شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

وأشرقت مصر بنور ربها – محمد القاضي

وأشرقت مصر بنور ربها – محمد القاضي
  لا أعرف سببا محددا لعزوفي عن الكتابة في الفترة السابقة، ولكني أستطيع ان أقول إنني مررت بفترة من...

 

لا أعرف سببا محددا لعزوفي عن الكتابة في الفترة السابقة، ولكني أستطيع ان أقول إنني مررت بفترة من التأمل في حالة مصر الراهنة، وهي فترة أعتبرها جديرة بالتسجيل والكتابة عنها، فلقد اقتضت ظروف عملي أن أكون بعيدا عن مصر في الفترة السابقة وكنت أتابع ما يحدث على الساحة المصرية من خلال ما أقرا في المواقع الإخبارية وما أسمعه من القنوات الفضائية، وأدليت بصوتي في انتخابات الرئاسة خارج مصر، وكانت عودتي لمصر قبل إجراء انتخابات الإعادة الرئاسية بيوم واحد وسمعت بأذني ورأيت بعيني المؤازرة الفجة وغير المعلنة رسميا لدعم مرشح الرئاسة أحمد شفيق حتى إنني كدت أفقد تفاؤلي الذي عرفه عني المحيطون بي من أن الله سبحانه لن يتخلى عن مصر وأهلها وأنه لا شك قد أراد بهم خيرا وسيوفقهم إلى اختيار الأصلح… ولكن ما رأيته من تجييش لكل بقايا النظام السابق ومؤسسات الدولة الرسمية لدعم شفيق وما يغدقونه من أموال على فقراء الناس ومحتاجيهم كان جديرا بترجيح كفة شفيق.. فأصابني قلق شديد أصابني بألم شديد في معدتي عانيت أثره أكثر من أسبوع..
 
وأجريت الانتخابات وأعلنت حملة مرسي فوز مرشحها ورغم أنني كنت على ثقة من صدقهم إلا أن الخوف كان يساورني وكنت أتوقع أمرا كان يدبر في الخفاء.. ولم ينقذني من حالة القلق والخوف على ثورة مصر إلا بعض الرؤى التي حكاها لي كثير من إخواني وأحبابي بشأن رئيس مصر القادم وكان من أهم هذه الرؤى وأكثرها تأثيرا في أن رجلا رأى كأن ميزانا منصوبا وكفة شفيق تميل إلى الرجحان على كفة مرسي فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع إصبعه على كفة مرسي فرجحت كفته.. فاستأنست بهذه الرؤى واطمأن قلبي حتى أعلن فوز مرسي وأصبح رئيسا لمصر.. ويوم إعلان النتيجة شعرت بارتياح شديد ورغبة في الخروج من البيت بعد فترة عكوف فرضتها على الوعكة الصحية والحالة النفسية.. كنت أشعر وأنا أسير في الطريق في صباح اليوم التالي لإعلان النتيجة أن شيئا غريبا حدث في مصر كان نور الشمس مزدهرا على غير عادته وشعرت كأن ريحا طيبة تعبق المكان وذهبت إلى صديق لي هنأته وهنأني بنجاح مرشح الثورة.. وإذا بصديقي يفاجئني ويقول: إن ابني قال لي صباح هذا اليوم إنه يشعر بارتياح شديد وسعادة بالغة ويشعر أن ريحا طيبة تغمر كل مكان حوله..
فتوافق كلام ابن صديقي الذي نقله والده إلي مع ما أشعر به.. وفي المساء جلست مع بعض الأصدقاء فإذا بهم قد شعروا بمثل ما شعرت به..
 
رجعت إلى كتبي ومكتبتي لعلى أجد في بطون كتب التاريخ ما يؤيد حالتنا هذه ويتفق معها فقرأت نصوصا متفرقة هنا وهناك تؤكد أن الظلم عندما يخيم على مكان ما يظلم منه كل شيء والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: الظلم ظلمات يوم القيامة .. فما الذى يمنع أن يكون للظلم أثر مساو في الدنيا لأثره في الآخرة فهو ظلمات في الدنيا وظلمات في الآخرة.. والظلمة هنا معنوية وحسية.. كما أن العدل نور ينير للناس دنياهم وأخراهم.
أشعر في قرارة نفسي أن الله سبحانه هو الذى يختار لمصر وشعبها وأن الله قد أراد بها وبشعبها خيرا.. وأن الله سبحانه سيمن على هذا البلد بنعمة الأمن والأمان وستظل مصر حصنا من حصون الأمن والأمان إن شاء الله، وصدق الله العظيم إذ يقول: (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين).
 
لقد أشرقت مصر بنور ربها وفضله وكرمه فهل نكون أهلا لهذا الفضل ونوحد كلمتنا ونجمع شملنا لإصلاح بلدنا وأن نبذل كل ما وسعنا جهدنا لمحو أثر الظلم والظالمين.. إن الحمل ثقيل جدا ولكن ما رأيناه من عون الله لنا وتوفيقه يجعلنا نمضي في طريق الإصلاح معتمدين على الله سبحانه مطمئنين إلى نصره لنا وتوفيقه.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
 
المصدر: رصد 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023