الاحتجاز بينهم شيوخ وشباب ومعتقلون قُصّر، وكذلك السيدات المعتقلات.

وتم رصد أكثر من 300 حالة قتل منهم 15 حالة وفاة داخل مقرات الاحتجاز نتيجة التعذيب الذي أفضى إلى الموت، والإهمال الطبي المتعمد الذي أدى إلى وفاة 7 معتقلين منهم.

تدهور الحالة الصحية للمعتقلين

ذكر تقرير مؤسسة إنسانية بعض حالات التدهور الصحي للمعتقلين، منهم المعتقل المُسن “السعيد محمد رجب رطب” (59 عاما)  داخل مركز شرطة كفر سعد بمحافظة دمياط، وتعنت قوات الأمن بالقسم من متابعة حالته الصحية رغم تقدمه في العمر وإصابته بالضغط والسكري وأعراض الذبحة الصدرية.

وتدهورت الحالة الصحية للمعتقل “سيد أحمد مصطفى الصاوي” (46 عاما) داخل مستشفى سجن وادي النطرون، حيث يعاني من قصور في الشريان التاجي، وضعف في أطرافه الأربعة منذ الطفولة؛ الأمر الذي أدى إلى إصابته بشلل وضمور في عضلات الجسم، كما يعاني من الضغط والسكري.

وشهدت الحالة الصحية للمعتقل “رفعت السيد علي” (48 عاما) تدهورًا شديدًا داخل سجن وادي النظرون، وتتعنت إدارة السجن في متابعته صحيًا، رغم إصابته بمرض السكري والضغط وحصاوي الكلى.

وتدهورت الحالة الصحية للمعتقل الشاب مصطفى إبراهيم حسين إبراهيم (20 عاما) داخل قسم باب شرق بمحافظة الإسكندرية نتيجة التعذيب الذي تعرض له.

وأكدت عائلة المعتقل السيد أحمد مصطفى الغزالي (46 عامًا) من محافظة الدقهلية، أنه رغم مرضه بالسكر والقلب وضمور في الأطراف وقصور في الشريان التاجي، ودخوله في حالات إغماء متكررة وإصابته بارتفاع في الضغط والسكر، فإن إدارة سجن برج العرب ترفض نقله للعلاج في مستشفى خارجي.

كما ذكرت والدة المعتقلة هبة قشطة (22 عامًا)، من مركز منية النصر بمحافظة الدقهلية، تدهور الحالة الصحية لابنتها داخل سجن دمنهور؛ حيث تتعرض لإغماءات متكررة وارتفاع وانخفاض مفاجئ في الضغط، فيما يتم إهمال وضعها الصحي المتدهور داخل السجن.

كما تعرض المعتقل جلال الدين محمود جلال، ابن مدينة المنصورة، والطالب بكلية الطب جامعة المنصورة، للإهمال الطبي داخل سجن المنصورة العمومي، خاصة مع تعرضه للتعذيب، حيث يصاب لإغماءات متكررة وأزمة في التنفس وهبوط حاد بالدورة الدموية.

 


 

سجن العقرب

ونقلت تقارير صحافية أن 54 نقابة عمالية وأحزابا ومؤسسات حقوقية وشخصيات عامة أعلنت تضامنها مع المضربين عن الطعام في سجن العقرب سيئ السمعة، احتجاجا على سوء المعاملة، واعتبروا التنكيل بالصحافيين المعتقلين مخالفا ليس فقط للمواثيق الدولية ولكن أيضا للائحة السجون المصرية، التي تضمن للمسجونين رعاية صحية مناسبة والحق في التريض ورؤية ذويهم بشكل منتظم.

فقد أعلن العديد من المعتقلين دخول عدد منهم في إضراب عن الطعام لتحسين أوضاع اعتقالهم، فيكون المعتقل المُضرب عن الطعام أمام مصير من ثلاثة إما تتركه إدارة السجن يُضرب عن الطعام دون النظر إلى مطالبه أو محاولة تنفيذها، أو تقوم إدارة السجن بترويعة وتعذيبه لإجباره على فك إضرابه، كما يرفض السجن تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمضربين عن الطعام حتى لا تسوء حالتهم الصحية.

 

 

محمد غريب أحدث المعتقلين المتوفين وأهله لـ”رصد”: “أجبرونا نمضي أنه توفي بسبب التليف الكبدي”

وتوفي الأسبوع الماضي المعتقل محمد غريب البالغ من العمر 59 عاما، داخل محبسه بمحافظة المنيا، حيث يعتبر أحدث حالات الوفاة بسبب الاهمال الطبي في السجون.

وفي تصريحات خاصة لـ”رصد”، نفت زوجة “غريب” ما ادعته السلطات المصرية أن سبب الوفاة تعرضه لأزمة قلبية إثر تدهور حالة التليف الكبدي الذي يعاني منه، وقالت: “زوجي عمره ما كان بيعاني من القلب أو الكبد، لكنه كان بيعاني من تدهور حالة ظهره بسبب عمليات قي العمود الفقري”.

وتعود الزوجة بالتفاصيل للوراء قليلا، فتقول: “تم اعتقال زوجي في شهر نوفمبر 2015 بعد خروجه من غرفة العمليات عقب إجرائه عملية في الغضروف، وبدلا من توفير العلاج والعناية اللازمة لحالته فوجئنا باعتقاله من داخل المشفي وهو لا يقوى على السير على قدميه”.

وتتابع: “تم نقله إلى السجن في سمالوط وإحالة قضيته إلى قضية عسكرية وتم منع دخول العلاج أو مجرد مسكن لتخفيف آلامه؛ حيث كان صدر عليه حكم غيابي بالمؤبد، وتدهورت صحته وتم نقله إلى مستشفى الجامعة بعد معاناة ومحاولات عديدة لنقله وتم علاجه على حسابنا الشخصي، وظلت حجرته تحت المراقبة المستمرة من قِبل 5 أمناء شرطة”.

وتضيف: “يوم السبت الماضي 19 مارس تم الحكم عليه في قضية عسكرية، وحاولنا الدخول لزيارته الرسمية، لكن تم رفضها من قِبل سلطات السجن، وبعد عدة محاولات استطعنا الدخول يوم الثلاثاء، وفوجئنا يوم الخميس بخبر وفاته، رغم أنه كان لا يعاني من أي أمراض أو أعراض تنذر بوفاته، وتم تسليمنا جثة غريب بعد 13 ساعة من وفاته، ولم يتم الإفراج عنها إلا بعد إجبارنا على التوقيع أن سبب الوفاة تليف كبدي، وأجبرونا على إجراء الجنازة بعد صلاة الجمعة خوفا من خروج أي مظاهرات”.

سجن المستقبل بالإسماعيلية

ومن أبرز السجون التي تعاني الإهمال الطبي، ويتم منع دخول الدواء للمعتقلين، سجن المستقبل بالإسماعيلية؛ حيث أكد ذوو المعتقلين أن سجن المستقبل يضم عشرات الحالات من أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة وسط انعدام الرعاية الصحية.

ومن بين الحالات التي توفيت في سجن المستقبل بسبب نقص الأدوية محمود عبد الهادي أحمد، رئيس قطاع المحطات بشركة الكهرباء بالإسماعيلية، البالغ من العمر 59 عامًا، والذي توفي نتيجة الإهمال بعد أن قضى قرابة الخمسة أشهر بسجن المستقبل، وكان يعاني كثيرا من الأمراض؛ حيث تم تكبيله بالقيود وهو طريح الفراش في المستشفى حتى توفي.

 سجن طره

كما توفي محمد الغزلاني، والذي اعتقل أثناء اقتحام مدينة كرداسة بمحافظة الجيزة، وكان يعاني الغزلاني من العديد من الأمراض التي تحتاج إلى رعاية طبية؛ حيث كان يعاني من الضغط والسكر والقلب والكبد، فضلا عن إصابته بشلل في الجزء السفلي من جسده أدى إلى جلوسه على كرسي متحرك، وأوصى طبيب السجن بضرورة نقله إلى المستشفى لدقة حالته وضرورة ملاحظته المستمرة، إلا أن إدارة السجون رفضت ذلك ولم تنقله للمستشفى؛ ما أدى به إلى الدخول في حالة غيبوبة تامة نقل على إثرها إلى مستشفى سجن طره وهناك توفي.

وتوفي المعتقل زكي أبو المجد أحمد، 45 عامًا، داخل مستشفى سجن طره، جنوب القاهرة.

وكان “أبو المجد” قد أجرى عملية بتر لساقه في مستشفى قصر العيني، منذ أسبوعين، إلا أن السلطات الأمنية أمرت بنقله إلى مستشفى سجن طره، بعد يوم من إجراء العملية الجراحية، رغم تدهور حالته الصحية.

واعتقل “أبو المجد” في السابع من يناير الماضي من منزله في منطقة حدائق المعادي، جنوب القاهرة، رغم إصابته بغرغرينا السكري.

وتوفي المعتقل محمود عبد الهادي (59 عاما)، نتيجة ارتفاع في ضغط الدم في سجن طره، وفي الشهر نفسه وبتاريخ 18 مارس 2014.

وتوفي الدكتور طارق الغندور، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بطب عين شمس، قبل أشهر، إثر إصابته بنزيف حاد بدوالي المرئي، داخل سجن طره، استمر 6 ساعات حتى تم نقله إلى معهد الكبد في شبين الكوم بالمنوفية. 

منع الدواء داخل سجن دمنهور

كما توفي رضا عبد الفتاح محمود الذي يبلغ من العمر 52 عامًا داخل السجن دمنهور بسبب رفض علاجه؛ حيث أكد تقرير مفتش الصحة أن سبب الوفاة هو فشل بوظائف الكبد، وهبوط حاد بالدورة الدموية.

ويعاني سجن دمنهور العمومي بالأبعادية من سوء الرعاية الصحية المتوافر للسجناء، سواء الجنائيون أو السياسيون بداخله، كما قلصت إدارة السجن بأوامر من سلطات الانقلاب فترة “التريض”؛ ما يتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة بين السجناء بسبب نقص التهوية.

سجن المنصورة:

شهدت محافظة الدقهلية أكثر من 4 حالات وفاة لمعتقلين، بعد تدهور صحتهم بسجون، هم: محمود عبدالهادي (مهندس)، طارق الغندور (طبيب)، عادل يوسف عبدالسلام (معلم).

ويعد الدكتور “صفوت خليل” أول المتوفين بسجن المنصورة العمومي، وكان يعاني من مرض السرطان ويحتاج للعلاج الكيماوي مع بتر جزء من قدمه قبيل اعتقاله.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023