أثارت ممارسات العديد من مقدمي برامج التوك شو عبر البرامج المذاعة على القنوات الفضائية والصحف القومية والخاصة المصرية، تجاه اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، والتي على إثرها أصبحت جزيرتا تيران وصنافير المصريتان ضمن أراضي المملكة، استياء المصريين حول غياب المهنية والموضوعية في المحتوى الإعلامي المقدم، خلال اليومين الماضيين، ودفاعهم عن هذه الاتفاقية، وأكد عدد من خبراء الإعلام أن وسائل الاعلام جاملت نظام السيسي في تسليم الأرض للملك سلمان.

قال الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام، إن الموضوعية غابت في أداء الإعلام المصري مع قضية ترسيم الحدود، حيث تجاهلت أغلب وسائل الإعلام الأصوات المعارضة، إلا القليل منهم فقد رأينا إعلاميين على شاشات الفضائيات يتحدثون كأنهم مصادر موثوقه لا بد من الانصياع لرأيها.

وأضاف العالم في تصريح لـ”رصد”، لقد رأينا صحفا ومقدمي برامج يقدمون تحليلا خاليا من المصادر سواء أكانوا أساتذة تاريخ أو جغرافيين أو سياسييين، فالمواد ظهرت فقط لتبرير الاتفاقية وتوبيخ المعارضين لها.

وأكد أستاذ الإعلام أن الإعلام في مصر تحول من ناقل رسالة إلى محرض وموجه، فهو ابتعد عن دوره الحقيقي وهو تقديم المعلومات والرأي والرأي المعاكس، وعلى القارئ أن يحدد بماذا سيقتنع، أما اليوم فوسائل الإعلام بدت كأنها تقول للقارئ اسمع هذا ولا تسمع ذلك.

من جانبه وصف قطب العربي الكاتب والصحفي، أداء الإعلام المصري في تناوله لاتفاقية ترسيم الحدود بالمعيب، فلم يقم أي إعلام في العالم بممارسة هذا الأداء، مشيرًا إلى أن الإعلام الإسرائيلي يشن حملات ضد حكومته إذا تخلت عن إحدى المستوطنات، أما الإعلام المصري فيبارك تنازل نظام السيسي عن أرض الشعب.

وقال العربي في تصريح لـ”رصد”، إن الإعلام المصري باع أرضه لإرضاء النظام والملك سلمان، وبات يتحدث بلسان النظام فقط وليس بلسان الشعب المصري، مما يجعله إعلاما ضد الشعب مقابل الحصول على كرامات النظام، وهذا الأداء يدل على أن هناك مصالح مشتركة بين الإعلام وبين الحكومة ما يجعله مطيعا يرسخ أدواته لها.

أكد الدكتور مرعي مدكور عميد كلية الإعلام بجامعة 6 أكتوبر، أن وسائل الإعلام استغلت الحدث لتعظيم النظامين السعودي والمصري، ومباركة جميع الاتفاقيات بما فيها اتفاقية ترسيم الحدود، لافتًا إلى أن الإعلاميين ورؤساء التحرير تخلوا عن المهنية من أجل عيون الملك سلمان.

قال مدكور في تصريح لـ”رصد” إن الإعلامييين تخلوا عن معايير المهنية والموضوعية والحياد، ونصبوا أنفسهم كإعلامييين ينقلون بيانات يتلقونها من المراسلين، وينشرونها للناس للاطلاع عليها فقط، دون تقديم أي محتوى ينقد هذه الاتفاقية.

كما أشار إلى أن ما قدمته الصحف والفضائيات غالبًا استهدف تحقيق مصالح سياسية وأهداف بعيدة كل البعد عن المهنية الإعلامية.