كشفت الصحف “الإسرائيلية”، أن حكومة الاحتلال اطلعت على الاتفاقية التي تقضي بتسليم الجزر المصرية، قبل إبرامها بين مصر والسعودية بأسبوعين؛ حيث تبين من خلال تغطية الصحف الإسرائيلية، قبول إسرائيلي مبدئي تجاه الاتفاقية، وأن الاتفاقية الجديدة لا تستلزم إجراء تعديلات على معاهدة السلام الموقعة بين مصر و”إسرائيل” عام 1979.
نتنياهو أخبر حكومته قبل أسبوعين من توقيع الاتفاقية
وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أخبر حكومته بالاتفاقية قبل أسبوعين من إبرامها.
وأشار تقرير الصحيفة الذي جاء تحت عنوان “هل ستؤثر الاتفاقية المصرية السعودية في إسرائيل؟”، ونقلته عنها صحيفة جويش بيزنس الإسرائيلية، إلى أن هناك مخاوف إسرائيلية من حرية الملاحة والعبور عبر مضيق تيران، بعد نقل سيادة الجزيرتين إلى السعودية. تلك الحرية التي تكفلها معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، والتي لو حافظت عليها السعودية بعد الاتفاقية الجديدة فسوف تتبدَد، بحسب الصحيفة، المخاوف الإسرائيلية من الاتفاقية.
السعودية هدأت “إسرائيل”
ولفتت الصحيفة، إلى أن السعودية هدّأت تلك المخاوف، عندما قال وزير خارجيتها، عادل الجبير، في مؤتمر صحفي، الأحد الماضي، إن الاتفاقية “لا تتضمن تهديدات عسكرية أو أمنية على إسرائيل”.
وقالت الصحيفة، إنه وفقًا للتحليلات الأولية لمسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، فلن يكون هناك حاجة لإجراء تعديلات على معاهدة السلام، في ضوء حقيقة أن السعودية قد صرحت علنًا أنها ستلتزم بالمعاهدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أميركا تُشجع إسرائيل على قبول الاتفاقية، باعتبار أن ذلك علامةً بأن الولايات المتحدة تنظر إلى الاتفاقية على أنّها ستقوي الدول السنية المعتدلة في المنطقة، لافتةً إلى تأكيد المسؤولين السعوديين قوة تأثير الاتفاقية، لخلق جبهة سنية في مواجهة إيران.
اتفاقية ثلاثية برعاية أميركية
ومن جانبه، قال الدكتور محمد سيف الدولة، مؤسس حركة “مصريون ضد الصهيونية”، إن أحد أهم أسباب الاتفاقية هو التنسيق الأمني والعسكري بين إسرائيل والسعودية، بحيث تتخطى السعودية ربط التطبيع العربي الإسرائيلي بحل المشكلة الفلسطينية.
وأضاف “سيف الدولة” -في تصريح لـ”رصد”- أن هذه الاتفاقية ثلاثية بين مصر والسعودية وإسرائيل برعاية أميركية، مشيرًا إلى أن هناك ترتيبات أمنية إقليمية جديدة في المنطقة، قد تشمل تحالفًا سعوديًّا إسرائيليًّا في مواجهة إيران، وهذه بداية التطبيع السعودي الإسرائيلي.
وأشار إلى تأكيد كلٍّ من السيسي ونتنياهو توسيع التعاون العربي الإسرائيلي لمواجهة المخاطر المشتركة بين الجانبين.
تجاهل الشعب المصري
وانتقد الناشط السياسي وائل غنيم، عدم إعلان النظام عن الاتفاقيات المبرمة بين مصر والمملكة العربية السعودية للرأي العام.
وقال “غنيم”، في تدوينة عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “إزاي نتفاوض مع السعودية لشهور طويلة، وإسرائيل وأميركا عارفين بالموضوع ووافقوا، بس الشعب مسمعش عن موضوع الجزيرتين إلا بعد ما خلص؟”.
وتابع: “ده ممكن يتشرح بالبوستر اللي كان منتشر بعد 25 يناير على أتوبيسات النقل العام وفي كتير من المؤسسات الحكومية، اللي كان فيه صورة جندي بملابسه العسكرية وهو شايل طفل صغير مبلغش سن الوعي ومكتوب تحت الصورة: الجيش والشعب إيد واحدة”.
عودة العلاقات بين السعودية و”إسرائيل”
وفي سياق متصل، توقع مصطفى الخضري، رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام، إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإسرائيل قريبًا.
وحول طبيعة تلك العلاقات، قال “الخضري”، في تصريح صحفي، إن علاقة المملكة مع إيران هي المحدد الرئيسي للعلاقة الإسرائيلية- السعودية، مُضيفًا “السعودية تضع إيران كعدو أول بدلًا من الكيان الصهيوني”، ولفت الخضري إلى أن “القدس وقطاع غزة” سيكونان من أبرز نقاط الخلاف بين البلدين؛ لأن “السعودية لن تتخلى عن القدس وغزة تحسبًا لرد الفعل الشعبي من المجتمع السعودي”، على حد وصف الخضري.