تصاعدت الأزمة بين مصر والسودان؛ بسبب حلايب وشلاتين، وذلك عقب تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، وانتقل التصعيد بين البلدين من تصريحات وزراء الخارجية إلي الإعلام المصري والسوداني؛ حيث صعد الإعلام من قبل الجانبين كلٌ منهما ضد الآخر، وبدأ الإعلام المصري في شن حملة على الموقف السوداني المطالب بالتفاوض لحل أزمة المثلث الحدودي “حلايب وشلاتين” بين البلدين، وذهب الإعلام المصري في حملته إلى القول بأن السودان كانت كلها مصرية، متهمًا الرئيس عمر حسن البشير، بأنه “يصيد في الماء العكر”.
بيان الخارجية السودانية
كانت وزارة الخارجية السودانية أصدرت بيانًا، الأحد الماضي، أكدت فيه أنها تتابع اتفاق نقل جزيرتي “تيران وصنافير” من السيادة المصرية إلى السعودية، للتأكد من أن الاتفاق “لا يمس حقوق السودان في حلايب وشلاتين”.
وأضافت أن السودان دعت مصر إلى التفاوض حول حلايب وشلاتين، على غرار السعودية، أو اللجوء إلى التحكيم الدولي على غرار طابا.
وطالبت الخارجية السودانية، في بيانها، السلطات المصرية بإعادة منطقة حلايب وشلاتين إلى دولة السودان، موضحة أن تلك المنطقة تتبع لها، وخيرت الدولة المصرية ما بين التفاوض بشأن السيادة في المنطقة، أو اللجوء للتحكيم الدولي.
حجازي: البشير قسم وطنه
قال الإعلامي إبراهيم حجازي، تعقيبًا على أزمة تقسيم الحدود المصرية السودانية خاصة منطقة حلايب وشلاتين: «تم الانفصال بين الدولتين عام 1956 واعتبرت حدود مصر بداية من خط عرض 22».
وأضاف، خلال حلقة أمس الإثنين عبر برنامج «دائرة الضوء» المذاع عبر فضائية «النهار اليوم»، أن هناك فتاوى كثيرة من الشعبين عن حلايب وشلاتين، متابعًا “البشير قسم وطنه إلى عدة مناطق وهناك حروب داخل دارفور ويطالبنا بالتنازل عن عن حلايب وشلاتين، مؤكدًا أنه من حقه اللجوء للتحكيم الدولي”.
موسى: السودان كانت بتاعتنا
وأشار أحمد موسى، في برنامجه “على مسؤوليتي”، عبر فضائية “صدى البلد”، مساء أمس الإثنين، إلى أن السودان كلها كانت ملك مصر.
وأضاف “إوعى حد يتكلم عن حلايب وشلاتين، أو ييجي ناحيتهم، دي مصرية أبا عن جد، دي السودان كلها كانت بتاعتنا.. حلايب وشلاتين” تقعان داخل الحدود المصرية، وليس السودانية، بموجب اتفاقية 1899، التي وُقعت بين الطرفين”.
وتابع: “هذا الجدل بسبب أنه في عام 1902 قام الاستعمار الإنجليزي باللعب في الخريطة، وأدخل حلايب وشلاتين داخل حدود السودان، لذلك يعتبر السودان حلايب وشلاتين جزءًا من بلاده”.
عيسى: منطق دول فقيرة ودول غنية
واتهم إبراهيم عيسي، أجهزة الدولة بأنها تروج للكراهية بسبب قضية جزيرتي “تيران وصنافير”، موضحًا “الأجهزة في الدولة حولت قضية تيران وصنافير إلى قضية سياسية، وأصبحت تخون كل من يقر بمصرية تيران وصنافير، وتثني على كل من يقول إنهما سعوديتان”.
وأضاف عيسى ببرنامجه “مع إبراهيم عيسي” عبر فضائية “القاهرة والناس”، أمس الإثنين، “الأجهزة الإلكترونية للدولة تعمل إحماء الكراهية، متابعًا: “لو بعض المصريين قالوا على حلايب وشلاتين سودانية هتعاملوهم إنهم وطنيين؟ ولا هيتحطوا في قائمة تانية، ولا إنتوا بتتعاملوا بمنطق دول فقيرة ودول غنية”.
التصعيد الإعلامي
طالب خالد أبو بكر، المحامي الدولي، بعدم التصعيد الإعلامي مع السودان بعد طلب وزارة الخارجية السودانية التفاوض مع مصر حول حلايب وشلاتين أو اللجوء للتحكيم الدولي.
وكتب أبو بكر -عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، اليوم الثلاثاء-: “لا داعي للتصعيد الإعلامي مع السودان، ولن يستفيد أحد من ذلك السودان بلد شقيق وعلى الدولة التعامل معه بحكمه حلايب وشلاتين مصرية وتحت سيادتنا”.
بيع يا سيسي
ويعلق الإعلامي محمد ناصر ساخرًا: “السيسي قام بمنح السعودية هاتين الجزيرتين بمقابل مادي، فلماذا لم يمنح السودان حلايب وشلاتين؟ هل لأن السودان لم يدفع مقابلًا ماديًا لضم المنطقتين؟”.
“الوطن”: 3 سيناريوهات
وخصصت صحف مصرية صفحات خاصة، اليوم الثلاثاء، للحديث حول ازمة حلايب وشلاتين، ونقلت “الوطن” عن دبلوماسيين وخبراء مصريين تصورهم وجود ثلاثة سيناريوهات لمواجهة الأزمة أبرزها بقاء الوضع على ما هو عليه، وأن تظل السيادة المصرية عليهما دون تغيير.
ورأوا أن السيناريو الثاني هو لجوء البلدين إلى التفاوض الثنائي، وتوصلهما إلى حلول مرضية، أما السيناريو الثالث فهو اللجوء للتحكيم الدولي، وهو ما ترفضه مصر حتى الآن.
الإعلام السوداني
تناول عدد من المواقع الإخبارية السودانية، قضية ملكية حلايب، تحت عنوان شامل “مصر تعيد جزيرتين محتلتين للسعودية.. فهل تعيد مثلث حلايب للسودان؟”.
كتب موقع “النيلين” السوداني، مستعرضًا تاريخ النزاع بين القاهرة والرياض حول جزيرتي صنافير وتيران الذي انتهى أخيرًا باستعادة السعودية للجزيرتين، بحسب الموقع.
وفي موقع “سودان تريبون”، تصدرت قضية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية العناوين، وقام الموقع بالربط بين ترسيم الحدود المائية وبين الموقف السوداني الرسمي الذي وصفه بـ”المتراخي” في قضية مثلث حلايب، وكتب تحت عنوان “صمت سوداني بعد ترسيم للحدود البحرية بين مصر والسعودية”: أصدر مجلس الوزراء المصري بيانًا توضيحيًّا ليل السبت حول اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية التي تم توقيعها، الجمعة، مؤكدًا فيه ضمنًا أن المفاوضات التي سبقتها شملت منطقة حلايب المتنازع عليها مع السودان.
وأضاف الموقع، التزمت الحكومة السودانية الصمت حول اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية وليس من الواضح إذا ما كان لديها النية لاتخاذ أي إجراء.
واستعان الموقع بمقال نشره منذ عام لخبير القانون الدولي السوداني، الدكتور فيصل عبدالرحمن علي طه، ينتقد فيه موقف الخرطوم المتراخي حيال المسألة وتقاعسها عن الرد على الإعلان السعودي حول نقاط الأساس في حينها وتحفظ القاهرة عليه.