يأتي عيد العمال بمحافظة المنوفية هذا العام وقد اجتاحتها العشرات من الإضرابات العمالية، وإغلاق العديد من المصانع بالمحافظة، بسبب إهمال المسؤولين لطلبات وحقوق العمال، الذين أنهكهم غلاء الأسعار وثبات المرتبات.

وقام عمال مصنع الغزل والنسيج بشبين الكوم، منذ عدة أسابيع، بعمل إضراب كامل وتوقف المصنع عن العمل، بسبب عدم حصولهم على مرتباتهم كاملة، وعلى بدلات المخاطر وعدم سماع الإدارة لشكواهم، مما دفع الإدارة بعد مظاهرات عارمة جابت الشوارع، إلى تهدئة العمال بوعود لم يحصلوا منها على شيء حتى الآن.

وعلى نفس الصعيد قام عمال مصانع التغذية بقويسنا بعمل إضراب للمطالبة بتثبيتهم في العمل، وصرف مستحاقاتهم التي خفضتها إدارة المصانع إلى النصف.

كما قام عمال مصانع بشاي للحديد والصلب بمدينة السادات بعمل إضراب، بسبب تقاضي العمال لأجور لاتناسب حجم ما يتعرضون له من اخطار- على حد قولهم- كما طالبوا بمساواتهم برواتب نفس المهنة في المصانع الأخرى مثل حديد عز.

وفي ذات السياق، اشتكى العاملون بصناعة النسيج بكفر هلال ببركة السبع من تردي الخدمات التي تقدمها الحكومة، وانعدام الدعم للصناعات المتوسطة والصغيرة، وذكر العاملون أن الصناعة التي لها أكثر من نصف قرن، أوشكت على الاندثار بسبب عدم دعم الحكومة لها، بجانب السماح لمنافستها من المنتجات الصينية، وذلك بالبيع بأقل من سعر التكلفة، مما أدى لقيام أصحاب المصانع بإغلاقها وتسريح العمال.

وفي يوم العمال كان لشبكة “رصد” هذه اللقاءات مع عمال من محافظة المنوفية يعملون فى مصانع ومهن مخلتفة، للوقوف على أهم ما يتعرضون له من مشاكل:

قال حامد سعيد، يعمل بمصنع للزجاج بمدينة السادات :” الحمد لله على كل حال، بشتغل فى المصنع هنا من وقت انشائه، آه المرتبات ضعيفة ومبتكفيش حتى العيش الحاف، بس أحسن من قعدتنا ولما بنشتكى بيقولوا علينا إخوان وعاوزين نخرب البلد، فبنسكت ونفوض امرنا الى الله”.

وأشار صبحى رمضان، يعمل بمصنع للحديد والصلب : “احنا شغالين الحمد لله بس المرتبات مبقتش تكفي بعد الزيادة المجنونة فى أسعار كل حاجة، عاوزين بس الحكومة تبصلنا بعين الاعتبار وتشوف مشاكلنا وتعمل على حلها حتى نستطيع أن نعطي وننتج”.

وأضاف رمضان:” العلاوات السنوية التي تزيد بضعة جنيهات لاتذكر بمقابل الارتفاع الجنونى في أسعار كل شىئ بالإضافة إلى عدم صرف الحوافز والبدلات، وعندما نسأل عن السبب يكون الرد دائما احمدوا ربنا إنكم بتقبضوا أصلا البلد واقعة اقتصاديا”.

واختتم محمود الضبع، صاحب مصنع مغلق للنسيج ببركة السبع : “اضطررت لغلق المصنع وتسريح ما به من عمال بعد خسارتي لأكثر من 500 ألف جنيه، ولم استطع سداد مديونياتي للبنوك بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام، وارتفاع أسعار الكهرباء بشكل جعلني عاجزا عن مواصلة الانتاج، فاضررت للتوقف وإغلاق المصنع بعد تجاهل كل المسؤولين في التخفيف عنا ومراقبة اسعار السوق والمواد الخام ولكن كانت كل شكوانا تذهب مع الرياح، وأنتظر الآن مصيرا مجهولا بالسجن بسبب سوء إدارة من حكومة فاشلة”.