شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

من بيان 3 يوليو إلى التنازل عن الجزيرتين.. مواقف سلفية متباينة

من بيان 3 يوليو إلى التنازل عن الجزيرتين.. مواقف سلفية متباينة
تباينت مواقف السلفيين تجاه الأحداث السياسية منذ الإطاحة بنظام الإخوان، حيث ظهر ذلك جليا مع خطاب الثالث من يوليو، ما بين مؤيد ومعارض واستمر هذا التباين حتى واقعة التنازل عن جزيرتي صنافير وتيران

تباينت مواقف السلفيين تجاه الأحداث السياسية منذ الإطاحة بنظام الإخوان، حيث ظهر ذلك جليا مع خطاب الثالث من يوليو ما بين مؤيد ومعارض، واستمر هذا التباين حتى واقعة التنازل عن جزيرتي صنافير وتيران، ونستعرض لكم في هذا التقرير هذه المواقف:

خطاب السيسي

مع بيان السيسي الذي أعلن فيه الإطاحة بالدكتور محمد مرسي من منصب رئاسة الجمهورية انشق التيار السلفي نصفين ما بين مؤيد ومعارض، حيث ظهر حزب النور المنبثق عن الدعوة السلفية داعما رئيسيا في هذا التحرك، وأرسل الدكتور بسام الزرقا كمندوب للحزب لحظة إلقاء البيان كمشارك فيه.

بينما خرج الآلاف من السلفيين من أحزاب عدة: الإصلاح والبناء والتنمية وأيضا من الدعوة السلفية كداعمين لصفوف الإخوان في تظاهراتهم ضد السيسي والمجلس العسكري، واعتصموا في ميدان رابعة العدوية، ومات منهم العديد أثناء فض ميداني رابعة والنهضة وإما قبلها وبعدها من مظاهرات ضد 3 يوليو.

ومن الدعوة السلفية من خرج علنا وأقام مؤتمرا وندوات مهاجما حزب النور هو الشيخ أحمد السيسي، الداعية والقيادي المعروف بـ”الدعوة السلفية” في الإسكندرية، حيث ألقى ندوة هو يشرح وينتقد بالتفصيل موقف حزب “النور” و”الدعوة السلفية” مما وصفه بـ”الانقلاب العسكري”، و”خذلانهم” الدكتور محمد مرسي، وجماعته “الإخوان المسلمين”.

ووجه فيه “السيسي” انتقادات حادة للدعوة السلفية على موقفها من الأحداث، ودافع في المقابل بشدة عن الرئيس محمد مرسي: “الرجل المظلوم الذي أعطيناه أصواتنا فصفعونا على قفانا في وضح النهار”.

كما دافع عن جماعة الإخوان، نافيا عنهم ما يردده البعض من أنهم يعتبرون المعركة “معركة إسلام وكفر”، قائلا: “نحن نعلم أن هذه ليست معركة إسلام وكفر.. والإخوان يعلمون.. وهل الإخوان يكفرون؟! الإخوان لا يكفرون أحدا.. نحن نعرف تاريخهم.. نحن لم نقل هذه معركة إسلام وكفر.. لكن نقول إنها معركة شرعية وانقلاب.. معركة عودة النظام السابق من جديد”.

ودافع الداعية “السيسي” عن الدكتور محمد مرسي، قائلا: “محمد مرسي رئيسي.. هذا رجل بمعنى الكلمة.. أنا أفخر بأنني منحت صوتي مرتين لهذا الرجل.. هذا رجل حقيقي.. أراد أن يكون رجلا، ليس طرطورا يجلس على كرسي.. أراد أن يكون القرار في يده؛ لأنه صاحب الإرادة الشعبية”.

ودعت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح إلى الاحتشاد للدفاع عن شرعية الرئيس بعد بيان الفريق السيسي.

فض رابعة والنهضة

برأ الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع آنذاك من قتل معتصمي رابعة قائلا: السيسي لم يصدر أمرًا بقتل المعتصمين أثناء فض اعتصام عناصر الإخوان فى ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر بحسب علمه، وأن الأمر الذي أصدره هو التعامل مع من يرفع السلاح، على حد قوله.

وطالب برهامي في تصريحات نشرت على موقع “أنا السلفي”، بإجراء تحقيق فى أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة، قائلا: “وذلك لإثبات المسئولية وتعويض مَن قُتِل ظلمًا بالدية الشرعية إذا لم يتبين بالبينة أو الاعتراف عين القاتل، وهذا الذى طلبتُه مِن قَبْل، وأن يعلن على الناس نتيجة ذلك”.

ومن أبرز السلفيين الذين رفضوا عملية الفض، وفي الوقت نفسه وقفوا أمام مدرعات وأسلحة قوات الشرطة والجيش هو الداعية الشيخ محمد حسان، والشيخ محمد حسين يعقوب الذي أصيب باختناق أثناء وقوفه بميدان مصطفى محمود تزامنا مع عمليات الفض.

التعديلات الدستورية

كما تبانيت المواقف أيضا مع الاستفتاء على الدستور، حيث حشد حزب النور أتباعه من جميع المحافظات للتصويت بـ”نعم” تحت شعار “نعم للاستقرار”، بينما ظلت مواقف السلفيين الآخرين كما هي من الجماعة الإسلامية التي انضم عدد من أعضائها إلى تحالف دعم الشرعية على رأسهم طارق الزمر وعاصم عبد الماجد.

وكان للجبهة السلفية دور في الإعلان عن موقف صريح من هذا الاستفتاء، حيث وصف الدكتور خالد سعيد المتحدث باسمها بأن هذا الدستور بـ”دستور هز الوسط”.

قناة السويس

ومع إطلاق نظام السيسي شهادات قناة السويس، أعلن حزب النور دعمه لهذا المشروع ورفض التعليق على شبهة “الربا” من فوائد هذه الشهادات.

قال الدكتور شعبان عبد العليم، الأمين المساعد لحزب النور، إن الحزب يدعم مشروع قناة السويس، موضحًا أن المشروع قومي يجب على الجميع تشجيعه والوقوف خلفه.

وأضاف في تصريحات صحفية آنذاك، تعليقًا على فتوى الأزهر بأن عائد شهادات الاستثمار لا شيء فيها، أن حزب النور سياسي وليس من اختصاصه الإفتاء بتحليل الشهادات أو تحريمها، قائلاً: “هذه الأمور يُسئل فيها رجال الأزهر وليس للحزب رأي في مسائل الإفتاء، فالحزب حزب سياسي في المقام الأول”.

من جانبه كان الشيخ محمود شعبان أستاذ بجامعة الأزهر، قد أصدر فتوى تحرم فوائد هذه الشهادات معتبرا أنها ربا.

جزيرتا صنافير وتيران

وحول قضية التنازل عن تيران وصنافير، أعلن حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية، أن الشعب المصري تعرض “لحجب كثير من الحقائق والمعلومات” حول جزيرتي تيران وصنافير، مشددًا على ضرورة “إعمال الحوار المباشر والاتفاق” لحل النزاعات بين الدول العربية والإسلامية.

ورحب الحزب، في بيان، أصدره مساء الأربعاء، بالتعاون بين مصر والمملكة العربية السعودية، مشيدًا بزيارة الملك سلمان الأخيرة إلى القاهرة، وذكر: “يعلن حزب النور ترحيبه بالتقارب والتعاون بين مصر وشقيقتها المملكة العربية السعودية، كما يرحب بنتائج هذه الزيارة التاريخية والمهمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وما أعلن فيها من أوجه التعاون الذي يعود نفعه على الشعبين المصري والسعودي، واللذين هما في الحقيقة شعب واحد”.

أما الصفحة الرسمية لفضيلة الشيخ أحمد بن أبي العينين فكان لها رأي آخر حول قضية تنازل السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية مقابل حفنة من المساعدات مؤكدة تبعيتهما لمصر.

وحاولت الإجابة عن سؤال “هل تيران وصنافير مصريتان أم سعوديتان من منظور شرعي؟”، عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

 وكتبت الصفحة: “ستناولهما إن شاء الله من منظور شرعي، وهو الذي يجب أن ترد إليه كل أمور المسلمين، فضلاً عن أن المسألة واضحة من جهة الشرع، تمام الوضوح، إذ قد وقع مثلها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقضى فيها بحكم واضح جلي، فكان الواجب الوقوف عنده وعدم تجاوزه”.

وأوردت الصفحة عددا من الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قائلة: “إن الجزيرتين تحت يد المصريين من عهد بعيد، وهم المسيطرون عليهما، ولا يعلم أنه وجد على أرضهما جندي سعودي على سبيل الحراسة، ولا أنهما كانتا تحت أيديهم في أي فترة من الزمان، وإنما النزاع عليهما كان بين المصريين واليهود الصهاينة”.

وتابعت: “إن الأمة الإسلامية أمة واحدة فلا فرق بين دولة وأخرى في الحدود، وهذا هو الأصل، لكن بعد قيام الأنظمة الموجودة أصبح يعامل المسلم في البلد الأخرى على أنه أجنبي، فليس لمصري حق في دخول الأراضي السعودية إلا لمهمة من عمل ونحوه، فإذا استغنوا عنه أخرجوه، ومعلوم ما يجري في السعودية الآن من السعودة، فهل يتصور أن أحداً من المسلمين سواء كان مصرياً أو غيره يطالب بحقه في البترول السعودي؟ والعدل أن المسلمين يعامل بعضهم بعضا باستيفاء الحقوق من الطرفين، وليس من طرف واحدٍ”.

وأكملت: “الأمر المريب أن الإعلام المصري أكثر سعيا في إثبات سعودية الجزيرتين من الإعلام السعودي، فأسأل الله عز وجل أن يحق الحق وأن يبطل الباطل، وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى، والحمد لله رب العالمين”.

وقال عطية عدلان رئيس حزب الإصلاح أن أغلب السلفيين رفضوا الانقلاب على الشرعية، فالشوارع والميادين شهدت على دماء المئات منهم في الأحداث التي أعقبت هذا الانقلاب الغاشم، وحزب النور لا يعبر إلا عن القليل فإين هو الأن على الساحة ولا يمتلك سوى عدد محدود من المقاعد داخل مجلس النواب، وظهر سقوط شعبيته في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فحتى أعضاء الدعوة السلفية تبرأو من مواقف قيادت هذا الحزب المخزلة.

وأضاف عدلان في تصريح لـ”رصد”: السلفيون شأنهم شأن باقي المصريين لم يتنفسوا الحرية إلا بعد ثورة 25 يناير حتى الانقلاب، ومع عهد المجلس العسكري بقيادة عبدالفتاح السيسي تم الزج بهم في السجون ولجا آخرون لخارج البلاد، وأصبحوا غرباء في أوطانهم وتجرأ عليهم عديمو المروءة والأخلاق من أصحاب التيار العلماني وغيرهم لنيالوا من الشيوخ ويسبوا سمات الإسلام من لحية ونقاب على الفضائيات ويحرضوا عليهم علانية”.

وأكد عدلان أن التباين جاء بعد تفضيل البعض المصلحة الشخصية عن مصلحة الأمة، فمنهم من ارتمى في أحضان العسكر اعتقادا أنه سيكون حاله الأفضل، أما الأغلبية الآخرون فأبوا أن يخونوا وطنهم وإخوانهم في الوطن؛ فمنهم من خرج في الشوارع وقال لا، والعديد التزم الصمت لكنه يرفض هذا النظام.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023