استنكر عدد من الأدباء وخبراء التربية، موقف وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بحذف مسرحية “حدث في الغابة”، المقررة على الصف السادس الابتدائي بمادة اللغة العربية في الفصل الدراسي الثاني.
وقال مؤلف المسرحية الدكتور محسن خضر أستاذ ورئيس قسم أصول التربية بجامعة عين شمس، هذه المسرحية تم تدرسيها على مدار 6 سنوات كاملة، وإذا بي أتفاجأ أن الوزارة قد حذفتها ضمن تنقيح وتعديل المناهج الدراسية للعام المقبل”.
وأوضح محسن أن المسرحية تناقش مفهوم الوطن والعلاقة بين الحاكم والمحكوم والانتماء، وقد قالت لجنة المراجعة أنه يوجد بالمسرحية رمز غير مفهوم، وإسقاط سياسي، وهو ما يجعلني أتساءل عن مؤهلات أعضاء اللجنة التي قامت بحذف مسرحية تم تدريسها لأكثر من 10 مليون طالب.
ووجه رسالة الى الدكتور الهلالي الشربينى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، قائلا: “ماهو المنطق الذى تم على أساسه استبعاد المسرحية، وما هو الأساس الذي يتم عليه تنقيح وتعديل مناهج المراحل الابتدائية، في ظل ثقافة تقليدية لأعضاء اللجنة المشكلة لتطوير المناهج”.
وقال الأديب إبراهيم عبدالمجيد، إن وزارة التربية والتعليم تعاملت مع المسرحية، باعتبارها محرضة على الحاكم والنظام، وللأسف أصبح النظام يحارب الفكر ويتصدى لأي محاولة للإبداع في كل المؤسسات، وبذلك فهو يرسخ في فكر الناس أنه نظام مستبد يحكم بقانون الغابة كما روت المسرحية.
وأضاف عبدالمجيد في تصريح لـ”رصد” إننا نعاني الآن من تركيز السلطات على تصفية التفكير في علاقة الحاكم بالمحكوم، لكنه لا يحب أن يكون هناك أي مجال للحديث حول هذه العلاقة إلا من خلاله، فلا نرى الآن روايات تحارب القمع وانتهاكات حقوق الانسان، وعلاقة الانسان بحاكمه والمتولين إدارة بلده، بسبب الرقابة وقرارات المنع، وما حدث مع ناجي، هو انتهاك للحريات وفرض قيود على الأدباء وخبراء التربية، وتعدّ على الأدب والأدباء في مصر.
وقال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، إن هذه الواقعة دليل على أن منظومة التعليم في مصر تحولت إلى توجيه وإرشاد الطالب نحو طريق معين، وهو “السمع والطاعة” للحاكم، عكس ما تنادي به المسرحية، وهو الفداء من أجل الحرية وتحقيق العدل، وهذا ما لا يود النظام أن يردده، فكان عليهم أن يحذفوه.
وكانت لجنة الوزارة أكدت في تقرير صادر لها عن المحذوفات، أنها قد قامت بحذف الثلاث فصول لمسرحية “حدث في الغابة”، وكانت مبررات الحذف تتلخص في وجود أفكار فرعية تعمل على تشتت التلاميذ عن الفكرة الأساسية للمسرحية، وهى الدفاع عن الوطن، إلى جانب الإفراط في التفاصيل مثل الصراع بين الحيوانات لأسباب داخلية، رغم ما يحيط بهم وبوطنهم من أخطار يجعل التلميذ لا يستوعب المغزى من المسرحية، بالإضافة إلى وجود صعوبة في المسرحية تتمثل في صعوبة ربط التلميذ بين ما يحدث في الغابة والواقع.