أثار إعلان القوات المسلحة نزول الجيش للشوارع لتأمين الأهداف والمنشاَت المهمة اليوم الإثنين العديد من ردود الافعال؛ حيث اعتبر سياسيون ونشطاء أن نزول الجيش يكشف رعب النظام من التظاهرات، وأنهم يعلمون حجم غضب الشعب ضدهم، متوقعين أن يختلف التعامل الأمني اليوم عن مظاهرات جمعة الأرض، فهذه المرة سيكون التعامل الأمني أكثر عنفا.
وحذر النشطاء من تدخل الجيش في تظاهرات اليوم، وأنه لا يجب أن يكون الجيش طرفا في مواجهة الشباب؛ لأن عواقب هذا الأمر خطيرة جدا على الجيش.
تأمين الأهداف الحيوية والمنشآت المهمة
وقال العميد محمد سمير، المتحدث باسم القوات المسلحة -في بيان له، أمس الأحد-: “في إطار مشاركة القوات المسلحة الشعب المصري احتفالاته بالذكرى الرابعة والثلاثين لتحرير سيناء المجيدة، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة توجيهاتها إلى القيادات العسكرية على المستويات المختلفة بإعادة تمركر عناصر من القوات المسلحة بنطاق الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية لمشاركة الشعب المصري في احتفالات تحرير سيناء، وتأمين الأهداف الحيوية والمنشآت المهمة ضد من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذا الشعب العظيم، أو يحاول إفساد فرحته أثناء الاحتفال بهذه الذكرى العطرة”.
وأضاف: “في هذا الإطار قامت الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية بمشاركة المواطنين الاحتفالات في مختلف الميادين الكبرى، وتنظيم الدوريات الأمنية الثابتة والمتحركة مدعومة بعناصر من الصاعقة والمظلات وعناصر من قوات التدخل السريع والشرطة العسكرية التي تجوب الشوارع والميادين الرئيسية بمختلف المحافظات، كما قامت بإعادة تمركز الاحتياطيات لتأمين الأهداف الحيوية والمنشاَت المهمة، كما تقدم القوات البحرية عروضًا نهرية باللنشات والزوارق السريعة في مجرى نهر النيل؛ تعبيرًا عن احتفالات مصر والقوات المسلحة بالذكرى الغالية على قلوب كل المصريين”.
وتابع: “تشارك القوات الجوية بعروض جوية لفريق الألعاب الجوية في سماء القاهرة الكبرى وعدد من المحافظات لمشاركة المصريين فرحتهم بهذه المناسبة، كما تشارك عناصر الموسيقى العسكرية المواطنين احتفالاتهم بعزف الأناشيد والمقطوعات الوطنية بكل الميادين الكبرى بكل محافظات الجمهورية”.
أزمة حقيقية للنظام
وقال السياسي الكويتي المعروف ناصر الدولة: إن نزول الجيش المصري وانتشاره وسط القاهرة رغم وجود قوات الشرطة، لتأمين الأهداف الحيوية والمنشآت المهمة في “25 أبريل، يدل على أن هناك أزمة حقيقية مصر.
وأضاف “الدويلة” في سلسلة تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “اليوم الخامس والعشرون من أبريل موعد المصريين مع اختبار الإرادة وبدأ النظام أعمالا استباقية لإفشال التظاهر بحملة اعتقالات عشوائية”.
وتابع: “حق التظاهر السلمي حق أصيل لشعوب العالم ولكن بعض العقول المتخلفة لا تفهم أن للإنسان كرامة وحقا ورأيا خاصا به، فكل ما يعرفه هو التسبيح بحمد الحاكم”.
واختتم السياسي الكويتي تغريداته بقوله: “نزول الجيش المصري وانتشاره وسط القاهرة رغم أن قوات الشرطه والأمن المركزي أكبر من عدد جيوش خمس دول خليجية يدل على أن هناك أزمة حقيقية”.
الجيش قلق من التظاهرات
وأكد أمين إسكندر، أحد مؤسسي حركة “كفاية” ووكيل مؤسسي حزب الكرامة، أن هناك ارتباطا بين نزول القوات المسلحة والدعوة لتظاهرات، قائلا: “احنا عمرنا ماشوفنا الجيش بينزل الشارع يحتفل مع الشعب بعيد تحرير سيناء”.
وأضاف “إسكندر”، في تصريحات صحفية، أن القوات المسلحة قلقة من تظاهرات اليوم على المنشآت الحيوية للدولة، ولكنني أريد أن أوضح لهم أنه لا داعي للقلق، مضيفًا: “بدل ما الجيش يقلق، يحاول تصحيح الوضع وإعادة الجزيرتين لمصر”.
أجواء ما قبل 25 يناير
وقال محمود إبراهيم، نائب مدير مركز الاتحادية للدراسات، إن نزول الجيش “وقائي” لحماية أفراد الشعب ومن بينهم المتظاهرون، حتى لا يحدث شيء فيتهم الجيش بالتقصير، حسب قوله.
وأضاف “إبراهيم” لحلقة أمس الأحد من برنامج “حديث الثورة” أن “البلد بها مشاكل” وأن الأجواء ربما تشبه ما قبل ثورة 25 يناير، لكن الشعب تغير “ويعرف من الذي يحميه ومن يتاجر به”.
يجب أن لا يكون الجيش طرفا
أما أيمن نور، زعيم حزب “غد الثورة” المصري، فقال إن على الجيش أن لا يكون طرفا مواجها لشباب لديه موقف سلمي تجاه نظام دفع مصر إلى حال سيئة.
ووصف “نور” عبد الفتاح السيسي بأنه “أصبح عبئا على من ساندوه، وعلى من تفاءلوا بأنه سيعيد هيبة الدولة ويقيم تحالفات إقليمية قوية فخسروا الرهان”، معتبرا أن السيسي لم يحقق شعبية جمال عبد الناصر ولا كاريزما أنور السادات، ودخل المشهد السياسي ضيفا غير مرحب به.
وعلقت الناشطة السياسية منى سيف على نزول الجيش للميادين، بتغريدة نشرتها عبر حسابها على موقع “تويتر” قالت فيها: “الجيش نازل بكرة يؤمن الميادين؟.. ده معناه ايه؟ إجازة حبة لنيابة أمن الدولة وهتحملوا زيادة على النيابة العسكرية؟”.