أثار حادث مقتل المواطن المصري في لندن، والموقف المصري الرسمي من الحادث، العديد من ردود الأفعال حول أسباب عدم اتخاذ نفس هذا الموقف في عشرات الانتهاكات التي ارتكبت ضد المصريين في الخارج خلال حكم عبد الفتاح السيسي، خاصة أن هذا الموقف جاء بعد الموقف البريطاني والأوروبي من تعذيب وقتل الطالب الإيطالي ريجيني في القاهرة واتهام أجهزة الأمن المصرية بالوقوف وراء الحادث.

وأكد نشطاء أن الموقف المصري وبيان الرئاسة ليس لهما علاقة بمقتل المواطن المصري بقدر ما هما رد على الموقف الأوروبي من قتل الطالب الإيطالي، فإن هناك حالات اعتداء وإهانات متعددة يتعرض لها المصريون في الخارج، خلال الفترة الأخيرة، دون موقف حاسم من الدولة؛ حيث أصبح المصريون عرضة في كل مكان للاعتداءين البدني واللفظي، في ظل تخاذل الحكومة والاكتفاء بمجرد إصدار بيانات أو مطالبات بتحقيق دون اتخاذ إجراءات حقيقية على أرض الواقع.

دهس مواطن مصري بالسعودية

وكان آخر الحوادث المتكررة الأليمة للمصريين في الخارج ما حدث مع الشاب المصري الذي يعمل في السعودية، والذي يدعى وليد حمدي؛ حيث قام أربعة مواطنين سعوديين بدهسه وقاموا بالتمثيل بجثته على الطريق العام، وسط سير حركة المرور؛ ما أثار غضب واستياء جموع المصريين الذين طالبوا الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة لسرعة ضبط الجناة.

الاعتداء على عامل مصري بالأردن

 في 6 أكتوبر الماضي تم الاعتداء على العامل المصري، خالد عثمان، في أحد مطاعم الأردن بمنطقة العقبة، على يد أحد أشقاء نائب برلماني أردني وعدد من مرافقيه.

وعقب الواقعة، خرج العامل المصري ليكشف تفاصيل الحادثة، وأكد أن النائب البرلماني الذي اعتدى عليه يدعى زيد الشوابكة، وشقيقه، حضرا للمطعم وطلبا “أوردر” ثم طلب شقيقه من أحد العاملين في المطعم أن يجهز له طلبه في وقت سريع، وعندما رد عليه عامل المطعم بأنه جار العمل عليه، رد شقيق النائب قائلًا: “يالا امشي هاته بسرعة”، بطريقة مهينة.

وعندما شعر شقيق النائب بتأخر الطلب، قال: “انتوا ليش بتتكلموا من مناخيركم امشي هات الأوردر زي الكلب”، مشيرًا إلى أنه في اليوم التالي جاء النائب الأردني إلى المطعم، وطلب منه أن يحترم نفسه وأهل البلد الموجود فيه، لكونه غريبا، وأثناء الحديث، قام أحد مرافقي النائب بضرب العامل المصري، وقام آخر بضربه والاعتداء على أحد زملائه في المطعم.

مصرع عامل في ليبيا وضرب مصري بالكويت

وفي ليبيا، لقي عامل مصري في محل ملابس مصرعه عندما رفض رد بضاعة لأحد العملاء، ونشبت مشادة كلامية بينهما، تطورت إلى إطلاق العميل النيران على المصري حتى لقي مصرعه على الحال، ثم تلتها حادثة أخرى في الكويت، حين قام أفراد الشرطة الكويتية بالاعتداء على مصري بالضرب، بسبب توجهه إلى قسم الشرطة للإبلاغ عن حادث مروري، وتم فتح تحقيق حضره المستشار أحمد عادل صبحي، ولم يلبث أن هدأ الأمر بعد اعتذار الخارجية الكويتية.

الشرطة السودانية تعتدي على عمال مصريين

أما في السودان، ووسط سلسلة الاعتداءات على المصريين، أقدمت الشرطة السودانية على الاعتداء على أربعة عمال مصريين في الخرطوم بالأسلاك الكهربائية، وسرعان ما تحرك السفير المصري في الخرطوم محمد عبدالمنعم الشاذلي، والقنصل العام أيمن بديع، لتقديم الأدلة الطبية التي تؤكد واقعة الاعتداء على العمال المصريين إلى وزير الداخلية.

وبالفعل ثبت تعذيبهم بالأسلاك الكهربائية، من قبل الشرطة السودانية، التي تدخلت لفض مشاجرة بين عمال مصريين وسودانيين، ووقتها وعد وزير الخارجية السوداني بشير طه، بإجراء تحقيق عاجل مع المتورطين في الحادث.

اعتداء شرطي سعودي على مصري

كما أظهر مقطع فيديو تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، في يناير الماضي، اعتداء شرطي سعودي على أحد المواطنين المصريين، أمام “فندق الشهداء” بالسعودية، وكشف الفيديو تعرض المواطن لإصابات جسيمة في أنحاء متفرقة من جسده.

تعذيب عامل مصري باليونان

وفي اليونان، تعرض عامل مصري للتعذيب والضرب، على يد رئيسه اليوناني صاحب المحل الذي يعمل به، وتم حجزه في أحد العقارات وتناوب الضرب فيه، وتعرض لأبشع أنواع الضرب والتعذيب، مع ربطه في شجرة يومًا كاملاً، فيما لم تلق السفارة المصرية بالاً بالحادثة.

سخرية النشطاء

وسخر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من بيان الرئاسة المصرية، متسائلين: لماذا لم تصدر مثل هذه البيانات في حوادث سابقة للمصريين، خاصة في دول الخليج.

وقال جابر أحمد- تعليقا على بيان الرئاسة-: “وانتوا زعلانين عشان اتقتل ولا عشان حد غيركم هو اللي قتله”.

وعلق أحمد عبد الفتاح: “بالمناسبة حضرتك فيه شخص مصري الشرطة رمته من الدور الرابع ومات.. حضرتك ممكن تنعيه وكده وتقول ده الخطا الفردي.

وشارك أحمد صلاح بقوله:” سيادة الريس فيه عربية ترحيلات اتخنق واتفحم فيها ٣٧ واحد والظباط خدوا مع إيقاف التنفيذ.

وقال الصحفي محمد فهمي: “الدولة اللى بتشتغل بطريقة نسوان المصاطب فى أزمة المصرى اللى توفى بريطانيا … حد يقولهم ان من 3 شهور فيه واحد مصرى إسمه أحمد عاطف دهسوا بالعربية مواطن كويتى ولحد دلوقتى ولا حقه رجع ولا يحزنون ..وبحكم معرفتى بأهل القتيل ..تواصلت مع المسئولين علشان يجيبو حق أحمد ..اول واحد كلمته ساعتها المستشار الاعلامى لرئيس الوزراء .. ساعتها رد عليا وقالى الموضوع ده مش عندنا كلم وزارة الهجرة ..قولتلو أزاى مش الوزارة دى تبع الحكومة .. قالى معندناش تفاصيل بالموضوع احنا .. قولتلو شكرا وكلمت الوزيرة بتاعة الهجرة اتفاجئت رغم مرور يومين على الحادثة مكلمتش أهل القتيل ولا حتى عبروهم .. ولحد دلوقتى الموضوع قفلتلو الحكومة”.

وأضاف، في منشور له في “فيس بوك”: “استغربت من رد فعل الرئاسة السريع على مقتل المواطن المصرى فى بريطانيا على الرغم من أن المسافة بين الحادثتين قريبة مع الحادث الاول بشع بالمقارنة بحادث بريطانيا .. بس الفرق ان الدولة مش بتتحرك لكرامة المواطن بره الا علشان تتاجر بيه سياسيا .. ولو حادث بريطانيا بغض النظر عن انه جنائى او منش جنائى لو حصل فى دولة بالخليج كنت هتلاقى الدولة عاملة من بنها ..بطلو متاجرة بكرامة المواطنين يا رخيص أنت وهو”.