أنا شيعية من جنوب مقاوم وكنت أفتخر.. لم أرَ يوما أن المقاومة قد أخطأت او قد تخطئ، أدافع بشراسة عن المعتقدات التي يؤمن مجتمعي أو البيئة الحاضنة لي بها.
لم أعلم أنني اليوم سأتبرأ من هذا المجتمع ومن طائفتي العمياء ومن حزب لم أكن له سوى ناقدة لتدخله في الأزمة السورية.
فاليوم تساءلت أين ضمير “المقاومة” من هؤلاء الأطفال؟ كيف لنا أن نكون حزب الله ونحن لأفعال الله وأقواله غير آبهين؟
من مقطع تصويري إلى آخر كنت أنتقل صباحا لعلي أجد دليلا واحدا يعطي الحق للأسد أن يفعل ما يفعله فلم أعثر إلا على كلمات مغمسة بالألم والحزن على فراق فلذة الكبد الذي التهمته صواريخ الطائرات ولم أعثر إلا على دمعة طاعن في السن يستنجد بأمة محمد وشاب يأبى الا العزة والكرامة، مؤكدا “سنبقى هنا أنها بلدنا وليست بلد الروس أو الأميركان”.
هذا الإيمان بالأرض رغم الإنكسار الذي يعاني شعب حلب منه وضعني في حيرة التساؤل عن أساس هذا الصمود في بلدة تكاد أن تباد وأن تتحول الى حمى أخرى.
ولأول مرة قررت الانتفاضة فعلًا وخلعت ثوب الشيعة المزيف فلا سيدتي زينب تقبل بأن يتحول نساء حلب إلى زينب العصر ولا إماميّ علي والحسين يرضيان بأن يكون أطفال حلب عبدالله الرضيع هذا العصر.
فإن كانت كربلاء الماضي تتكرر على يد من يختبئ في عباءة الدين وهو فاسد وقاتل فلا يمكنني إلا القول: واااخجلي منك يا حلب واني لأتبرأ من شيعيتي ومن حزب داعم لهالكك.