يرى عدد من الخبراء والمحللين السياسيين أن تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية فتح الباب أمام إسرائيل لشق قناة جديدة بديلة عن قناة السويس، من خليج العقبة، حيث سيتحول ممر”انتر برايز” إلى ممر دولي، بعد أن كانت تبعيته مصرية.
تحويل قناة السويس لحمام سباحة
يقول حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، إن مصر تسلم أهم “كارت” في أمنها القومي لصالح إسرائيل بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، وذلك خلال تعقيبه على توقيع الحكومة المصرية على اتفاقية تعيين الحدود مع المملكة العربية السعودية.
وأضاف صباحي، خلال حواره في برنامج مع إبراهيم عيسى، عبر شاشة “القاهرة والناس”: إن تحويل ممر “انتر برايز” الواقع بين الحدود المصرية وجزيرة تيران إلى ممر دولي بعد أن كانت تبعيته مصرية يؤثر على الأمن القومي المصري.
وأوضح ان: “هناك مشروع إسرائيلي أردني يسمى ناقل البحرين يربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط من خلال الأردن، وهو ما يحول قناة السويس إلى مجرد حمام سباحة، وتدويل الممر المصري إنتر برايز يسهل من تنفيذ هذا المشروع”.
إلغاء قناة البحرين
ويرى د.أحمد دراج ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن من أهم مكاسب اسرائيل بعد التنازل المصري عن الجزيرتين توفير المال والوقت والجهد، الذى كان سينفقها على مشروع قناة البحرين، كبديل عن تحكم مصر بمضيق تيران، والتي تربط بموجبها ميناء إيلات على البحر الأحمر ومدينة عسقلان على البحر المتوسط، عبر البحر الميت.
وأضاف: بعد سيطرة السعودية على مضيق تيران، فإن إسرائيل تستطيع تأجيل مشروع قناة البحرين أو حتى إلغائه مشيرًا إلى أن السعودية لا تشكل قوة عسكرية ضاغطة على تل أبيب على عكس الجيش المصري.
يقضي على قناة السويس
وكشف الكاتب الصحفى جمال الجمل، فى مقال له، أن هناك مصطلحًا عبريًا هو “تعالات هاياميم” أى التخطيط والاستراتيجية وهو يشير إلى قناة البحار أو المشروع الذى وقعته إسرائيل مع الأردن، فى خطوة تكتيكية تهدف إلى ربط البحر الميت بالبحر الأحمر، بعد رفع منسوب المياه فى البحر الميت، حيث تقوم إسرائيل بربط البحر الميت بالبحر المتوسط، وبالتالى تتحقق الخطة التى حلم بها، وسجلها تيودور هيرتسل الأب الروحى للصهيوينة.
وأضاف :تم توقيع العديد من الاتفاقيات بين اسرائيل الأردن والسلطة الفلسطينية، بحضور أميريكى ودعم بريطانى، وهو ما اعتبره وزير التعاون الإقليمى الإسرائيلى سيلفان شالوم هدية لروح هرتسل، حيث سيقضى هذا المشروع على قناة السويس تمامًا، وهى الفكرة التى اقترحها أميرال البحار البريطانى وليم آلان فى منتصف القرن الـ19 لمنافسة فرنسا، وضرب تنفيذها لمشروع قناة السويس.
وتابع: بحسب الخطة التى وضعت منذ القديم فإن آراء الخبراء تتجه إلى أن الهدف من إبعاد مصر من خليج العقبة يهدف إلى البدء فى المشروع الجديد وهى القناة الإسرائيلية المزمعة التى ستقضى على قناة السويس.
مخاطر أمنية
ويوضح اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكرى والاستراتيجى،أن تسليم الجزيرتين له خطورة كبيرة على الأمن القومى، حيث تكمن خطورة هاتين الجزيرتين فى أنهما تمثلان المدخل الجنوبى لخليج العقبة، وبالتالى يمكن من خلالهما السيطرة على الملاحة سواء لإسرائيل أو الأردن، وهو ما يتفق مع المخطط الهادف إلى إنشاء ” قناة البحار” الإسرائيلية.
وأكد مسلم، أن مصر كانت لا تملك الحرية الكاملة فى الجزيرتين طبقا لمعاهدة السلام، إلا أنه وفى الوقت الراهن فقط، أصبحت مصر تملك سلطة أمنها القومى البحرى، مضيفًا: طبقا لمعاهدة كامب ديفيد فإن مصر وافقت على اعتبار ممرات خليج العقبة دولية، وبالتالى ليس من حقها تعطيل الملاحة بها، وهو ما جعل مصر غير قادرة على استخدام هاتين الجزيرتين إلا لأغراض السياحة والملاحة والتجارة فقط والآن فقدت كل الاستراتيجيات الأمنية .